يعقد الأسبوع القادم منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، والذي يعد الأشهر بين منتديات العالم ويشارك به رؤساء دول وصانعو قرار سياسي واقتصادي، هذه السنة تختلف هذه القمة بل يمكن القول ان منتدى دافوس، سيقدم الشكر والعرفان وأيضا المزيد للأسواق الصاعدة التي هي تحاول الآن إنقاذ الدول الغنية، فأسواق آسيا من الصين والهند والخليج، هي من يدعم ضعف وخسائر الدول الغنية في الولاياتالمتحدة خصوصا، وآخر ما قدمت الأسواق الناشئة الجديدة الدهم الكبير لبنك "سيتى قروب" و"ميرلنش" بضخ أكثر من 20مليار دولار سواء من صناديق سيادية أو خاصة، وهو ما يضخ الدماء بشرايين هذه الاقتصاديات ويزيدها دفئا بدلا من التجمد والتعثر، يؤكد ذلك ما قاله فيليب فاينتراوب مدير المحافظ بشركة سكاغن غلوبل النرويجية الأسواق الصاعدة كانت على مستوى اسمها وأصبحت الآن كتلة اقتصادية أكبر من الولاياتالمتحدة. هذه دول تقدم مساعدات طارئة للدول الغنية في العالم "اعتراف واضح صريح لا غبار عليه، ويضيف مدير المحافظ بشركة سكاغن غلوبل النرويجية" والآن انفتحت شهيتها على المخاطرة لزيادة العوائد. وهنا يواجه (الغرب) معضلة. فأنت بحاجة الى هذا المال لكنك لا تريد التخلي عن السيطرة. ولا تريد أن تبيع جزءا يمثل قطعة مهمة من البنية التحتية لديك"، سيكون دخول الصناديق السيادية من بابين باب البحث عن الفرص والاستثمار ومن باب المنقذ لهذه الاقتصاديات، ولا ننسى حتى العرب خاسرون في الأسواق الأمريكية من خلال استثماراتهم التي فقدت الكثير، سيكون التركيز هذه السنة في المدينة السويسرية على من يملكون "الدماء" أو الكاش الجديد لإنقاذ هذه الدول من الركود الذي قد يقوده إلى كساد، وهو ما يحاول الرئيس الأمريكي تفاديه من خلال طلبه ضخ أكثر من 125مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، أن الاستثمارات الخليجية متى كانت بفكر "تاجر" و"محترفة" ستكون لها السيطرة والقوة الكبرى في هذه الاقتصاديات التي تعاني أزمة مديونيات لأنها اقتصاديات تقوم على الطريقة الهرمية في الاقتراض والإقراض بلا توقف. لا ننسى أن قيمة أصول الصناديق السيادية في 2012ميلادية ستصل إلى 12تريليون دولار أمريكي، رقم ضخم جدا، يدرك صانع القرار الأمريكي ماذا يعني هذا الرقم ومن أين سيأتي، وهذا ما يجب أن تستفيد منه المملكة من خلال وفرة "الكاش" كيف توظفه اقتصاديا وسياسيا، وقوة مستقبلية أكبر من قوة السلاح ونفوذه، فخير أن تستثمر مليارات الدولار في هذه الدول لتملك زمام المبادرة واللوبي القوي مستقبلا متى تم إدارتها باحتراف، من أن توظيف كودائع مالية ضعيفة العوائد وغير مؤثرة أو نافذة، قوة الاستثمار كقوة السلاح وأكثر، لأنها تمسك بعصب اقتصاد مرتبط بالشعوب لهذه الدول، وهذا ما يجب أن يدار باحتراف وفكر استراتيجي بلا حدود.