** قرأت بحثاً علمياً قدم إلى مؤتمر الجمعية البريطانية للصحة النفسية، وقد أكد هذا البحث الذي وافق عليه أعضاء الجمعية والذي جاء في إحدى فقراته - كما نشرت صحيفة الوطن -: (إن التعبير عن المشاعر عن طريق الكتابة ربما يساعد على التئام الجروح بشكلٍ أسرع، ويعتقد أن كتابة الشخص عن التجارب المريرة التي ألمت به تساعده على التعامل معها). لقد أسعدني ذلك بوصفي وراقاً عندما ثبت علمياً لا تنظيراً أثر وتأثير الكتابة على سلامة الناس سواء كانوا كتاباً محترفين أو عاشقين للورق كاتبين. إن تأثير الكتابة على صحة الإنسان لم يعد مبالغة - كما رأينا - بل أضحى ذلك أمراً فيه شيء من الصحة من منطلق طبي. لكنني أجزم أن الذين ينالون هذه الثمرة الكتابية هم أولئك الذين يكتبون بفيضٍ من صدقهم وبنبض قلوبهم.. يستوي في ذلك الكتّاب الذين ينشرون إنتاجهم.. أو الآخرون القادرون على البوح لأنفسهم. ولعل شاعرنا العربي سبق نتائج هذه الدراسة عندما انحاز للكتابة وكشف عن (إكسيرها) في التئام الجروح عندما قال: (لعل انسكاب( الحرف) يعقب راحة من الوجد أو يشفي شجيَّ البلابل) وإن كان الشاعر نزار قباني خالفه في ذلك عندما جعل الكتابة (وجعاً) ولكنه (وجع لذيذ) وقد صدق بهذا الوصف: (وجع الحرف رائع.. أو تشكو للبساتين وردة حمراء)!!. وأخيراً اكتبوا تصحوا..! **الشيهانة ** ** تأثرت كثيراً وأنا أقرأ مقالة كتبتها في صحيفة (الجزيرة) ابنة الصديق الراحل (الشيهانة بنت صالح العزاز) التي كان يراها صورة منه رحمه الله وحفظها!!. لقد أحسست بروح وأسلوب وشفافية (صالح) في حرفه وصوره عندما قرأت مقالة فلذة كبده التي فُجعت بفقد أبيها..! وهذه سطور من هذه المقالة التي استعادت فيها ذكرى أبيها الذي غادرنا ولم نرتو نحن ولا هي من وهج محبته وجمال حرفه وروعة لوحاته. (في المخيلة شريط من الذكريات يستعاد كلما خلوت بنفسي، (أبي) الذي تركني ورحل إلى رحمة الله، أمي الصامدة في مهب الريح وحدها، وماذا عن إخوتي أما زالوا صغاراً؟ كيف حال جدتي أما زالت على سجادتها تدعو لي؟ آه... ليت بمقدوري أن أصوّر حالي وأرسله بالبريد. أي بريدٍ هذا الذي يحمل الحنين، وأشد الحنين لأبي الذي ما غاب عن الذاكرة، كل شيءٍ من حولي يشدني له، أشياؤه الصغيرة حتى حبيبات الهواء التي استنشقناها معاً تحمل كلمات بصوته لتسكن أذني.. هذا كتاب لغازي القصيبي على الطاولة كان قد قرأه في الطائرة في آخر رحلة له من لندن إلى أمريكا.. فيه مرثية غازي لحبيب له أودى بحياته نفس المرض الذي أودى بحياة والدي، يا لمفارقات الزمن، حزمتَ حقائبك ومنحتني البحر الأزوردي، لوحتَ لي لوحت لك، وحين عدت غرقت في بحر الدماء، حمداً لله على كل حالٍ وأنك لم تشهد هذا اليوم الذي ترى فيه فلذة كبدك تعاني ما عانيت من كرب الزمان إنما هي أقدار كتبت لنا. وكما كنتَ تحلم بحياةٍ أفضل أعدك ألا يسقط هذا الأمل من يدي لأفرح أمي وخالتي ومن اخترت لنا من المحبين وما بقي لنا من الناس الطيبين. يا لذلك المساء الذي لا ينتهي. اختلطت عليّ المشاعر أخذ الشوق يداعب كبرياء أدمعي فأبت هي أن تذرف وأبى الشوق أن يتركني وحدي.. قمت لأصلّي وكأنها صلاتي الأخيرة). رحم الله صالح العزاز، واستشرف أن تستمر (الشيهانة) في الكتابة والعطاء فهي تمتلك قدرة العطاء وجمال الأسلوب ووهج الصدق لتكون رقماً واعداً يضاف إلى منظومة العطاء الثقافي من جانب، ولتكون امتداداً لرسالة والدها الذي أخلص (للكلمة) وأبدع فيها، وهو الذي عشق هذه الصحراء إنساناً وتراباً وبحراً وحرفاً رحمه الله. **مكان مخصص للرجال..!** ** استلطفت إعلاناً للجنة النسائية بجمعية الاقتصاد السعودي قبل فترة يشير إلى أنها ستقيم محاضرة اقتصادية، وذكرت في نهاية الإعلان أن هناك مكاناً مخصصاً للرجال لمن يرغب الحضور..!! جرت العادة أن يكون في مثل هذه المناسبات الإشارة إلى أن هناك مكاناً مخصصاً للنساء..! (وما فيه أحد أحسن من أحد)..!! ** آخر الجداول** ** للشاعر المبدع بدر المطيري: (وبروحي يرفُّ عصفور حب طاب حيّاً.. وطاب منه الغناء حبّنا رحمة.. وصدقٌ.. وطهر وعفافٌ.. ولهفةٌ.. ورضاء) [email protected]