تظلم سكان حي السلي (شرق الرياض) من العمالة المتخلفة التي تكدست على أروقة حيهم. وطبقاً لعدد منهم تحدث مع "الرياض" فإن هذه العمالة حولوا الأراضي الفضاء إلى مردم نفايات. وتسبب هذا المردم في عدم تمتع السكان بالهواء الطبيعي. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد إذ امتد إلى حرق نفايات في ساعات متأخرة من الليل. ورصدت "الرياض" في جولة ميدانية على أحد شوارع الحي (أبو عبيدة الجراح). تحول إحدى الأراضي التي تقع عليه إلى مزاد لبيع الحديد والكيابل الكهربائية وأغطية الصرف الصحي التي تعرضت جميعها لسرقة في الأحياء القريبة. وجمع العمالة المتخلفة بعد منتصف الليل ما يجدونه في الحاويات. واستغرب السكان من صمت بلدية حيهم الذين تقدموا إليها بشكاوى كثيرة. معتبرين أن هذه الشكاوى قوبلت ب"التجاهل". وأيدهم ب"الإستغراب" رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم البيئة الدكتور أسعد سراج أبو رزيزة. الذي قال: "الأدخنة التي تتصاعد من المردم وإن استمراريتها سوف تلحق بالسكان المجاورين له الأمراض الصدرية فالأدخنة السوداء تحتوي غازات سامة وخطرة منها غاز ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون". وأضاف: " وهذه من الغازات السامة التي كذلك ينتج منها غاز الدايكسن وهو كمية بسيطة وهي سامة وتنتج جراء إحراق المواد البلاستيكية التي يدخل الكلور في تصنيعها فالكثير من المواد المحروقة هي الإطارات والكيابل، وما يتم في المرادم من عمليا ت إطفاء له آلية خاصة وليس مثل إطفاء حريق بمستودع خشب فهو يضم مواد لاتعلم مكوناتها". مؤكداً أن عمليات الحرق في مناطق مفتوحة أمر ممنوع ومخالف وهو ما يعرض السكان للإصابة بمرض السرطان. ولفت أبو رزيزة إلى أن المردم بالأصل يحذر فيه أن يتم إشعال سيجارة نضراً لخطورته فهو يحوي مواد سريعة وما يقوم به العمالة من عمليات حرق غير نظامية فدرجة الحرارة غير كافية لكي تحرق كافة المواد العضوية سواء بالإطارات أو غير ها وبالتالي هي تحترق احتراقاً جزئياً. ولا تقتصر الأخطار فقط على صحة السكان بل إنها تتجاوز لتصل المياه الجوفية وتلوثها فعندما يتم إطفاء الحريق بكميات كبيرة من المياه تدخل بالمردم وتخرج منه عناصر ملوثة بعناصر المخلفات والمواد الموجودة بالمخلفات وهذه قد تكون مصدراً على المياه الجوفية. ودعا أبو رزيزة الأمانات والبلديات بتكثيف جولاتها وأن تتعامل مع المردم على أنه يحوي مواد لانعرفها وقد يكون بؤرة من بؤر التلوث للمياه الجوفية والبيئة الهوائية. في المقابل أكد الدكتور مفلح القحطاني نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أنه من حق سكان الفيحاء رفع تظلم عن هذا المردم وعمليات الإحراق التي تحدث إذا كان هناك إلحاق أذى بالبيئة والصحة العامة فإن النظام الأساسي للحكم يشير إلى أن الدولة تعمل على حماية البيئة فكل أجراء يخالف هذا النص يعتبر انتهاكاً للحق ويجب إزالته. وأضاف: "أن الجمعية قد تلقت مثل هذه الشكاوى فيما تعلق بالبيئة من بعض مصانع الأسمنت أو الكسارات أو الصرف الصحي في عدة مناطق وتمت زيارة بعض المواقع سواء في جدة أو المدينةالمنورة".