تُواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم ال21 على التوالي، استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، تزامنًا مع ارتكاب مجازر مروعة بحق العائلات الفلسطينية والنازحين. وأعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 1,309 شهداء، 3,184 إصابة. وأفادت بارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 50,669 شهيدًا و115,225 إصابة منذ السابع من أكتوبر عام 2023م. وفي مدينة غزة، أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية "أباتشي" النار باتجاه المناطق الشرقية من المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار. وانتشلت طواقم الدفاع المدني شهيدين (أب وابنته الطفلة) من منزل يعود لعائلة السلاخي تم استهدافه في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. واستشهد 9 فلسطينيين وأصيب 20 آخرون إثر استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي ومنزلا غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة. وأسفر قصف الخيمة عن استشهاد 6 فلسطينين، بينهم نساء وأطفال، واستشهد 3 آخرون من عائلة واحدة بعد استهداف منزل بحي الأمل غربي المدينة، تم على أثره تدمير المنزل بالكامل. وقالت مصادر محلية إن بين الشهداء في حي الأمل الصحفية إسلام مقداد، وبالتوازي مع الغارات الجوية، قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة عبسان شرق خان يونس. ومنذ 18 مارس الماضي، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار و تبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولاياتالمتحدة. الاحتلال يُواصل حرب الإبادة الجماعيَّة إغلاق 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية أعلن الناطق باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" كاظم أبو خلف، إغلاق نحو 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية في غزة، نتيجة استئناف عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وإصدار أوامر إخلاء في المناطق العاملة. وأوضح، في تصريح صحفي له، أن "اليونيسف" ننتظر إصدار تقرير من الهيئة الخاصة بتصنيف الأمن الغذائي في قطاع غزة، وعرض النتائج. وأشار إلى أن الاحتلال يواصل إغلاق المعابر مع قطاع غزة، ويمنع إدخال المساعدات، والمواد الطبية والمكملات الغذائية، وغيرها، منذ 35 يوما. يذكر أن "اليونيسيف"، كانت قد أعلنت أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة حرموا من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من شهر، لافتة إلى أن استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وعواقبه وخيمة على الأطفال. وأكدت أن لديها آلاف الطرود من المساعدات تنتظر الدخول إلى قطاع غزة، وأنه يجب السماح بدخولها فورا، كما أن الأغذية التكميلية للرضع في غزة قد نفذت، ولم يبق من الحليب الجاهز إلا ما يكفي ل 400 طفل فقط لمدة شهر. وأشارت المنظمة الأممية إلى أن "الأغذية التكميلية للرضع، وهي ضرورية للنمو عند انخفاض مخزون الغذاء، نفدت في وسط وجنوبغزة، ولم يتبقَّ سوى ما يكفي من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام ل 400 طفل لشهر واحد". وتُقدّر "يونيسف" أن ما يقرب من 10 آلاف رضيع دون سن 6 أشهر يحتاجون إلى تغذية تكميلية، لذا فبدون هذا الحليب قد تُضطر العائلات إلى استخدام بدائل ممزوجة بمياه غير آمنة. وبهذا الخصوص، قال المدير الإقليمي ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيجبيدر، إن "لدى اليونيسف آلاف الطرود المحملة بالمساعدات تنتظر دخول قطاع غزة، معظمها مُنقذة للحياة، ولكن بدلا من إنقاذ الأرواح، تُخزّن". وشدد بيجبيدر على "ضرورة السماح بدخول المساعدات على الفور، هذا ليس خيارًا أو صدقة، إنه التزام بموجب القانون الدولي". وتابع قائلاً "من أجل أكثر من مليون طفل في قطاع غزة، نحث السلطات الإسرائيلية على ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين كحد أدنى بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، ويشمل ذلك مسؤوليتها القانونية في ضمان تزويد الأسر بالغذاء والدواء وغيرها من اللوازم الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة"؛ وفق المدير الإقليمي. وأوضحت "يونيسف"، أن "عدم سماح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة منذ 2 مارس 2025، وهي أطول فترة انقطاع للمساعدات منذ بدء الحرب، أدى إلى نقص في الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والإمدادات الطبية". وبدون هذه الضروريات، من المرجح أن تتفاقم حالات سوء التغذية والأمراض وغيرها من الحالات التي يمكن الوقاية منها، ما يؤدي إلى زيادة في وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها؛ حسب البيان. وحذرت المنظمة الأممية من أنه "في حال نفاد الوقود خلال الأسابيع المقبلة بالقطاع، فقد ينخفض معدل الحصول على مياه الشرب لمليون شخص إلى أقل من 4 لترات، ما يُجبر العائلات على استخدام مياه غير آمنة ويزيد من خطر تفشي الأمراض، لا سيما بين الأطفال". وفي 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية. وسبق وحذرت مؤسسات حقوقية وحكومية وأممية من تداعيات استمرار تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع ودخول الفلسطينيين بحالة من الجوع الحاد. نزحوا قسرياً من غزة أعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن "1.9 مليون شخص نزحوا قسريا بشكل متكرر في قطاع غزة". وقالت الوكالة في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا)، إنه "منذ اندلاع الحرب في غزة، تعرض نحو 1.9 مليون شخص بينهم آلاف الأطفال، للنزوح القسري المتكرر وسط القصف والخوف والفقدان". وأضافت أن "انهيار وقف إطلاق النار بغزة تسبب في موجة نزوح أخرى شملت أكثر من 142 ألف شخص بين 18 و23 من الشهر الماضي". الوكالة الأممية وفي ال18 من الشهر الماضي، تنصلت قوات الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على القطاع المدمر. ومنذ بدء قوات الاحتلال عدوانها على غزة يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن "الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60 % من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة". وخلال أشهر الإبادة، قتلت قوات الاحتلال في غزة نحو 17 ألفا و954 طفلا، بحسب بيان لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني". أزمة عطش كبيرة أكدت بلدية غزة أن المدينة تعيش أزمة عطش كبيرة بسبب توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق شرق المدينة، وتوقف خط مياه "ميكروت" الذي يغذي المدينة بنحو 70 % من احتياجاتها الحالية من المياه القادمة من الداخل. وأفادت البلدية، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك ، بأن "الخط يمر عبر المنطقة الشرقية في حي الشجاعية، وأنه توقف عن الضخ مساء الخميس الماضي". وأشارت إلى أن طواقم البلدية تُجري حاليًا تواصلاً مع الجهات المختصة للسماح لها بالوصول إلى مسار الخط شرق المدينة ومعاينته للتأكد من سلامته، تمهيدًا لإعادة توفير المياه للمواطنين. وأوضحت البلدية أن "خط ميكروت كان يغذي المدينة بنحو 20 % من احتياجاتها اليومية قبل بدء العدوان وحرب الإبادة في أكتوبر عام 2023. ولكن بعد العدوان وتدمير معظم آبار المياه، إلى جانب تدمير محطة التحلية المركزية الواقعة شمال غرب مدينة غزة، ونقص الطاقة والكهرباء". وأضافت: "أصبحت البلدية تعتمد بنسبة 70 % من احتياجها اليومي على مياه ميكروت، علما أن هذه المياه يُوزَّع جزء منها عبر خزانات محمولة على الشاحنات للمناطق التي لا تصل إليها مياه البلدية". وأشارت إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف مرافق المياه خلال العدوان، ما تسبب بأضرار كبيرة وتدمير واسع في الآبار والشبكات، الأمر الذي خلق أزمة حادة في توفير وتوصيل المياه إلى مناطق واسعة من المدينة". ودعت بلدية غزة المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه والتكافل فيما بينهم لتجاوز هذه الأزمة، مؤكدةً أنها ستعمل على توفير المياه بكميات محدودة من مصادر أخرى وفقًا للإمكانات المتاحة، وأنها ستواصل التعاون مع أصحاب الآبار الخاصة ولجان الأحياء في المناطق المختلفة لتوفير الوقود وتشغيل الآبار وتوفير المياه للمناطق المحيطة بها. وناشدت بلدية غزة المنظمات الحقوقية والدولية ضرورة الضغط على الاحتلال للكشف على الخط المغذي وإعادة تشغيله، ومنع وقوع كارثة صحية أو تفشي الأمراض، لا سيما مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الطلب على المياه. إعادة الأسرى وإنهاء الحرب تظاهر الآلاف من الاسرائيليين الليلة الماضية، في مدينة تل أبيب ضد حكومة نتنياهو وللمطالبة بإعادة جميع الأسرى من غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب على القطاع. وكان بين المشاركين في المظاهرة المركزية بتل أبيب أسرى ممن أفرج عنهم من غزة في صفقة التبادل الأخيرة، ومنهم من طالب حكومة نتنياهو بإعادة الأسرى، مشيرين إلى أن استئناف الحرب يشكل خطرا على حياتهم. ومن بين هؤلاء من دعا إلى إنهاء الحرب من أجل استعادة الأسرى الذين من بينهم مرضى ومصابون ومنهم من تضررت حالتهم النفسية. فيما ذكرت مشاركة أخرى، أن "الظروف هناك لا تحتمل، ولا انتصار من دون عودة المختطفين ال59 إلى منازلهم. يجب أن يعودوا الآن". ومن جانبها، خاطبت عائلات الأسرى الإسرائيليين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول "لقد أنقذت الكثير من الأرواح في العالم عندما مارست الضغوط لتنفيذ الاتفاق. عليك بممارسة كل جهودك للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب وإعادة الجميع الآن". تأتي الاحتجاجات في وقت يتواجد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في المجر ثم سيتوجه من هناك إلى واشنطن للقاء ترامب والمقرر له يوم غداً الإثنين. وبحسب إحاطة أدلى بها مسؤول إسرائيلي رفيع للصحافيين خلال تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي في المجر، فإن نتنياهو سيبحث مع ترامب قضايا عديدة بينها ملف الأسرى والحرب على غزة، إيران، العلاقات الإسرائيلية التركية، المحكمة الجنائية الدولية والرسوم الجمركية. دعوات استيطانية لذبح "القرابين" دعت منظمة "عائدون إلى الجبل-حوزريم لهار"، الاستيطانية أنصارها إلى البدء بمحاولة ذبح قربان عيد الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى المبارك أو على أعتابه. وخاطبت المنظمة -التي اشتُهرت بدعواتها السنوية لذبح القربان- أنصارها إلى القدوم إلى البلدة القديمة في مدينة القدسالمحتلة، برفقة عنزة أو خاروف، ابتداء من يوم أمس، والمحاولة على مدار الأسبوع القادم، استعدادا لتقديم القربان في وقته، و"تحقيق وصايا التوراة في الوقت المناسب"، وفق تعبيرهم. يذكر أن عيد الفصح اليهودي بدأ أمس ،وسيستمر لمدة أسبوع، ويحاول فيه المستوطنون ذبح قربان حيواني داخل المسجد الأقصى أو عند أبوابه. طقس تلمودي تهويدي وتفترض "جماعات الهيكل"الاستيطانية، بحسب النصوص التلمودية، ضرورة إدخال ماعز صغير على الأقل إلى المسجد الأقصى المبارك، وذبحه؛ "تقربًا إلى الله في عيد الفصح العبري كل عام، وتفترض الرواية التوراتية أن كل من يستطيع تقديم القرابين يجب عليه ذلك". وتمكنت "جماعات الهيكل" المتطرفة من إقامة عددٍ من الطقوس الدينية داخل الأقصى خلال السنوات الماضية، ومنها النفخ في البوق وتقديم القرابين النباتية، وأداء الصلوات، إلا أنهم فشلوا في إقامة طقس "ذبح الحيوانات"، إذ يعد طقس ذبح القرابين الحيوانية داخل المسجد الأقصى، هو الطقس الديني الوحيد الذي لم تتمكن تلك الجماعات المتطرفة من تنفيذه حتى الآن. وبحسب زعمهم، فإن ذبح القربان تتويج لتلك الطقوس، وخاتمة لها، ويعد نجاحًا في تثبيت التأسيس المعنوي والمادي للهيكل المزعوم. مصادر المياه في غزة تخرج عن الخدمة جماعات الهيكل المزعوم