تأتي ذكرى البيعة الثامنة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية التطويرية والحنكة العصرية التي حققت العديد من الإنجازات خلال مدة وجيزة وضعت بلادنا في مقدمة دول العالم، ويأتي ذلك بفضل الله ثم الدعم الكبير والتوجيهات السديدة التي حظي بها من قبل والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، والتي كان لها أبلغ الأثر في بروز نجم ولي العهد وخصوصا بعطائه الإنساني داخل المملكة العربية السعودية، فقد تأثر في نهج والده الخيري والذي عُرف بأعماله غير الربحية والخيرية. وانعكس ذلك التأثر في حرص الأمير محمد بن سلمان على إطلاق ودعم مبادرات اجتماعية واسعة النطاق تستهدف مساعدة الفئات الأكثر حاجة في المجتمع السعودي، وتحسين جودة حياتهم وظروفهم المعيشية. واستطاع سموه بمبادراته ومساهماته الإنسانية المتعددة ترسيخ نموذج حديث للعمل الخيري في المملكة، يجمع بين الدعم المباشر للمحتاجين وبين التمكين طويل المدى للمجتمع عبر المشروعات التنموية. وقد أثمرت جهوده في تحسين حياة مئات الآلاف من المواطنين داخل السعودية، وعززت قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع. ومع استمرار مسيرة العطاء هذه، تمضي المملكة بثبات نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وشمولًا، يكون فيه الإنسان في قلب التنمية كما أرادتها رؤية 2030. «مبادرات متعددة» ومن المبادرات والأعمال الإنسانية والخيرية داخل المملكة، قد قام بها سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد – حفظه الله-، مؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» والتي قال عنها عند إطلاقها: نسعى من خلال مؤسسة "مسك الخيرية" إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري. وهي أول مدينة غير ربحية من نوعها في العالم، حيث تهدف مدينة مسك إلى بناء مجتمع حيوي مستدام جاذب للسكان والزوار من خلال البيئة الابتكارية التي تساهم في تحقيق أهداف «مسك» ومنظومتها الحيوية، لذا صُممت لتكون مدينة محورها الإنسان تركز على الشباب ووجهة حضارية لاحتضان العقول الشابة والمبدعة لتعيش وتتعلم وتبتكر نحو مستقبل مشرق. بالإضافة إلى ذلك تجمع مدينة مسك بين مكاتب الأعمال والتعليم والفنون والمتنزهات الرياضية والتجارب الترفيهية، إلى جانب الوحدات السكنية والفنادق التي تُشكّل مجمعًا سكنيًا متكاملًا. ما يميز مدينة مسك أنها ممتدة من أثر جهود مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» منذ 13 عاما، وأوجدت لخلق منظومة حيوية لتمكين الشباب وتنمية مهاراتهم من خلال ما تقدمه مؤسسة مسك من البرامج والمبادرات وورش العمل وإقامة الفعاليات المتنوعة وتبني الأفكار والعمل على تطويرها وتقديم الدعم لرواد الأعمال مما يعزز لدينا الاستمرار بالتأثير والتفكير بإبداع لصناعة مستقبل واعد. «تحفيز وتمكين» وحرص سمو ولي العهد أن تكون مؤسسة مسك من أهم الجهات لدعم الشباب في مجالات التعليم، الثقافة، التقنية، والقيادة، وتوفير برامج تدريبية ومنح دراسية في أرقى الجامعات العالمية، كما تدعم الابتكار وريادة الأعمال في المملكة. وتُحفِّز مؤسسة مسك الجهود التكاملية التي تُمكِّن الشباب السعودي من تمثيل المملكة في المحافل الدولية والأخذ بيد مبادراتهم ومشاركتها في المنتديات العالمية الكبرى، كما تعمل على تمكين القادة الشباب من بناء جسور التواصل مع صُنّاع القرار حول العالم، والمساهمة في ابتكار الحلول الإبداعية لمعالجة التحديات العالمية؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المُستدامة. وتُعزِّز مشاركات الشباب السعودي عبر مؤسسة مسك في عمليات صُنع السياسات العامة؛ وضمان تأثير مبادراتهم والحلول المُبتكرة في معالجة التحديات العالمية القائمة. حيث تواصل المؤسسة جهودها نحو تمكين القادة الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة وإتاحة فرص الظهور والتأثير في المنصات العالمية. ويهدف برنامج مسك للتدريب على راس العمل إلى إعداد وتمكين الشباب السعودي الموهوب من الخريجين الجدد والمهنيين الشباب للانطلاق في حياتهم المهنية ليصبحوا مسؤولين ومشاركين في مستقبل المملكة العربية السعودية من خلال إتاحة فرص تدريبية لهم بالتعاون مع المنظمات الناشئة والرائدة محليًا وعالميًا. «برنامج سند» وقد اطلق سموه برنامج سند محمد بن سلمان في ديسمبر 2018م، ليكون مظلة حاضنة للأعمال التنموية المبتكرة التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - على مدى أكثر من 6 أعوام، ونهجاً متجدداً لتمكين القطاع غير الربحي ودعم فئات المجتمع بما يحقق الاستقرار والتطوير والأثر المستدام ثقافةً وفكراً وعملاً. ويضم البرنامج العديد من المشاريع في مختلف القطاعات الإنسانية والمجتمعية والتنموية، مع التركيز على الفئات الأقل حظاً في المجتمع السعودي، والاستثمار في بناء قدرات الشباب، وتمكين المؤسسات غير الربحية. ويركّز برنامج سند محمد بن سلمان على إيجاد حلول عملية ومبتكرة لمعالجة القضايا الاجتماعية الأكثر إلحاحاً، من أجل إحداث التأثير الإيجابي المرجو وتمكين أفراد المجتمع من رسم حاضرهم ومستقبلهم، والطموح يقود منهجية التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي لبرنامج سند محمد بن سلمان، ويتمثل في دعم توفير حياة كريمة للمستفيدين عبر: تطوير مبادرات وخدمات ذات أثر مستدام تسهم في تمكين الفرد والمجتمع. ورفع مستوى جودة الحياة لدى الفرد والمجتمع وتحسين الظروف المعيشية من خلال دعم توفير الموارد اللازمة، وتوفير فرص متساوية للمستفيدين، مع الأخذ بعين الاعتبار العمر والحالة الاقتصادية والاجتماعية لكل مستفيد، إلى جانب الإسهام في سد الفجوات وتلبية الاحتياجات. وينطلق البرنامج من قيم تمثل القيم الجوهرية لبرنامج سند محمد بن سلمان ثقافته الأساسية وتعكس المبادئ المشتركة التي توجّه السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرار. ويحث على الابتكار حيث يشجع باستمرار إدراج أفضل الأدوات والتقنيات والممارسات المبتكرة في عمله، وعلى الاهتمام بالآخرين ويجسد مبدأ الاهتمام بالآخرين في ثقافتنا التنظيمية، وإتاحة تكافؤ الفرص بضمان حصول كل المستفيدين على فرص متكافئة، وكذلك النزاهة حيث يلتزم بالشفافية والمسؤولية والمبادئ الأخلاقية في عملنا. الجمعيات الأهلية ودعما للعمل الخيري الذي يعد أحد الركائز الأساسية التي تدعم التنمية المجتمعية وتعزز التكافل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، أطلق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، مشروع دعم الجمعيات الخيرية، وهو مبادرة تهدف إلى تعزيز دور المنظمات غير الربحية وتحقيق أثر أكبر على الفئات المحتاجة، ضمن إطار رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي ومزدهر. ويهدف مشروع دعم الجمعيات الخيرية إلى: تمكين القطاع غير الربحي من تقديم خدمات أفضل للمجتمع، وتحسين جودة الحياة للفئات المستفيدة مثل الأيتام، الأرامل، كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز التنمية المستدامة من خلال دعم المشاريع الخيرية التي توفر حلولًا طويلة الأمد. إضافة لرفع كفاءة الجمعيات الخيرية عبر تزويدها بالموارد المالية والتقنية اللازمة. وزيادة معدل المشاركة المجتمعية في الأعمال الخيرية والتطوعية. وشملت مراحل التنفيذ تحديد الجمعيات المستهدفة، وتم اختيار الجمعيات بناءً على معايير محددة لضمان وصول الدعم إلى الجهات الأكثر كفاءة وتأثيرًا في المجتمع، وتم تقديم مبالغ مالية كبيرة للجمعيات الخيرية في مختلف المناطق السعودية، مع التركيز على الجمعيات التي تعمل في القطاعات التالية: رعاية الأيتام، ذوي الاحتياجات الخاصة، الإسكان التنموي، التمكين الاقتصادي للأسر المحتاجة، الرعاية الصحية والدعم العلاجي. وبلغ إجمالي الدعم المقدم أكثر من 100 مليون ريال سعودي، موزعًا على جمعيات خيرية في جميع مناطق المملكة، واستفاد أكثر من 200 ألف شخص من هذا الدعم، مما ساهم في تحسين مستوى معيشتهم، ودعم المشاريع التي تساعد في تحويل المستفيدين إلى أفراد منتجين بدلًا من الاعتماد على المساعدات الدائمة. وتعزيز دور القطاع غير الربحي ليصبح أحد المحركات الرئيسية للتنمية المستدامة في المملكة. يعد مشروع دعم الجمعيات الخيرية الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان خطوة كبيرة نحو تعزيز التكافل الاجتماعي، وتمكين الفئات الأقل حظًا، ودعم القطاع غير الربحي ليكون أكثر فاعلية واستدامة. بفضل هذا المشروع، أصبحت الجمعيات الخيرية قادرة على توسيع نطاق خدماتها والوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين، مما يعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة. «إسكان تنموي» ومن أبرز جهود الأمير محمد بن سلمان الخيرية والإنسانية دعم الإسكان التنموي الذي يعد أحد المشاريع الحيوية التي يدعمها سموه ضمن جهوده لتحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير مساكن ميسرة للفئات الأشد حاجة في المملكة العربية السعودية. وتأتي هذه الجهود في إطار تحقيق رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى رفع نسبة تملك المواطنين للمساكن وتعزيز التكافل الاجتماعي. وقد أطلق ولي العهد مبادرات لدعم الأسر المحتاجة عبر توفير مساكن ملائمة بأسعار رمزية، ودعم المستفيدين من برامج الضمان الاجتماعي والأرامل والأيتام والفئات الأشد حاجة. وتمكين الأسر المستفيدة من الحصول على وحدات سكنية مجهزة بالكامل في مختلف مناطق المملكة. وتم عقد الشراكة مع وزارة البلديات والإسكان لدعم جهود الوزارة من خلال تعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، وتسريع تنفيذ مشاريع الإسكان التنموي عبر التعاون مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني. وتخصيص وحدات سكنية مدعومة للفئات الأكثر احتياجًا. كما تم تأسيس مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسكن» بهدف تقديم حلول إسكانية مستدامة للأسر الأكثر احتياجًا، وتمويل بناء وحدات سكنية جديدة وتجديد المنازل القديمة لتكون صالحة للسكن، وتوزيع مساكن مجانية ودعم توزيع الآلاف من الوحدات السكنية المجانية في مختلف المناطق، خاصة في المناطق النائية، توفير منح مالية مباشرة للأسر المحتاجة لتمكينهم من امتلاك منازلهم. ودعم مشروعات الإسكان للجنود وأسر الشهداء، وأطلق مبادرات خاصة لدعم أسر شهداء الواجب وذوي الدخل المحدود من رجال الأمن. وتقديم وحدات سكنية بأسعار مخفضة أو بدون مقابل لهم تقديرًا لتضحياتهم. إضافة لتعزيز التمويل العقاري المدعوم، ودعم البرامج الحكومية التي تقدم تمويلًا عقاريًا بدون فوائد للأسر محدودة الدخل، وتسهيل حصول المواطنين على قروض ميسرة لشراء أو بناء منازلهم، ورفع نسبة التملك، وساهمت هذه الجهود في تحقيق ارتفاع كبير في نسبة تملك المواطنين للمنازل، حيث تجاوزت نسبة التملك 60 %، ما يعكس نجاح السياسات الإسكانية التي يدعمها محمد بن سلمان. والأثر الاجتماعي والاقتصادي لهذه الجهود أثمرت عن تحسين جودة حياة المواطنين الأكثر احتياجًا عبر توفير مساكن لائقة. والحد من مشكلة الإسكان وزيادة الاستقرار الأسري والاجتماعي، ودعم القطاع العقاري والإسهام في تعزيز التنمية المستدامة في المملكة. ويواصل الأمير محمد بن سلمان جهوده لدعم الإسكان التنموي كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تمكين جميع المواطنين من الحصول على سكن مناسب وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في المملكة. ولي العهد الداعم الأول للشباب