مواسم المسرات تتجدد، ونحن في الخيرات نرفل، ها هو عيد الفطر السعيد يحلّ علينا، وبلادنا المباركة تنعم بالأمن والازدهار، هنا بُضع مشاهدات من عيد فطر عام 1446ه: لا تزال أعياد الأحياء هي المفضلة لدي، كونها تجمع الجيران وتصنع بهجة أطفالهم، والتي تبدأ قبل العيد ببضع ليالٍ، ويطلق عليها في نجد: «الحوامة»، ثم تبلغ ذروتها بعد صلاة العيد حينما يشارك الجميع بطبقه التقليدي، ويتذوقون أطباقاً شهيّة من مختلفة مناطق المملكة. كل عيد وأبطال مرابطون على الحدود بخير وسلامة، كل عام ونحن نفخر بهؤلاء الرجال، الذين يضحون بأرواحهم لذود عن حياض الوطن، كل التحية والاعتزاز لبواسلنا، والتقدير يتصل لكافة رجال المؤسسات العسكرية والأمنية. أن تهدي من تُحب في العيد أمرٌ رائع، لكن الأروع أن تكون الهدية نافعة، وليس مجرد هدية استهلاكية بلا فائدة. سرعان ما تلقف الجهور الأداة الجديدة في الذكاء الاصطناعي المُولّد، بتحويل الصور إلى رسم كرتوني بأسلوب استديو «جبيبلي» الياباني، والرائع تزامنها مع العيد، مما ممكن البعض من استغلالها في التهاني! نعم، قد تستغرق في النوم القسري نظراً لغيبوبة العيد، لكن من الظلم أن تقضي بقية اليوم نائماً في سباتٍ لا ينقطع، وتفوّت على روحك بهجة الفرح، وسعادة لقاء الأحبة. إن كنت ممن يمارس «تدوير هدايا العيد»؛ فاحرص على الأقل من التأكد من عدم وجود بطاقة تهنئة داخل الهدية وليس خارجها فقط! يثبت الفلكي الكويتي «صالح العجيري» -رحمه الله- أن حسابه الفلكي لدخول رمضان وحلول العيد دوماً على حق، كما هو حال الأعوام الماضية، التي توافق ما خطه في تقويمه المنشور منذ عقود. أتعجب ممن يرسل رسالة تهنئة بالعيد دون أن يذكر اسمه! على الأقل اعتبرها فرصة للآخرين لإعادة تسجيل اسمك المُبجل من جديد! تطور الدراما السعودية مثير للاهتمام، وها هو مسلسل «شارع الأعشى» يتربع على قائمة المسلسلات الأعلى مشاهدة في الخليج العربي، والقادم أفضل. لم أرصد سوى مسرحية واحدة في العيد بمدينة الرياض، وغياب تام في مدن المملكة الأخرى، فمتى تعود مواسم مسرحيات العيد، التي ازدهرت قبل سنوات ثم اختفت؟ أخيراً فقد «رامز» اهتمام بعض الجمهور بما يقدم من تفاهات، المثير أن فناناً سعودياً شهيراً عاد لتقديم البضاعة القديمة من قوالب الكاميرا الخفية مع الفنانين، وبنفس الأساليب التي عفى عليها الزمن وتجاوزها! دوماً ما أتدبر نعمة التواصل السهل عبر الهواتف ووسائل التقنية، وكيف أنها قرّبت البعيد، الأجمل أن تبتكر أسلوبك المتميّز في التهنئة والتواصل، حتى تحقق الأثر. العيديات ليس حكراً على عمرٍ معيّن!؛ رسالتي الأشهر في العيد الأسبق، لا تزال تؤتي أوكلها والله الحمد!