لم يكن أحد يتوقع على الإطلاق عدم وجود مشروع للصرف الصحي بمدينة الحوية شمال محافظة الطائف وأكبرالمدن المحيطة بها والتي توجد بها مرافق ودوائر حكومية هامة مثل قاعدة الملك فهد الجوية ومدينة الحرس الوطني ومدينة الملك فهد الرياضية، لم يكن أحد يتوقع أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث كارثة صحية وبيئية حقيقية لاسمح الله بالحوية وخصوصاً مخططات بدر والروضة وذلك عندما أدى احتباس مياه الصرف طوال هذه السنين إلى انفجار مائي كبير في كافة أرجاء الأحياء المذكورة وأصبحت الحوية على سطح بحر هائل من المياه تظهر بغزارة وبشكل متدفق عند الحفر لمترين فقط أو أقل وبسببها كثرت الأمراض وتعرقل بناء المنازل وأصبح الناس في قلق دائم من أن تؤثر هذه المياه القريبة على منازلهم لا سيما بعد دخول المياه الجوفية الى قبو المنازل. (الرياض) حضرت وشاهدت خطورة الموقع لنقل صوت المواطنين المتضررين للمسئولين لعل وعسى أن يكون هناك تحرك عاجل من الجهات المعنية لوقف الخطر الذي يحدق بمواطنين لاذنب لهم. وعند وصولنا للموقع كان لنا لقاء مع نائب رئيس مجلس حي الحوية الدكتور عبد الله منصور العتيبي أحد سكان حي مخطط بدر الذي قال: بالفعل سكان الحوية بشكل عام وسكان مخططي بدر والروضة والمخططات القريبة منها يعانون أشد المعاناة من إنفجار هذه المياه الملوثة والتي أثرت على حياتهم أقلقت الكثير منهم سواء سكان المنازل القديمة أو المنازل الحديثه، بسبب خروج الماء من باطن الأرض إلى داخل المنازل لقربها من سطح الأرض، و من يقومون الآن بالبناء حالياً يتوقفون لمرات عديدة لعدم أستطاعتهم صب قواعد المنازل بسبب غزارة المياه الموجودة على بعد مترين أو أقل مع بدء الحفر وقد أدى هذا الأمر لخسائر مضاعفة لأصحاب المنشآت المعمارية التي ما زالت قيد الإنشاء بسبب تكاليف شفط المياه والأمر المحزن أنهم يقومون بشفطها وبعد أقل من ساعة تعود المياه لنفس المنسوب من الأرتفاع وأكثر مما سبب حالة من المعاناة لهؤلاء المواطنين لايعلمها إلا الله. و ذكر الدكتور العتيبي أنه سبق أن تقدم والده وعدد من مواطني الحوية بخطاب للأمير خالد الفيصل عند أول زيارة للطائف بعد تعيينه أميراً لمنطقة مكةالمكرمة اشتمل على مطالب أهالي الحوية ومن ضمنها شبكة الصرف وحتى الآن لم نر شيئاً متمنياً أن تتحرك الجهات المعنية في الطائف لوقف (بحر) المياه الخطير الذي يهدد حياة ومصالح ساكني الجوية. مفلح المقاطي أحد سكان الحي ذكر أنهم في حيرة من أمرهم أمام هذا الأمر ولايعلمون من الجهة المسئولة أو التي يعنيها هذا الأمر فقد سبق لهم مخاطبة أكثر من جهة مثل المياه والبلدية وحمايةالبيئة إلا أن الأمر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ولم يسجل أي تحرك من هذه الجهات مما ينذر بحدوث مشاكل خطيرة لاتحمد عقباها لا سيما بالمباني الحديثة التي قامت على قواعد تحيط بها المياه فيما تعرض حديد التسليح للتآكل بسبب الصدى الناتج عن هذه المياه، وأضاف سالم: بالفعل الأمر مقلق وخطير ونرجو من خلال (الرياض) أن تصل استغاثتنا وأصواتنا للمسؤولين لإبعاد هذا الخطر وإراحة الناس هنا، فليس لهم حديث في مجالسهم إلا خروج المياه وتفجر ينابيعها التي فجرت الخوف والقلق في صدورنا وأصبحنا نتوقع سقوط المنازل في أي وقت لاسمح الله. وفي جانب آخر التي ما زالت من حي الروضة (المائي! كما يطلق عليه) إلتقينا بالمواطن الحميدي مبارك عند عمارته قيد الإنشاء حيث قال : أشكر(الرياض) على حضورها للموقع وتلبية دعوتنا للحديث عن معاناتنا في الحي فالخطر يحيط بناء والمسؤولون لا يريدون سماع أصواتنا منذ سنوات، وأضاف الحميدي لم أستطع منذ أشهر صب (قواعد ) عمارتي بسبب هذه المياه التي عجزت عن سحبها بسبب تزايد نبوعها إذ كيف تقام قواعد صلبه على أرضية مائية؟ وأكد الحميدي أن هذا الأمر كلفه كثيراً المال وزاد عليه بن تكاليف مواد البناء المرتفعة هذه الأيام، مختتماً حديثه ل "الرياض" برساله وجهها للمسؤولين (أدركونا ..أدركونا .. أدركونا الخطر يحيط بناء، أوقفوا هذا البحر الآسن الذي أقلق حياتنا ومعيشتنا).. وبيَّن المواطن محمد سويد المطيري أحد سكان الحي أن مخطط بدر هو من المخططات القديمة في الجوية ومشكلة نبع هذه المياه تحدث عند الحفر ل 16أو 20م متراً وهي لم تكن موجودة سابقاً، مشيراً إلى أن زيادة احتباس المياه في الأرض نتيجة عدم وجود شبكة تصريف أدى إلى نبوع هذه المياه بمجرد الحفر اليدوي ب(الكريك ) لمسافة متر أو مترين. وأضاف وهذا بلاشك خطره واضح ومضاره كثيرة والتي يعرفها أقل الناس علماً فكيف بمسؤولين يحملون الشهادات العالية ورغم ذلك لم يتحركوا لوقف هذه المشكلة البيئية الخطيرة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى. المواطن محمد القثامي وشعيل العتيبي قالا لقد تركنا اعمال الانشاءات بعمائرنا بسبب المياه التي أصبحت تشكل خطراً على الاطفال والسيارات وأصبحنا نمنع أطفالنا من الخروج من المنازل بسبب حفر المياه التي نشأ في كل زوايا وشوارع من هذه الأحياء.