أميركا في مواجهة العالم، من يستطيع تقدير حجم الخسائر في العالم ككل جراء رسوم الرئيس الأميركي على مختلف أو معظم دول العالم، هي تريليونات الدولارات، ويقول الرئيس الأميركي إنه لا يتعمد التسبب في انخفاض الحاد الذي تشهده أسواق الأسهم، وأكد البيت الأبيض الأميركي على "أن الرئيس الأميركي لا يسعى عمدا لانهيار السوق بسبب الرسوم الرسوم الجمركية "ويؤكد الرئيس الأميركي" أن الرسوم الجمركية شيء جميل يستحق التأمل، "ويؤكد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك على أنه "لا تأجيل للرسوم الجمركية وإن الرسوم ستبقى سارية لأيام وأسابيع"، والسؤال هل نجح الرئيس الأميركي في تحقيق أهدافه الاقتصادية؟ من المبكر الحديث عن ذلك، ولكن بوادر التصادم بدأت تظهر على السطح برفض سياسة الرئيس الأميركي، إيلون ماسك "وزير الكفاءة" بالإدارة الأميركية يعارض الرسوم مع أوروبا ويريد منطقة حرة مع أوروبا بدون رسوم، وأنباء عن مغادرة "ماسك" عمله خلال أشهر، رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم بأول يقول بعد ضغط من الرئيس الأميركي لخفض الفائدة وأن ينهي التلاعب السياسي، رد بأول بقوله "إن الرسوم الجمركية الأكبر من المتوقع تعني ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو"، ويؤكد باول "لن نقدم على أي تغيير للفائدة ما لم تتضح آثار الحرب التجارية بشكل أكبر". حين نرى أزمة 2008 العالمية التي ضربت الولاياتالمتحدة خصوصا وإفلاسات ضخمة تمت وهي مالية بالدرجة الأولى، واليوم نجد أن الأزمة أكبر وأشمل وأعظم، ولا ترتبط بسعر فائدة أو تيسير كمي فهي مختلفة كليا، فكأن الولاياتالمتحدة أعلنت "الحرب الرسومية" على العالم أجمع لم تستثنِ أحدا حتى الدول التي معها فائض تجاري في الميزان فرضت عليها رسوما جمركية، اليوم أميركا تشن حربا بكل قوتها خاصة ضد الصين، التي تعتبر منافسا كبيرا وقويا للولايات المتحدة، كثير من المصانع الأميركية هي في الصين، حتى أن القبعة التي يرتديها الرئيس الأميركي "الحمراء" صناعة صينية، الصين لا يمكن إيقافها اقتصاديا، ولكن يمكن تعطيل جموحها الاقتصادي، والولاياتالمتحدة تريد القضاء على العجز التجاري، ولكن السؤال هو ومباشرة، هل يمكن فعل ذلك بالرسوم فقط؟ فهي معطيات اقتصادية وحسابات تكلفة وتصنيع وعمالة وكم هائل يجب عمله، والمستهلك في النهاية يريد سلعة تفي بالحاجة وبسعر مقبول ومعقول، فالأيفون الأميركي الاختراع، الصيني الصناعة، ستزيد تكلفة 50 % بهذه الرسوم، فهل يمكن تصنيعه بالولاياتالمتحدة؟ لا يمكن وفق قاعدة تكاليف، في النهاية هذه الرسوم سيكتوي بها الولاياتالمتحدة بشدة كما غيرها بنسب مختلفة الضرر، فالولاياتالمتحدة تحتاج العالم فلا يمكن أن تكتفي، بالعيش منعزلة و وحدها بل هي وحدت العالم ضدها اقتصاديا، وفتحت أبواب جديدة للدول للبحث عن البدائل وخلق خوف ورعب لكل مستثمر يفكر أن يستثمر بها مستقبلا فلا ضمانات، والتجارة والاستثمار لا يحتاجان كل ذلك.