يتميز موقع سلاش دوت (Slashdot) الإخباري التقني بأخباره الخفيفة واللذيذة، فلا يكاد يمر يوم وإلا وأجد العشرات من المواضيع الممتعة والمفيدة والتي تعكس لنا بعضا من التقدم التقني في بلاد الغرب. كما يتميز موقع سلاش دوت الإخباري بمجتمع مهتم يقوم بتزويده بالأخبار الدورية وأيضا التعليق على المواضيع المطروحة. ودائما ما تسترعي انتباهي المواضيع التقنية المطروحة في هذا الموقع، فمن أخبار جادة لأخرى هزلية لثالثة إبداعية وهكذا دواليك. وخلال إحدى قراءاتي الدورية لخلاصات هذا الموقع وجدت بعض القصص التكنولوجية لشباب استغلوا ما حولهم من أدوات في عمل ابتكارات تقنية ذكية. فقد قام شاب ألماني بالاستفادة من تقنية البلوتوث في تتبع المارة في الشارع، حيث قام بتثبيت عدد من مجسات لاقطة لإشارة البلوتوث ورصد معلومات المارة وتخزينها في قاعدة بيانات وربطها بموقع له على شبكة الإنترنت ليتمكن الناس من البحث فيها. المعلومات المرصودة هي نوع أجهزة الجوال وسرعة المارة في الشارع وغيرها. ويمكن الاطلاع على المشروع كاملا من هذا الموقع (http://www.bluetoothtracking.org/) والاطلاع على الإحصائيات المتنوعة التي يرصدها المشروع. كما قام طالب من جامعة كرنجي ميلون بتحويل عصا تحكم الوي (Wii) لجهاز متتبع لحركة الأصابع. ويعتبر جهاز الوي إحدى منصات الألعاب التي أنتجتها شركة ننتيندو قبل عامين. ويتميز الجهاز بعصا تحكم لاسلكية تمنح للاعب حرية أكثر في الوقوف والتنقل أمام الجهاز. الأدوات التي استخدمها الطالب لإجراء التجربة بسيطة ومتوفرة، والبرنامج اللازم لتجربته يمكن تحميله من موقع الطالب التالي. http://www.cs.cmu.edu/~johnny/projects/wii خلاصة القول، قيل في المثل الحاجة أم الاختراع، وحتى نخترع لابد من توافر المواد المطلوبة لتحقيق الاختراع. وأعتقد أننا نعيش في عصر المواد فيها متوافرة وكل ما علينا هو فقط تطويعها لخدمة أفكارنا. وفي مجتمعنا الكل يعرف ألعاب الفيديو وتقنية البلوتوث ليست كأدوات بل كوسائل للترفيه، وهذا دليل على مدى تشرب الفكر الاستهلاكي حتى لدى الصغار في المجتمع وعدم النظر للتقنية من جوانب أخرى. فإلى متى سيستمر هذا الحال؟ [email protected]