حذر وزير الخارجية الأردني هاني الملقي امس الأربعاء في القاهرة من ان «عروبة العراق في خطر» مؤكداً ان بلاده لديها ادلة على ان ايران تعمل على تكوين «هلال شيعي» يضم الى جوارها سوريا ولبنان والعراق. وقال الملقي في تصريحات للصحافيين، عقب سلسلة محادثات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ابو الغيط والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ان هناك «تخوفا من ان يحكم العراق عن طريق الدين السياسي ويجب ان نحافظ على عروبة العراق لان عروبته تجمع الشيعة والسنة فى العراق وعروبة العراق تضمن تقرير المصير للاقليات حتى لا يذوبوا ضمن نطاق اوسع وهو نطاق الدين». وأضاف اننا «نريد عراقاً عربياً اسلامياً ولانريد تسييس الدين فى العراق». ورداً على سؤال حول ما اذا كان لدى الأردن ادلة على تورط بعض دول الجوار خاصة ايران فى محاولة لخلخلة منظومة الامن القومي العراقي ومحاولة اقامة ما يسمى بهلال شيعي، قال الوزير الاردني انه «لا يعتقد ان العاهل الاردني يقول شيئا بدون دليل». وتابع «نعم لدى الاردن ادلة كافية تبين ان هذا الخطر قائم وان عروبة العراق في خطر». وردا على سؤال حول اجتماع دول الجوار العراقي المقرر عقده منتصف الشهر المقبل في عمان، قال الوزير الاردني «سيكون الهدف الاساسى لهذا الاجتماع ضمان شمولية العملية الانتخابية فى العراق حتى يتمكن كل عراقي من المشاركة فى العملية الانتخابية لأن العراق لكل العراقيين وبالتالي لا يمكن ان نقبل ان تكون هناك انتخابات فى مناطق عراقية دون اخرى». وتابع «ان همنا فى هذا الاجتماع سيكون العمل على تأمين العملية الانتخابية بحيث تعكس الرأي الكامل لكافة فئات الشعب فى العراق». ومن جهته قال وزير الخارجية المصري ان الشكوك ما زالت تحيط بامكانية مشاركة كل القوى العراقية في الانتخابات. ووصف وزير الخارجية الأردني تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول رفضه لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وللانسحاب حتى حدود 1967 بانها «غير مقبولة». واضاف، ردا على سؤال حول تصريحات شارون الاخيرة بشأن قضايا الحل النهائي بالنسبة للقضية الفلسطينية، «نحن نستند لقرارات الشرعية الدولية فى التفاوض وكذلك الفلسطينيين والسوريين يستندون إلى ذلك والى المبادرة العربية للسلام وكذلك نستند إلى اقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، دولة فلسطينية قابلة للحياة ويعود أهلها وتكون عاصمتها القدس». وردا على سؤال آخر حول عما اذا كان شارون جادا فى تحقيق السلام، قال الوزير الاردني «شارون جاد أو غير جاد في تحقيق السلام هذا سنعرفه من أول اجتماعات ونأمل أن يكون جادا فى ذلك». وأكد الملقي ان بلاده تأمل في الوصول بنهاية المطاف إلى السلام العادل والشامل وتحقيق الامن والامان والاستقرار لكافة الشعوب العربية كما هو الاستقرار والامن لاسرائيل». ومن جهته قال وزير الخارجية المصري ردا على سؤال مماثل حول تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون التي رفض فيها حق العودة للاجئين الفلسطينيين والعودة لحدود 1967، «ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية هى التي ستحكم ذلك». وقال ابو الغيط ان «المطلب العربي والفلسطيني الاساسي هو حق العودة للفلسطينيين وهناك اعتراف من المجتمع الدولي بهذا الامر، اما في ما يتعلق بالحدود والانسحاب فهذا امر ستحسمه المفاوضات».