يوم العلم السعودي مناسبة وطنية ذات دلالات عميقة تتجاوز كونها مجرد احتفال عابر، إذ يمثل هذا اليوم رمزًا للهوية الوطنية، وامتدادًا لتاريخ المملكة العريق، وتجسيدًا للقيم الراسخة التي يقوم عليها الوطن. فمنذ أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بتخصيص يوم (11) مارس من كل عام ليكون يومًا للعلم السعودي، أصبح هذا اليوم مناسبة تعكس الاعتزاز بالراية الوطنية وما تحمله من معانٍ عظيمة متجذرة في وجدان الشعب السعودي. يرمز العلم السعودي إلى السيادة والاستقلال، حيث يحمل عبارة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" التي تعكس الأساس الذي قامت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727م، وصولًا إلى عهد الملك عبد العزيز آل سعود الذي وحد البلاد تحت راية واحدة. وقد استمر العلم السعودي عبر العصور دون أن يُنكس، وهو أمر نادر في تاريخ الأعلام الوطنية، ما يعكس قيم العزة والقوة والثبات التي تميز المملكة. يمثل هذا اليوم فرصة لترسيخ قيم الانتماء والولاء في نفوس الأجيال الصاعدة، حيث يسهم في غرس معاني الوحدة والاعتزاز بالهوية السعودية. فالعلم ليس مجرد قطعة قماش، بل هو رمز لسيادة الدولة واستقرارها، وعنوان لفخر كل مواطن سعودي. ولذا، فإن الاحتفاء بهذا اليوم يأتي تأكيدًا على أهمية تعزيز الوعي بدلالاته العميقة وربطه بتاريخ المملكة وإنجازاتها. إن إبراز يوم العلم السعودي يعد خطوة مهمة في مسيرة تعزيز الهوية الوطنية، فهو يذكّر الجميع بالدور الذي يلعبه العلم في بناء الشعور الوطني وترسيخ القيم الإسلامية التي يقوم عليها المجتمع السعودي. كما أن الاحتفاء به يعد مناسبة لاستذكار تضحيات الأجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس لتوحيد البلاد تحت هذه الراية المباركة. ومن خلال تسليط الضوء على هذا اليوم، يتم تعزيز روح الفخر والانتماء، وتحفيز الشباب على مواصلة مسيرة البناء والتطور تحت راية التوحيد. كما أن يوم العلم السعودي يمثل فرصة لتذكير الأجيال الجديدة بتاريخ العلم وتطوره، حيث مر بعدة مراحل قبل أن يتخذ شكله الحالي الذي يعبر عن أصالة الدولة واستمراريتها. فالتغيرات التي طرأت على العلم على مدار العقود تعكس مراحل تطور المملكة وتوحيدها، مما يجعله شاهدًا حيًا على مسيرة الوطن ونهضته. ومن هنا، تأتي أهمية هذا اليوم في تسليط الضوء على تاريخ الدولة السعودية ورموزها الوطنية، إضافة إلى ذلك، فإن الاحتفاء بيوم العلم يعزز من مكانة المملكة بين الدول، حيث يؤكد على هويتها المميزة ويعكس اعتزازها بتراثها وثوابتها. فمن خلال هذا اليوم، يتم التأكيد على مكانة المملكة في العالم الإسلامي والعربي، حيث يرتبط علمها بمعانٍ إسلامية خالدة تتجلى في شهادة التوحيد التي تتوسطه، إلى جانب سيف القوة الذي يرمز إلى العدل والسيادة. ولا يقتصر تأثير هذا اليوم على الناحية الرمزية فحسب، بل يتعداه إلى كونه مناسبة وطنية لتعزيز الروابط بين أبناء الوطن، إذ تتجلى فيه مشاعر الفخر والاعتزاز بالمملكة وإنجازاتها. فهو يوم يعزز الوحدة الوطنية، ويذكر الجميع بأهمية الحفاظ على القيم والثوابت التي أسست عليها الدولة. ومن خلال الفعاليات والأنشطة المصاحبة لهذا اليوم، يتم تعزيز الحس الوطني في مختلف فئات المجتمع، وخاصة الشباب الذين يمثلون مستقبل الوطن. إن يوم العلم السعودي ليس مجرد تاريخ يُحتفى به، بل هو مناسبة وطنية ذات طابع خاص، تستحضر تاريخ الدولة وإنجازاتها، وتعزز الانتماء لدى الأجيال القادمة. إنه يوم يكرّس أهمية العلم كرمز للوحدة والعزة والسيادة، ويؤكد على القيم التي قامت عليها المملكة. لذا، فإن إبراز هذا اليوم الخالد يعكس وعي القيادة الحكيمة بأهمية الرموز الوطنية في بناء مستقبل مشرق لوطن يعتز بتاريخه ويمضي بثبات نحو المستقبل. * رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية رئيس مجلس الأعمال السعودي - التونسي