تمر السنين على وفاة ابني الحبيب سطام -رحمه الله-، وأسكنه فسيح جناته، ولروحه الطيّبة الطاهرة الرحمة، والمغفرة، والمحبّة، والسلام.. سلام لذلك الطيف الذي عبر معه أحلامه وآماله، سلام لذلك الشاب الشجاع الذي عندما غاب غابت معه الحياة. آااااه.. ما أصعب الفقد، ومن فقده ليس له شبيه ولا بديل ولا عوض ولن يجود الزمان بمثله.. سطام -رحمه الله- لم تفقده أسرته فقط بل افتقده الجميع.. بفقده افتقدت الحياة؛ افتقدت الكلمات التي يحبها كل أب، كل أم، كل إنسان.. كلمة: «لبّيه، أرحب، أبشر»، لم أكن أعلم أنني لن أعد أسمع مثل هذه الكلمات، لم أكن أعلم بهذا اليوم المؤلم والمفجع ولم أعد له أي حساب.. فكان المصاب جللاً، والفقد أعظم. لقد حرصت كل الحرص على تربيته التربية الصالحة، وأن يكتسب المبادئ الشريفة، والخصال الحميدة.. فكان من النوعية التي يتمنى كل أب وأم أن ينجب مثله.. فقد كان نعم الابن: صالح كريم شجاع ذكي لم يكن كثير الكلام لذا أحببت أن يكون بجانبي في أعمالي الإعلامية، وكان المصوّر وصانع المحتوى.. كان رفيق دربي في جميع أعمالي، كانت اللغة بيننا «لغة الإشارة» وكان الحرّ يفهم الإشارة. أنا من الرِّجَال الذين لم يجربوا الضعف والهوان والانكسار حتى ولو كانت شخصيتي تبدو هادئة؛ كان لديّ طموح يلامس عنان السماء.. آمال.. أحلام.. لكنها قد تلاشت جميعها بفقد سطام. وهنا بهذه السطور أعترف لكم لقد: «هزمتني الأيام».. وهذا هو قدري يا سادة، لله ما أخذ، ولله ما أعطى.