«بقايا نزف» للشاعر نافع محمد البويت، ديوان جميل وأنيق وممتع، صدر في عام 2020م، وجاء في مقدمة الديوان قول المؤلف: «لاشك أن الشعر الشعبي سمة لازمت الإنسان العربي، وخاصة في منطقة الخليج العربي أين ما حل أو رحل تتناقله الركبان والرواة، يصور حياتهم اليومية بجميع تفاصيلها، يتغنون به في أسفارهم وفي مجالسهم ومنتدياتهم وفي البحار وفي بساتين الفلاحة وفي الأفراح على شكل أهزايج تدخل السرور عليهم، ويثير الهمم ويلهب حماس المدافعين عن أوطانهم، ويشيد بمكارم الأخلاق مثل الكرم وحماية الجار والعفة والأمانة وبر الوالدين والوفاء وإعانة الضعيف ويحث عليها. وقرأنا الكثير مما تم تدوينه أو حفظه، وما وصلنا من شعراء الرعيل الأول، والذي تميز بغزارة المعنى وجزالة المفردة وروعة التصوير والتشبيه وتنوع أغراضه، ولازال حيًّا حتى وقتنا الحاضر، يستشهد به في بعض المناسبات، ولا يزال حتى يومنا هذا يلقى القبول من المتذوقون بشكل واسع، فهو يلامس همومهم اليومية ويعبر عن خلجاتهم، ومرّ الشعر الشعبي بمراحل من التطور والتجديد في أسلوبه وبنائه ومضمونه وأغراضه» . ومن قصائد الديوان نتوقف مع هذه القصيدة الرائعة التي بعنوان: «غياب الفرح» قالها المؤلف تعبيراً عن الشوق والحنين، وغياب الفرح في لحظات من التساؤل تعكسها المشاعر الجيّاشة، وصدق العبارة، وجزالة المفردة: يا سحابه كم تهقويتك صبيب شفت غيثقك دايمٍ يأتي وبل ما تعذرني هطولك فالمشيب من عرفته ما توقَّف ويْهمل قهوتي من راس دلّه ما تخيب ما يعدّل كيفها رجلٍ عجل نخْب أوّل ما يخالطها سريب هيلها منجوب من كفّ البذل وش علامك يا فرح عنّي تغيب؟ ما أشوفك غير فعيون الطفل خابرك فزّاع للناس.. وحبيب تمسح الدمعه.. تسوي لك حفل قال لي مذبوح انا مالي نصيب ماتت الفزعات بغْياب العقل وينه الموال.. وين العندليب؟ عازف الالحان مشنوق بْحبل عادها سود الضماير ما تطيب سدّت الآذان يطربها خبل صمتي اللي يشتكي مريب اشتكيته عند مندوب الجزل خلتها الأصوات تسمع من قريب لكن الأبعد يدندنها عدل نافع البويت