انطلاقًا من مدينة الرياض، التي تشهد تحولًا حضريًا استثنائيًا وفي عالم يتسم بالعولمة والتحديات المشتركة، أصبح التعاون بين المدن عنصرًا حيويًا لمواجهة التحديات الحضرية والاستفادة من الفرص المشتركة، يأتي منتدى "حوار المدن العربية الأوروبية" كمنصة عالمية وإقليمية تهدف إلى تعزيز التواصل وبناء الشراكات بين قادة المدن العربية والأوروبية، بما في ذلك العمداء، ورؤساء البلديات، والمحافظون، بالإضافة إلى المنظمات الدولية والمؤسسات المانحة، ويُعد هذا المنتدى فرصة فريدة لتبادل الخبرات وصياغة رؤى مشتركة لمدن أكثر استدامة وابتكارًا ويسعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسة، منها: تعزيز التواصل: من خلال جلسات حوارية تجمع قادة المدن والخبراء لتبادل أفضل الممارسات ومواجهة التحديات المشتركة. بناء الشراكات: عبر جلسات تعارفية تتيح فرص التعاون المستقبلي بين المدن العربية والأوروبية. تعزيز فرص التمويل: بمناقشة آليات تمويل المشاريع الحضرية مع المنظمات المانحة. صياغة إطار عمل مستدام: عبر لقاءات تهدف إلى وضع سياسات واستراتيجيات قابلة للتطبيق. كما يركز المنتدى على أربعة محاور أساسية تعكس التحديات والفرص المشتركة بين المدن العربية والأوروبية: التعاون بين المدن لتعزيز التكامل الاقتصادي والثقافي. التغير المناخي والمدن من خلال استعراض حلول مبتكرة لمواجهة تداعيات التغير المناخي. التكنولوجيا والتحول الرقمي لتحسين جودة الخدمات الحضرية وبناء مدن ذكية. الاستدامة المالية البلدية لضمان تمويل مستدام للمشاريع التنموية. يشارك في المنتدى أكثر من 120 أمين مدينة من كبرى المدن العربية والأوروبية، إلى جانب 50 منظمة وصندوقًا تنمويًا، مما يجعله إحدى أهم الفعاليات الدولية في مجال التنمية الحضرية. كما سيتم عرض 20 مشروعًا رائدًا، مع زيارات ميدانية لاستكشاف النماذج الناجحة في مدينة الرياض. وأكد سمو الأمير د. فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض ورئيس المعهد العربي لإنماء المدن، على أهمية هذا الحوار في تعزيز الروابط التاريخية بين المدن العربية والأوروبية، وأشار إلى أن المنتدى يأتي تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تدعم الشراكات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة.. كما أكد أن المنتدى ليس مجرد حدث لمرة واحدة، بل سيكون منصة مستدامة تُعقد كل عامين بالتناوب بين المدن العربية والأوروبية، لضمان متابعة الاتفاقيات والمشاريع الناتجة عنه. يمثل منتدى "حوار المدن العربية الأوروبية" خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين المدن في مجالات التخطيط الحضري، والاستدامة، والابتكار، من خلال هذا الحوار، يمكن للقادة وصناع السياسات تحقيق تأثير ملموس على المستويين المحلي والعالمي، وبناء مدن أكثر مرونة وازدهارًا للأجيال المقبلة. في ظل التحديات العالمية المشتركة، يصبح التعاون بين المدن العربية والأوروبية ليس خيارًا فحسب، بل ضرورة لضمان مستقبل مستدام للجميع.