فشل مجلس الأمن الدولي مجددا الخميس في التوصل إلى تسوية بشأن بيان يدعو (إسرائيل) إلى إنهاء حصار غزةوالفلسطينيين إلى وقف إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية. وتؤكد الولاياتالمتحدة الحليفة الوثيقة ل (إسرائيل) أن فرض حصار على غزة يندرج في إطار الدفاع عن النفس في مواجهة الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون من هذه المنطقة الفقيرة التي تسيطرعليها حركة حماس الإسلامية. وبعد مشاورات مع واشنطن، طلبت البعثة الأميركية الخميس شفهيا إدخال سلسلة من التعديلات على النص من بينها المطالبة بالإفراج عن الجندي المحتجز لدى مجموعات فلسطينية جلعاد شاليت وإدانة الإرهاب بكل أشكاله. لكن الدول العربية قالت إن هذه التعديلات غير ملائمة وغير مقبولة، مؤكدة ضرورة أن يعبر المجلس عن موقف حيال "العقوبات الجماعية" التي تفرضها (إسرائيل) على الفلسطينيين في قطاع غزة. وصرَّح سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جان موريس ريبير ان الوفد الأميركي طلب "المزيد من الإيضاحات حول سياق النص". وأضاف "الجميع موافقون. انها فعلاً مسألة توازن وصياغة". وقال مساعد السفير الأميركي في المنظمة الدولية اليخادرو وولف للصحافيين بعد المشاورات "نعتقد أن التوصل إلى نص أمر صعب". من جهته، رأى سفير (إسرائيل) في الأممالمتحدة دان غيلرمان أن المناشقات برمتها "غير مجدية وتشكل إضاعة للوقت" ولا تؤدي سوى إلى "مكافأة حماس". ورد مراقب فلسطين رياض منصور أن "إسرائيل يجب أن تدرك أن 14دولة أعضاء بينها عدد كبير من أصدقائها تقول إن هذا الوضع الإنساني في غزة لا يمكن القبول به". من جانبه، اتهم سفير سوريا بشار الجعفري الولاياتالمتحدة بمحاولة "تسييس قضية إنسانية ومحاولة تصوير الضحايا على انهم سبب المشكلة والعكس بالعكس". وحذَّر من أن الدول العربية ستعمل على تحويل البيان غير الملزم إلى قرار إذا نجحت واشنطن في عرقلة التوصل إلى تفاهم بشأنه، متحديا الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تبنيه. وتنص الصيغة المعدلة الأخيرة من الإعلان على "وقف فوري لكل أعمال العنف" في غزةوجنوب (إسرائيل) بما في ذلك إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية. ويعرب المجلس في هذه الصيغة التي حصلت وكالة (فرانس برس) على نسخة منها، عن "قلقه العميق لتدهور الوضع الإنساني" في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي. ويدعو النص "كل الأطراف" إلى "الوقف الفوري لكل أعمال العنف بما فيها إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وكل الإجراءات المخالفة للقانون الدولي والتي تعرض المدنيين للخطر". ويشير البيان بذلك إلى الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على غزة منذ السابع عشر من كانون الثاني/يناير. ويؤكد البيان أيضاً أن المجلس "أخذ علماً بقرار (إسرائيل) تعليق إغلاق المعابر (في غزة) ويدعو إلى تنفيذه بالكامل". وقال سفير جنوب أفريقيا في الأممالمتحدة دوميساني كومالو "لم نتوصل إلى اتفاق وهناك أمل ضئيل في التوصل إلى اتفاق (...) لكن رئيس مجلس الأمن طلب منا أن نقوم بمحاولة جديدة". وتتطلب الموافقة على بيان غير ملزم موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وصف الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه "حملة لتجويع الشعب" الفلسطيني، مؤكداً أن "الوضع يرثى له" في غزة. وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن حصار غزة ينسف جهود السلام في المنطقة التي أعيد إحياؤها في مؤتمر أنابوليس للسلام قرب واشنطن.