في ظل التسارع الكبير لملامح الإعلام، يقف الإعلامي اليوم أمام تحديات وفرص جديدة تتطلب منه تطوير مهارات متعددة ليحقق النجاح والتميز، وتُعتبر مهارات التواصل الفعّال من الركائز الأساسية للإعلامي الناجح، فالقدرة على إيصال الرسالة بوضوح ودقة، سواء عبر الكتابة أو التحدث، تعزز من تأثير المحتوى المقدم وتبني جسور الثقة مع الجمهور. كما أصبحت مهارات استخدام التقنية الحديثة ضرورية للإعلاميين، فمنصات التواصل الاجتماعي، أدوات تحليل البيانات، وتقنيات البث المباشر هي أمثلة على الأدوات التي يجب على الإعلامي إتقانها للوصول إلى جمهور أوسع وتقديم محتوى مبتكر، ففي المملكة يستخدم 94.3 % من السكان وسائل التواصل الاجتماعي، بمتوسط استخدام يومي يصل إلى 3 ساعات و6 دقائق، لذا تتضاعف أهمية هذه المهارات لضمان الوصول والتفاعل مع الجمهور بفعالية. القدرة على التحدث أمام وسائل الإعلام بفعالية تُعتبر من المهارات الأساسية، فالإعلامي الناجح يجب أن يكون قادرًا على إيصال رسالته بوضوح وثقة، والتعامل مع الأسئلة الصعبة والمواقف الحرجة بلباقة، والتدريب على هذه المهارات يساعد في بناء صورة إيجابية ويعزز التأثير على الجمهور، وهذه المهارات تشمل استخدام كافة الأدوات اللازمة للتواصل الفعّال مع وسائل الإعلام، بما في ذلك كيفية كتابة البيانات الصحفية وإجراء المقابلات. أصبحت المهارات التقنية حجرَ الزاوية في نجاح الإعلاميين، فمع التحولات المستمرة في وسائل الإعلام وظهور تقنيات جديدة يتعين على الإعلامي أن يكون مُلمًا بالأدوات والتقنيات الحديثة لضمان تقديم محتوى يتماشى مع تطلعات الجمهور ويواكب التطورات، والتسلح بالمهارات التقنية ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية للإعلاميين الراغبين في التميز والنجاح في هذا العصر الرقمي. مع انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة أصبح التحلي بالدقة والموضوعية أمرًا لا غنى عنه، فالإعلامي المحترف هو من يتحرى الصدق في نقل المعلومات، ويتجنب الانحياز والتعصب، مما يعزز مصداقيته ومصداقية المؤسسة التي يمثلها، كما يتطلب أن يكون لديه الحسّ الإعلامي الكافي في التمييز بين الأخبار الكاذبة والصادقة من خلال قراءة سياق المواد وتحليلها، ومعرفة موثوقية المصادر والوعي اللازم بأجندتها. كما أن مهارات البحث والتحليل تُعد من المقومات الأساسية للإعلامي المتميز، فهم القضايا بعمق، والقدرة على تحليل المعلومات وتقديمها بشكل مبسط ومفهوم للجمهور، بما يعزز من قيمة المحتوى المقدم، وهذه المهارات تساعد أيضًا في اكتشاف الزوايا الخفية للقصص وتقديم تقارير متميزة ومختلفة. وقدر الإعلامي أن يعمل تحت الضغط في بيئة عمل سريعة ومتغيرة، لذا مهارات إدارة الوقت والعمل تُعتبر من الصفات الضرورية للإعلامي، فيجب عليه التعامل مع المواعيد النهائية الضيقة، والتكيف مع المستجدات بسرعة وكفاءة، وهذه المهارات تضمن تقديم المحتوى في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة. مع تزايد المنافسة في المجال الإعلامي، أصبح الابتكار والإبداع عنصرين حاسمين للتميز، فالإعلامي الذي يستطيع تقديم محتوى فريد وجذاب، ويستخدم أساليب سرد قصصي مبتكرة، سيتمكن من جذب انتباه الجمهور والحفاظ على ولائهم، وهذا يتطلب التفكير خارج الصندوق والبحث المستمر عن أفكار جديدة ومميزة. سر النجاح الإعلامي في بناء شبكة علاقات قوية في هذا المجال، التواصل مع الزملاء والمسؤولين والمصادر والمختصين يفتح آفاقًا جديدة ويعزز من جودة المحتوى المقدم، هذه العلاقات تساعد أيضًا في الحصول على معلومات حصرية وتوسيع نطاق التأثير. ختاما؛ الالتزام بأخلاقيات المهنة؛ الصدق والنزاهة والحياد والاحترام هي مبادئ يجب أن يلتزم بها كل من يعمل في هذا المجال.. هذه القيم تعزز الثقة بين الإعلامي وجمهوره، وتسهم في بناء سمعة للمؤسسة الإعلامية، وأهمية الضبط الأخلاقي للممارسات المهنية عبر الفضاء الرقمي لضمان تقديم محتوى موثوق ومسؤول.