شدد سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع على الدور الذي تقوم به جامعة الملك سعود في العملية التعليمية ودورها المتصاعد لاثراء خطط التنمية الوطنية سواء من خلال الأبحاث العلمية في مجالات الهندسة الصناعية أو تخريج المزيد من الكوادر الوطنية المؤهلة في الحقول الهندسية. وقال في كلمة له لدى افتتاحه المؤتمر الثاني للهندسة الصناعية أمس بجامعة الملك سعود في الرياض "ان الهيئة الملكية للجبيل وينبع حرصت على رعاية هذا المؤتمر العلمي لاتفاق أهدافه مع غاياتها، خاصة ان للهيئة تجربة من أكبر التجارب العالمية في حقل الهندسة الصناعية تتمثل في مشروعي الجبيل وينبع العملاقين وتحويل هاتين المنطقتين إلى مركزين من أكبر المراكز الصناعية العالمية وتزخران بأرقى التجهيزات الأساسية. وأضاف: اسهمت تطبيقات الهندسة الصناعية الحديثة بالدور الفاعل في تشييد شبكات متقدمة للطرق، والكهرباء، والاتصالات، ومحطات تحلية المياه، وميناءين صناعيين عصريين وغيرها من البنى التحتية في المدينتين الصناعيتين. أما المشروع الأكثر تميزاً في مجال الهندسة الصناعية، فتمثله شبكة التبريد بمياه البحر. فكما تعلمون ان الصناعات الثقيلة تستهلك كميات غزيرة من مياه التبريد في عملياتها.. لذا انشأت الهيئة شبكة من القنوات والأنابيب والمضخات لنقل مياه البحر إلى المصانع وتعد هذه الشبكة بتقنياتها وضخامة عملها مرفقاً ضخماً من الناحية الهندسية. كذلك فإن النجاح الذي حققته الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) لتصبح من أكبر الشركات العالمية، يعود إلى استخدامها أحدث التقنيات وفي مقدمتها تقنيات الهندسة الصناعية، ليتواصل بعد ذك في مختلف عملياتها التشغيلية والانتاجية والتطويرية وفي مجال السلامة الصناعية والبيئية، وفي الجانب البحثي حرصت سابك على النهوض بمنظومتها البحثية عبر مراكزها المنتشرة في كل من الرياضوالجبيل والهند سعياً لتطوير منتجاتها واستحداث العديد من التقنيات التي مكنتها من الارتقاء بمستوى منتجاتها. وأشار إلى ان الهيئة الملكية للجبيل وينبع تعتز بمنظومة التعاون الوثيق التي تربطها بالمراكز البحثية التطبيقية في الجامعات السعودية، خاصة جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وغيرها. وسعياً إلى تحقيق المزيد من الجودة في الأداء، وخفض التكاليف الأولية ونفقات التشغيل والصيانة: بدأت الهيئة الملكية في تطبيق (الهندسة القيمية)، مطلع عام 2003م، وحقق ذلك وفراً تجاوز (270) مليون ريال من التكلفة الأولية لمجموعة المشاريع البالغة (2645) مليون ريال، فضلاً عن اعداد كوادر وطنية مدربة في هذا المجال، حيث شارك في برامج الدراسات القيمية التي تقدمها الهيئة (350) متدرباً. ومادام الحديث متصلاً عن تأهيل العناصر الوطنية.. تجدر الاشارة هنا إلى العناية البالغة التي توليها الهيئة الملكية لبناء أجيال صناعية سعودية من خلال كليتي الجبيل وينبع الصناعيتين والمعهدين التقنيين في كل من الجبيل وينبع لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في الفروع الهندسية بما في ذلك: الهندسة التقنية وهندسة الآلات، وهندسة التحكم، وكذلك بعض التخصصات الفنية الأخرى. مع الحرص التام على تصميم المناهج الدراسية لتلبي احتياجات الصناعات القائمة في المدينتين على وجه الخصوص، مما يهيئ فرصاً وظيفية كبيرة لإحلال العناصر الوطنية في ميادين العمل. وأوضح الأمير سعود ان حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذا المؤتمر مقبلة على مجابهة تحديات جسيمة اثر انضمام المملكة المتوقع إلى اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، ما يعظم دور البحث العلمي والتطوير التقني في مجالات الهندسة الصناعية المختلفة، خاصة ما يتعلق بالاتجاهات الحديثة لنظم التصنيع، وهندسة الجودة، وتخطيط وجدولة الانتاج، وآليات التحكم، وتحليل الأداء، وتقويم المخاطر وسلامة النظم، وهندسة العوامل البشرية، وتقنيات المعلومات، وغيرها من القضايا الاستراتيجية التي لا تغيب عن أذهان المشاركين في هذا المؤتمر، وأثق ان طرحكم المستنير سوف يكون نبراساً يضيء الطريق أمام القطاعات الوطنية الانتاجية نحو مزيد من التحديث والتطوير لتعزيز قدراتها التنافسية. واختتم الأمير سعود كلمته بالتأكيد على ان الهيئة الملكية للجبيل وينبع مقبلة على تنفيذ مشروع جديد، سوف يكون بإذن الله تعالى من أكبر مشاريع التنمية الصناعية.. هو مشروع الجبيل (2) الذي يتفضل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس له قريباً.. وسوف يستقطب هذا المشروع العملاق أحدث التقنيات، كما سيهيئ أوسع الآفاق أمام ابداعات وتطبيقات الهندسة الصناعية. وقد ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل كلمة بهذه المناسبة أشار فيها إلى ان الهيئة الملكية للجبيل وينبع قد قامت بدعم البحث العلمي في الجامعة وذلك على ثلاث صور، دعم عام بمبلغ تتصرف فيه الجامعة حسب ما ترى فيه المصلحة كحضور المؤتمرات والندوات ودعم أبحاث تتبناها الشركة ودعم كرسي سابك للبحث العلمي، خاصة في موضوع "البوليمارات". وأضاف بأن هذا الدعم كان من نتاجه تسجيل سبع براءات اختراع والمشاركة بأكثر من 20ورقة علمية. وقال الدكتور الفيصل "ان الجامعة تولي البحث العلمي اهتماماً لا يقل عن اهتمامها بالتعليم. ولعل ذلك يظهر في كثرة المؤتمرات والندوات وورش العمل وحلقات النقاش، ففي هذه الأيام تجد في الجامعة في يوم واحد ثلاثة أو أربعة أنشطة رئيسية حتى ان منشآت الجامعة لم تعد كافية مع اتساعها لاقامة هذه الأنشطة المتزامنة مما دعا الجامعة إلى اقامة بعضها خارج مقرها. بعد ذلك ألقت اللجنة المنظمة كلمة بهذه المناسبة ألقاها الدكتور ابراهيم بن محمد الحركان رئيس اللجنة المنظمة أشار فيها ان المؤتمر تلقى أكثر من 170ورقة عمل قبل منها 95بحثاً يشارك فيها العديد من المهتمين والمختصين، وهو يهدف إلى جمع الباحثين والممارسين في مكان واحد لعرض وطرح المستجدات في مجالات الهندسة الصناعية ولتوفير الفرص الوظيفية للطلاب والتعرف على سوق العمل وقسم الهندسة الصناعية وتطبيقاتها في المجالات الانتاجية المختلفة، واختتم الدكتور الحركان باهتمام الهيئة الملكية لرعايتها لهذا المؤتمر الذي يدل على حرصها واهتمامها بهذا الجانب. بعد ذلك قدمت الدروع المشاركة والمساهمة في هذا المؤتمر وافتتاح المعرض المصاحب.