يعد الخط العربي من أجمل الفنون الإسلامية التي تجمع بين الجمال، والمعنى، فهو ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو رمز فني يوضح معاني الحضارة والهوية العربية. تطور الخط العربي، وتعددت أشكاله وأساليبه، إلى أن أصبح رمزًا ثقافيًا يوضح التراث الثمين للغة العربية، كما يتألق الخط العربي بتفرده وإبداعه الذي يلفت الأنظار لدى كلٌ من، الفنان والمصمم، في مختلف أنحاء العالم. دخل الخط للمدينة المنورة قبل مكةالمكرمة، ومنذ دخوله نال مكانة عالية، ففي غزوة بدر الكبرى أسر المسلمون مجموعة من قريش، وجُعل فدية الكاتب منهم تعليم عشرة من صبيان المدينة. وشهد الخط العربي مراحل عديدة من التطور منذ العصور الإسلامية الأولى، حيث تنوع بكثير من الخطوط مثل: الخط «الكوفي» و»النسخ» و»الرقعة» و»الثلث»، وتميز كل نوع بخصائص فنية تعكس نظرة جمالية في العصر الحديث. شهد الخط العربي نجاحات في استخدامه في مجال إنتاج التصميم الرقمي، مما أبرز جماله وإضافة طابع حديث للتراث العربي، حيث يُستعمل الخط العربي بكثرة في تزيين المباني، وخصوصًا في المساجد، فتوضع الآيات وبعض أسماء الله الحسنى، كما يستخدم في تصميم الشعارات للمنتجات المختلفة، مما يسهم في تعزيز قيمته كفنٌ عالمي، فيعمل الفنانون من مختلف الدول بدمج عناصر الخط العربي في أعمالهم الفنية، ويربطون بعض أعمالهم بالخط نفسه، وهذا يمثل مدى انتشاره وتأثيره كونه جسرًا يربط بين الثقافات والشعوب، بالإضافة إلى ذلك، تمثل المبادرات والمعارض الدولية فرصة لعرض الخط العربي، وأشكاله. وفي السياق ذاته، تقدم بعض المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية، ورش عمل ومعارض مخصصة للخط العربي؛ لزيادة المعرفة والتفاصيل المتعلقة بهذا الفن، مما يمكن من نقل الخبرات وتحسين مهارات الجيل الجديد في هذا الفن، كما يعمل بعض من الخطاطين أو المهتمين بالخط العربي على ابتكار طرق في استعماله في مشاريعهم. ويعد الخط العربي فناً حياً يجمع بين الأصالة والحداثة، حاملًا معه إرثاً عربياً وإسلامياً، والاستمرارية من تنوع استخدامه، سيصل به إلى العالم، وسيواصل دوره في تعزيز التواصل الفني والثقافي على مستوى عالمي. المصادر: (كتاب الخط العربي وآدابه، للمؤلف محمد طاهر بن عبد القادر الكردي، ط1)