@@ بوفاة هذا الرجل الشامخ.. @@ هذا الرجل القيمة.. في أخلاقه.. ورجاحة عقله.. وتواضعه.. وهدوئه. @@ هذا الرجل الرمز.. في تحمله للأعباء.. والمهام.. والمسؤوليات. @@ هذا الرجل المتميز.. في صدقه.. ووفائه.. وإخلاصه.. ومحبته.. واحترامه لكل الناس. @@ فإن المملكة.. تفقد إنساناً عظيماً.. وحكيماً.. ورجل دولة كبيراً. @@ فالشيخ إبراهيم العنقري.. يرحمه الله.. من الرجال القلائل الذين لا يكاد يختلف الناس على ضخامة رصيده من الاحترام.. والتقدير.. والحب.. عند كل من عرفه.. أو تعامل معه.. أو اقترب منه.. @@ فهو كرجل دولة.. لا تملك إلا أن تعجب بشخصيته.. وبحكمته.. وأناته.. وبعد نظره.. @@ وهو كرجل مواقف.. يندر من تتوفر فيه مثل خصاله.. نبلاً.. ورجولة.. ووقوفاً إلى جانب الحق.. @@ وهو كنزاهة وعفاف.. لا تملك إلا أن تترسم منهجه.. وطريقة تعامله مع المواقف التي تتصف بغير ذلك.. @@ وهو كإنسان.. لا أرق منه.. ولا أصدق من مشاعره.. ولا أحنّ من قلبه على الضعيف.. والبسيط.. والمحتاج إلى وقفاته الانسانية الكبيرة. @@ وهو كصديق.. يشعرك بالأمان.. والطمأنينة.. والمودة الخالصة.. حيث تجده صادقاً.. وصدوقاً.. معك إلى أبعد حد.. سواء في نصحه.. أو توجيهه.. أو دعمه ومساندته.. أو في إبداء الرأي الصادق عند الأزمات والفواجع والآلام دون تردد.. @@ وهو كقيمة أخلاقية.. واجتماعية.. وإنسانية.. لا يبارى. @@ وهو كسياسي.. وصاحب رأي.. ومثقف.. لا تملك إلا أن تحترم فيه عقله.. وقدراته على الربط الدقيق بين الاحداث.. والنفاذ إلى المستقبل.. والرؤية الواضحة للأمور.. والاستنتاج المبهر.. والمتوازن.. والخلاق.. @@ وأنت حين تجلس إليه.. @@ وتستمع إلى آرائه.. @@ وتنتزع منه الكلمات انتزاعاً.. @@ فإنك لا تملك إلا أن تعجب بشخصيته.. بعمق آرائه.. وبأدبه في الحديث وفي إبداء الرأي وإن اختلف معك.. @@ لقد عرفته منذ فترة طويلة.. من خلال أخي وصديقي الدكتور بدر كريّم.. @@ وتوثقت صلتي به.. بعد أن أبلغني ذات يوم.. وكنت أقضي إجازة صيف مع أسرتي في مدينة كان الفرنسية.. باختياري عضواً في أول مجلس للشورى عام 1413ه. @@ لقد كان الرجل مهذباً للغاية حين ابلغني هاتفياً الرسالة التالية.. وهو المستشار الوحيد لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله آنذاك.. @@ قال لي: "لقد وقع عليكم اختيار خادم الحرمين الشريفين لعضوية مجلس الشورى.. وبودي أن أعرف إن كنتم موافقين على هذا الاختيار..". @@ بهذا الأدب الجم.. @@ وبذلك التواضع النادر. @@ تلقيت هذه الرسالة.. كما تلقاها من معاليه - يرحمه الله - كل من شملتهم ثقة (الملك) وتقدير (الدولة) لهذا الموقع.. في وقت كانت البلاد فيه.. تنتظر بتفاؤل كبير ولادة هذا المنجز التاريخي لإقامة حياة برلمانية متجددة.. @@ وكنت بعد ذلك حريصاً على ان ألتقي به.. وأستمع إلى آرائه.. وأستفيد من حكمته.. ودماثة خلقه.. إلى أن صدمني نبأ وفاته.. @@ إلى أن شعرت.. بأن الوطن كل الوطن حزين مثلي على فراقه.. @@ فالشيخ إبراهيم العنقري.. رجل نادر.. والنادرون لا يعوّضون بسهولة.. @@ ولا حول ولا قوة إلا بالله..