أبي العزيز.. أعلم انك لن تقرأ رسالتي هذه.. ومع ذلك اريد ان اناجيك في ذكرى رحيلك فهذه الايام هي ذكرى وفاتك.. لقد مرت سنتان مثل لمح البصر منذ رحلت. آه... لا اصدق ذلك.. اشعر كأنك الآن معي أو كأنني اليوم فقط فقدتك. قيل لي ان الايام جديرة بأن تزيل همومي وتنسيني رحيلك.. ولكن..!!! رغم السنتين وما تحملانه من شهور وايام وساعات ودقائق.. لم أنسك ومازلت اتصفح وجهك. مازلت لا اتقبل الواقع الذي انا فيه واعيش بحلم جميل وبأمل ان اراك يوما وارتمي بين احضانك قريبا.. ولكن كيف..؟ أبي العزيز: أشتاق اليك.. والى حنانك وحبك وعطفك.. ولمسة يدك.. افتقدك كثيرا كثيرا.. لم اتخيل يوما حجم الالم الذي سأعيشه بعدك.. اني اتألم بقوة.. اني أحتضر.. فقد تاهت وتلاشت احلامي من بعدك.. لقد تحولت حياتي وانقلبت من حياة سعيدة كنت فيها بين احضانك الى حياة بائسة تعيسة لاحضن لي فيها. آه يا ابتي.. كم ارغب في ان احضنك وابكي بين ذراعيك وان احكي لك ما حدث لي منذ رحيلك عني.. اريد ان اخبرك كم اصبح العالم كئيبا. لم أتخيل أن الحياة صعبة الى هذه الدرجة.. لم اعلم انك كنت تعاني وتتعب كثيرا من اجلنا الا الآن.. بعد ان فقدنا الراحة والامان.. لقد كنت انت سندنا وحمايتنا ورحلت ولم يعد لدينا من يحمينا ويخاف علينا... لقد رحلت عنا واخذت معك السعادة.. فأصبح البيت بعدك موحشا واصبحت الحياة صعبة وقاسية والناس!!!.. آه... لم اعلم ان الناس يملكون قلوبا تحمل كل هذه القسوة.. لقد تخليت عنا يا ابي ولكن ليس بارادتك.. أما الجميع!!! فقد تخلى عنا بعدك ولكن...!!! بارادتهم فلا احد يستطيع تحمل مسئوليتنا وتهرب الجميع منا.. فنحن في نظرهم عبء كبير.. آه يا ابي كم احتاجك.. احتاج لكلماتك الرائعة التي كانت تشجعني على الاستمرار في النجاح وعلى العطاء.. احتاج لنصحك.. لتوجيهك.. لغضبك علي.. وتوبيخك لي. آه يا ابتي اخبرني كيف انساك والايام لم تستطع ان تجبرني على نسيانك؟ فكلما زادت ايام غيابك زاد احتياجي اليك.. فلم اجد من يعوضني عنك ولا اعتقد اني سأجد لانه لايوجد شخص مثلك فقد رحلت واحتفى امثالك معك. أبي العزيز: انت في قلبي وروحي وستظل دائما معي في كل خطواتي بهذه الحياة.. ولا املك وليس بيدي الا الصبر على فقدانك والدعاء لك على الله ان يرحمني ويعوضني فقدانك ويصبرني على بلواي.. ويجمعني بك يوما. رحمك الله ايها الغالي وغفر لك ووسع لك في قبرك واناره لك واسكنك فسيح جناته.. اللهم آمين... احبك يا أبي.. ابنتك المحرومة ميساء بنت محمد يوسف الدوسري