في مجموعة الكاتب العراقي فؤاد التكرلي القصصية الجديدة «خزين اللامرئيات» رومانسية ناعمة وعودة دائمة إلى ما تختزنه النفس من ذكريات وأحلام فاعلة وان كمنت فهي عنده وسيلة انقاذ وتعويض يجب استبقاؤها ففيها حفاظ على الذات. نظرة التكرلي هذه التي تنطوي عليها قصصه تختصر عنده أحياناً بأقوالها منها قول يتكرر هو «حياة البشر تبدأ وتستمر حين لا تنتهي». مجموعة التكرلي الذي يقول الناقد العراقي الدكتور محسن الموسوي انه واحد من الكتاب العراقيين الذين يوصفون بأنهم جماعة «نزعات الغوص النفسي» وردت في 95 صفحة متوسطة القطع اشتملت على خمس قصص وصدرت عن «دار المدى للثقافة والنشر» في دمشق. في قصة «المنحدر» معالجة لخفايا في النفوس. ضابط بوليس طيب ينقله رئيسه بحقد من العاصمة إلى الريف. في الختام بعد أن دفع الضابط الثمن باهظاً بتهمة التقصير.. نواجه كشفاً عن عالم الداخل وهو عادة خفي لا يبين بسهولة لكنه إذا انكشف يظهر على غير ما كان يوحي به. قصة «امرأة الصمت» تتناول موضوع عدم قدرة قسم من الرجال على التمييز بين المشاعر الإنسانية الراقية وهي هنا تتمثل في مساعدة مريض هو جواد أخو عبدالهادي زوجها والشخصية الرئيسية في القصة فيتوهم هذه المشاعر شيئاً آخر. اما المرأة الحساسة الطيبة زوجته فترى انه «قام بعد رحيل جواد سد بين عبدالهادي وبيني شاهق كالجبال.. بسبب من جهله بدلالة تلك التجربة الإنسانية الكبرى التي خنقها في المهد نجد الكاتب هنا يكتب ببساطة ولغة مؤثرة لكنه لا يقع في المباشرة والوعظية.