شهدت الساعات السابقة لانطلاق أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائى المغلق أمس الأحد مشاورات جانبية مكثفة بين عدد من وزراء الخارجية العرب لتنسيق المواقف العربية بشأن الأزمة اللبنانية حيث عقدت اللجنة الوزارية الخماسية المعنية بالأزمة فى لبنان اجتماعا تشاوريا بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية كل من مصر والمملكة وسوريا وسلطنة عمان وقطر. وناقش الاجتماع كيفية استكمال المسعى العربى لحل الأزمة السياسية فى لبنان خاصة التفسير المتعلق بالبند الثانى فى خطة العمل العربية لحل الأزمة والخاص بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال مصدر دبلوماسى عربى مسؤول إن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط دعا لهذا الاجتماع التشاوري المغلق قبيل انطلاق الأعمال الرسمية لوزراء الخارجية وذلك للتوصل لتوافق عربى يمكن الخروج به من اجتماع وزراء الخارجية. وأدت الاجتماعات الثنائية والجماعية المكثفة للتشاور منذ صباح أمس إلي تأجيل بدء الاجتماع الرسمي للوزراء نحو ساعتين. في الوقت نفسه أكد الطيب لوح وزير العمل الجزائري الذي رأس الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب "أن انجح وسيلة لحل الأزمة فى لبنان هى مواصلة الحوار بين الفرقاء تحت رعاية الجامعة العربية . وحذر لوح في كلمته في بداية الاجتماع من أن استمرار هذه الأزمة يجعلها حبلى بكل التهديدات والاحتمالات المحفوفة بالمخاطر ليس على لبنان فقط بل على المنطقة برمتها بماقد تضيفه من عوامل أخرى لعدم الأمن والإستقرار فى المنطقة . وقال لوح إن الجانب العربي قدم مبادرة لتسوية الأزمة السياسية والدستورية فى لبنان بهدف تحقيق توافق حول مختلف القضايا الخلافية وملء الفراغ المؤسسى فى لبنان ولتفعيل مؤسسات البلاد والخروج من الأزمة التى تعصف به منذ طويل . وعبر لوح عن أسفه للمأساة التى يعانى منها الفلسطينيون فى قطاع غزة نتيجة للحصار الإسرائيلى الجائر عليهم وتصعيد العدوان .. داعيا جميع المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها بموجب القوانين الدولية لتوفير الحماية للشعب الفلسطينى الأعزل. من ناحية أخرى عقد وزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً تشاورياً أمس بمقر اقامة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالقاهرة. وتم خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع في لبنان وفلسطين بهدف تنسيق المواقف الخليجية بشأن الوضع في البلدين. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أجرى أمس مشاورات ثنائية تمهيداً للاجتماع الوزاري العربي. وعقد موسى اجتماعاً مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي أعرب السبت عن اعتقاده بأن الوزراء العرب "سوف يصدرون قراراً جديداً لتوضيح بعض الجوانب الخافية في المبادرة العربية" من دون مزيد من التفاصيل. كما التقى موسى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي. وأكد الناطق باسم الجامعة العربية عبدالعليم الأبيض للصحافيين أن "المشاورات ركزت على أهمية الاستحقاق الرئاسى فى لبنان خشية التداعيات السلبية التى يمكن أن تحدث نتيجة الفراغ السياسي، إذ أن هذه التداعيات لن تكون فى مصلحة لبنان أو الدول العربية" إلى ذلك استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بمقر إقامته بالقاهرة أمس معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وتم خلال اللقاء بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب المستأنف الذي سيعقد في وقت لاحق وخاصة ما يتعلق بالشأنين الفلسطيني واللبناني. ويأتي لقاء سمو وزير الخارجية مع عمرو موسى ضمن المشاورات واللقاءات التي اجراها عمرو موسى قبيل بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب. وكان سمو الأمير سعود الفيصل وصل إلى القاهرة أمس ليرأس وفد المملكة في الاجتماع المستأنف لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد بمقر جامعة الدول العربية لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مطار القاهرة الدولي معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية هشام محيي الدين ناظر.