تتميز منطقة الباحة بطبيعتها الجغرافية المتنوعة، حيث يوجد بها العديد من الجبال المرتفعة والشاهقة، ومن بينها جبل نخره الواقع شمال وادي المزيرعة غربي وادي حنونة بمحافظة قلوة بتهامة الباحة، وهو جبل كبير جدا توجد به حيوانات ضارية مثل النمور والفهود ويصعب الوصول الى هذا الجبل لوعورته، وكذلك لوجود أحجار ملساء وكبيرة لا يستطيع أحد تسلقها. وتكثر الروايات والاساطير حول ذلك الجبل الذي مازال يلفه الغموض من الناحية التاريخية، فهناك من يقول انه قد سكنه بني هلال قبل آلاف السنين وقاموا ببناء مساكن في أعالي تلك الجبال الا انهم سريعا هاجروا منه. ويشير احد الاهالي ان القرى المجاورة للجبل كانت مأهولة بالسكان قديما، ولكن الآن خلت تلك القرى من السكان ولم يعد هناك سوى احجار، وصعود الجبل قد يستغرق أياما وذلك لصعوبته لانها صخور ملساء شديدة الانحدار والجوانب الملساء التي من السهل الانزلاق عليها. ويقول احد الذين تسلقوا جبل نخرة ان في قمة الجبل قرى اثرية وشلالات ماء وعدداً من الحيوانات وهذا يدل على انه كان هناك اناس يسكنون في هذه القرى في اعلى قمة الجبل. ومما يثير العجب والذهول وجود مساكن ضخمة جدا مطلية بلون ابيض. ويقول محمد السويدي والذي يسكن بالقرب من هذا الجبل انه يتميز بارتفاع شاهق كما انه ضخم جدا ويطلق عليه الكثير من ابناء القرى المجاورة له "جبل قلب" لانه يشبه في شكله قلب الإنسان. اما صقران السويدي فيقول ان هذا الجبل يقع على مشارف نهاية محافظة قلوة، ويحكي كبار السن انه تسكنه الوحوش كالنمور والذئاب، حتى كانوا لا يستطيعون الاقتراب من هذا الجبل خوفا على مواشيهم. ويقول المؤرخ قينان الزهراني، الذي زار القرى القريبة من هذا الجبل أنه كان هناك شخص يسمى “ردة السودي” وكان يلقب بصائد النمور وهي شخصية حقيقية طعمها الناس بمسحة من خيال لما يملكه من قوة وعزيمة وضخامة في الجسم، حيث يقول قينان: ان صائد النمور قتل عددا منها وكانت تخرج من هذا الجبل، فالنمر الأول حيث وجده نائما فغزاه حتى وضع يسراه على أذنه ويمناه على ركبته وضغط عليه بكل ما أوتي من قوة حتى قتله، فأخذ حبلا كان على رأسه ووضعه في رقبته ثم تأخر خلفه ولكزه بالبندقية، فلما صحى ضربه على أنفه بالجنبية ضربة خفيفة واستاقه أمامه وفي كل لحظة يلكزه بالبندقية حتى وصل البيت وأوثق رباطه وعالجه ومكث عدة أيام حتى قتله شقيقه. أما الثاني فقد بقر أحد إبله وهو في جبل نخرة وبنى له “محجاة”، فلما رأى النمر رماه وصوبه، وفي الصباح وجد النمر في موقع لا يمكن إصابته بالبندقية، فغزاه حتى اقترب منه فهجم عليه النمر وتلقاه بضربة من الجنبية، إلا أنهما سقطا سويا، وقد أمسك النمر برجله وعاجله بضربة ثانية فمات النمر. ويقول ابراهيم السويدي ان هناك محموعة من ابناء حضن السويدي قاموا بتسلق الجبل ووجدوا بيوتا ضخمة مبنية من حجارة بيضاء.