عثر الباحث الدكتور عبدالرحمن بن محمد الرفاعي على الحلقة المفقودة لامتداد عربية للهجات السامية من خلال بحث ودراسة امتدت لاكثر من ربع قرن تركزت في الشريط الجبلي لمنطقة جازان واوضح الباحث الرفاعي ان بحثه الذي جاء في ثلاثة مجلدات اثبتت ارتباط اللهجات السامية كالكنعانية والاكادية والسريانية والعمورية والاغورية والعبرية والاشورية والبابلية والايلاوية والمندائية والتدمرية والنبطية والمؤابية والعمونية والادومية والصفوية والثمودية وغيرها من اللهجات السامية الجنوبية والشرقية الاخرى ما هي الا لهجات انبثقت من اللغة الأم وهي العربية وقد تضمن بحث الدكتور الرفاعي ثمانية فصول هي وحدة الجنس والموطن الاول وتطرق في الفصل الاول الى اسباب الهجرات العربية الاولى اما الفصل الثاني فقد تطرق فيه الباحث الى اوجه الاتفاق بين كل من اللهجتين الارامية والعبرية من جانب وبينهما وبين اللغة العربية من جانب آخر الفصل الثالث تناول فيه عروبة النسب الابراهيمي وما يتصل به من قضايا اما الفصل الرابع فتناول فيه الباحث اللهجة السريانية وهل هي لسان عربي؟ الفصل الخامس تحدث فيه عن اللهجة الرهاوية من خلال استعراض بعض القضايا اللغوية المتعلقة بها. الفصل السادس تناول الخصائص اللغوية المشتركة بين الراحلين من القاطنين في جنوبي الجزيرة العربية، الفصل السابع تحدث عن قبائل طي في المنطقة القديمة، اما الفصل الثامن فقد تطرق فيه الباحث الرفاعي تأثير اللسان الجنوبي في اللسان المكي نطقاً وكتابة. من جانبه علق الاستاذ الدكتور كمال بشر نائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة والأمين العام لاتحاد المجامع العلمية اللغوية في الوطن العربي عن بحث الدكتور الرفاعي قائلاً: انصب اهتمام الباحث في هذا العمل الميداني في الاساس على اللغة العربية الحية المستعملة في جنوب الجزيرة العربية (منطقة جازان) المخلاف السليماني في القديم وقد تناولها تناولاً وصفياً تحليلياً ثم تاريخياً وقد مهد في بحثه لبعض المفاهيم المستعملة في التاريخ اللغوي واضاف الدكتور البشر هذا العمل بصورته الحالية يرشح نفسه في رأينا ليكون لبنة صالحة من لبنات نظرية لغوية جديدة تثبت بوضوح واطمئنان ان اللغة العربية هي الوريث الشرعي للسامية الأم وأن ما اسموه باللغات السامية ليست الا لهجات تفرعت عن العربية وليست مستقلة عنها بحال من الاحوال ولفت الدكتور البشر بأن هذا العمل يعد اسهاماً مشكوراً في مجال الدرس التاريخي للغتنا العربية وسوف يمثل مرجعاً رئيسياً من مراجع المعجم التاريخي للغة العربية.