لم يجعل مقتل مواطن امريكي بين مخالب نمر هارب من حديقة حيوان السياح يتوقفون عن مداعبة هذه الكواسر الضارية في "معبد النمر" بتايلاند. وتكشف هذه الصور المروعة ان اللعب مع هذه الوحوش قد يتحول فجأة الى مغامرة خطيرة تكلف الانسان حياته. فبينما كان نمر ضخم يسير خلف احد الكهنة بالقرب من احد المعابد في وداعة كاملة، مثلما يتبع كلب ذليل صاحبه، عاوده الحنين الى طبيعته الكاسرة، فانقض على مجموعة من السياح حملهم الفضول على ارتياد ذلك المعبد. ولم تجد محاولات الراهب لتهدئة النمر الذي اشاع اندفاعه الهلع وسط السياح، ولم يجد المروضون الآخرون وسيلة لتفادي حدوث كارثة سوى مطالبة السياح بالابتعاد عن طريق النمر الهائج. وتراجع السياح الذين استبد بهم الخوف، قبل صدور التعليمات من الكهنة تطلب منهم الثبات في أماكنهم بدون اصدار اي حركة، ثم وضع الحبل حول رقبة النمر. ويقول المصور البريطاني ريتشارد كرامبتون الذي شاهد هذه الاحداث "يذهب السياح الى المعبد بحثاً عن الاثارة التي يجدونها في التعامل مع النمور، التي يعمل الرهبان على ترويضها. ولكن هؤلاء السياح في رأيي يجازفون بحياتهم. فمن غير المعقول رؤية هذه الكواسر تتجول حول المعبد بينما يحاول السياح ان تلتقط لهم صورا بصحبتها"!. وبالرغم من ان الكثير من هذه الوحوش فيما يسمى بمعبد النمر في مدينة كانتشانابوري على بعد 001ميل شمال بانكوك، ولدت وتربت في تلك المنطقة، الا انها اصبحت ضخمة يمكنها القضاء على الانسان في لحظات. وبدأ الرهبان في العناية بالنمور في عام 9991عندما احضر اليهم شبل قتل الصيادون امه. وبعد موت ذلك الشبل احضر شبلان آخران، ثم احضر المزيد من صغار النمور. وعندما كبرت تلك الاشبال بدأت تتكاثر ليصل عددها الآن الى حوالي 53نمراً. وعند وصول السياح لهم في البداية مداعبة الاشبال، ثم ينتقلون الى الاجمة المجاورة حيث تعيش النمور البالغة، وفي هذه اللحظة يبدأ السياح لعبتهم الخطرة مع هذه الكواسر الضارية. حيث تجد من يمسك بذيل بينما يربت آخر على رأسه، ويستطيع السائح الحصول على صورة واضعاً رأس النمر في حجره فقط مقابل 51جنيهاً استرلينياً. ويعتقد البعض ان هذه النمور غير مؤذية لانها تعالج بالمخدرات، ويرى البعض ان انيابها ومخالبها قد استؤصلت وأصبحت نباتية، ولم تذق اللحم طيلة حياتها. الا ان الباحثة الامريكية كارين ايرب تفسر عدم عدوانية هذه النمور تجاه البشر لعلمها بأنهم لا يشكلون خطراً عليها، ولذلك لا تجد سبباً للهجوم عليهم.