اكتملت الاستعدادات في المدينةالمنورة لاستقبال شهر رمضان المبارك من خلال تهيئة كافة الخدمات لقاصدي المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء وبقية المساجد التاريخية، حيث تكتسي طيبة الطيبة في الشهر الفضيل وشاح الروحانية والسكينة وتتحول مآثرها إلى فضاءات نورانية تتجلى فيها أسمى معاني العبودية، فتلتقي القلوب في الصلوات والأدعية وتتعانق الأرواح بتلاوة القرآن الكريم وتغمر الجميع أجواء ملؤها الرحمة والبركة. وقد أكملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها لاستقبال المصلين والزوار حيث عملت على تهيئة المسجد النبوي بمنظومة خدمات متكاملة لتقديمها بأعلى معايير الجودة العالمية لهم من فرش السجاد وسقيا زمزم وبرامج التعقيم والتطهير وكل ما من شأنه خدمة المصلين والزوار وتقديم كافة الخدمات وسبل الراحة لهم، كما تم العمل على تنظيم حركة الحشود في الممرات والساحات وتسهيل الوصول لأروقة المسجد النبوي وعموم الحركة داخل المسجد النبوي وفي الساحات. ومن جهتها، أعدت وكالة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي، حزمة مبادرات إثرائية في إطار الخطة التشغيلية المتكاملة لموسم شهر رمضان المبارك، تهدف إلى تقديم تجربة تعبّدية ثرية ترتكز على الجودة والابتكار، وتعزيز الأداء التشغيلي، وتتركز الخطة التشغيلية لموسم شهر رمضان المبارك في وكالة المسجد النبوي في العديد من المسارات الإثرائية والمبادرات العلمية والإرشادية، شملت 220 حلقة لتحفيظ القران الكريم، وأكثر من 20 ألف ساعة لتعليم وتصحيح التلاوة داخل أروقة المسجد النبوي، و98 حلقة للمتون العلمية التي تقام يوميًا، ويتنوّع التعليم فيها ب10 لغات لاستيعاب الطلاب من مختلف الجنسيات، إضافة إلى تخصيص 30 مفتيًا من أصحاب الفضيلة العلماء، وأكثر من 23 كبينة داخل المسجد النبوي وخارجة للرد على السائلين وإرشادهم. وأكد مساعد رئيس الشؤون الدينية لوكالة المسجد النبوي د. محمد الخضيري اكتمال جميع التجهيزات لاستقبال زائري المسجد النبوي في شهر رمضان المبارك، وإثراء تجربتهم، وتدشين العديد من المبادرات وفق المنطلقات الاستراتيجية للخطة التشغيلية التي تبرز فضائل الشهر الكريم، إلى جانب إبراز جهود المملكة في عمارة الحرمين الشريفين دينيًا وعلميًا، وإظهار دور رئاسة الشؤون الدينية كجهة مؤسسية مرجعية تعزز مسارات العمل الديني وفق رؤية تنظيمية حديثة، وتتضمن الخطة التشغيلية أهدافًا رئيسة تتمثل في خدمة الزائرين وتعزيز تجربتهم التعبّدية عبر توفير بيئة متميّزة، وإيصال رسالة الحرمين الشريفين إلى العالم، مع تسليط الضوء على فضائل رمضان، ونشر تعاليم الإسلام السمحة، وتعزيز ريادة المملكة في العمل الإسلامي الوسطي، وتعظيم مكانتها في وجدان المسلمين عبر إبراز دورها الريادي في خدمة الحرمين الشريفين، وتعزيز التكامل مع الجهات الحكومية؛ لضمان تقديم خِدمات دينية متكاملة، وتطوير التجربة الرقمية، وتقليص حاجز المكان والزمان باستخدام التقنيات الحديث. وفي إطار الاستعدادات الرمضانية أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينةالمنورة، الخطة التشغيلية لموسم العمرة خلال شهر رمضان وذلك ضمن الجهود المبذولة لتقديم الخدمات الإسعافية الطارئة لزوار وقاصدي المدينةالمنورة بشكل عام والمسجد النبوي الشريف بشكل خاص. وأوضح مدير عام فرع الهيئة بالمدينةالمنورة، د. أحمد بن علي الزهراني، أن الخطة تهدف إلى تعزيز جاهزية الفرق الإسعافية وضمان سرعة الاستجابة للحالات الطارئة في المسجد النبوي والطرق المؤدية إلى المدينة، وتمتد فترة تنفيذها من 25 شعبان وحتى الخامس من شهر شوال، وتتضمن الخطة، تشغيل 10 قطاعات عملياتية، وبعدد يصل إلى 90 وحدة إسعافية، تتضمن 54 مركبة إسعافية و20 فرقة تدخل سريع بمختلف أنواعها عبر الدراجات النارية والهوائية والكهربائية و16 عربة قولف وعربات الاستجابة النوعية للكوارث وحالات تعدد الإصابات، مجهزة جميعها بأعلى المعدات والتقنيات الطبية والمتقدمة، إلى جانب الجاهزية التامة لخدمة الإسعاف الجوي، حيث يُشارك في تنفيذ هذه المهام أكثر من 700 موظف من مختلف التخصصات، لضمان تقديم الخدمات الإسعافية بكفاءة عالية، كما تشهد الخدمات الإسعافية تكثيفًا خاصًا في المسجد النبوي خلال صلاة التراويح والتهجد، مع مضاعفة الجهود ليلة 27 من رمضان وليلة الختمة، إضافةً إلى تغطية صلاة العيد وزيارة الروضة الشريفة، وجرى تعزيز القوى التشغيلية بما يتناسب مع أعداد المصلين، عبر الاستفادة من 1500 متطوع ومتطوعة يعملون على مدار الساعة في مختلف ساحات وأقسام المسجد النبوي والمساجد الكبرى بالمدينةالمنورة، بعد خضوعهم لدورات تدريبية متخصصة، وتشمل الخطة، دعم مركز الترحيل الطبي وغرفة القيادة والتحكم بأكثر من 70 فردًا، مستفيدين من أحدث الأنظمة التقنية التي تتيح استقبال البلاغات عبر الرقم 997 أو من خلال تطبيق "أسعفني" المتوفر بتسعة لغات، وتطبيق "توكلنا"، ويتم تمرير البلاغات إلكترونيًا للفرق الإسعافية الأقرب عبر برنامج المسعف الإلكتروني، لضمان سرعة مباشرة الحالات ونقلها إلى المستشفيات مع توفير تقرير إسعافي إلكتروني متكامل، كما تتم متابعة جميع البلاغات ميدانيًا عبر برنامج القائد الميداني الإلكتروني، الذي يتيح إصدار التوجيهات الفورية للفرق العاملة على الأرض، مما يسهم في تحسين كفاءة الاستجابة وتسريع عمليات الإنقاذ والإسعاف، ويشرف طبيًا على جودة الخدمات الطبية المقدمة 13 طبيبًا مناوبًا في غرفة التحكم الطبي. وتعتمد الخطة التشغيلية على نقاط الانطلاق الإسعافية المنتشرة في مختلف المواقع الإستراتيجية، بما في ذلك ساحات المسجد النبوي، والمنطقة المركزية، والطرق السريعة، والمواقع الحيوية والمزدحمة، لضمان سرعة الوصول إلى الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الطبية اللازمة بأسرع وقت ممكن. من جانبها أكملت أمانة منطقة المدينةالمنورة جاهزيتها لاستقبال شهر رمضان المبارك من خلال وضعها لخطة شاملة لمراقبة المنشآت الغذائية والتجارية في المناطق المحيطة بالحرم النبوي الشريف والمساجد التاريخية والحد من الباعة الجائلة، والنظافة العامة والعناية بصحة البيئة ومكافحة آفات الصحة العامة، والرقابة على مراكز الخدمة ومشتملاتها وصيانة الطرق والأنفاق والجسور والرقابة على الطرق السريعة المؤدية للمدينة المنورة، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي من خلال توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينةالمنورة، وبمتابعة مباشرة من أمين منطقة المدينةالمنورة م. فهد البليهشي بهدف تقديم أفضل الخدمات البلدية لأهالي المدينة وزائريها والمقيمين فيها، حيث تم تحديد مهام ومسؤوليات كل إدارة وبلدية خلال الموسم، مع استمرار عمل جميع الوكالات والإدارات والبلديات وتكليف المسؤولين والقياديين بالتواجد المستمر في جميع الأوقات للإشراف والمتابعة على جميع الأعمال، وقد اعتمدت الخطة على تكثيف مختلف الأعمال خاصة في المناطق المزدحمة التي عادة ما تشهد كثافة عالية من الزوار والمعتمرين خلال الشهر الفضيل، مثل المنطقة المركزية والأسواق التجارية والأحياء المحيطة بالمسجد النبوي، بهدف تحقيق أرقى معايير مراقبة جودة وسلامة المنتجات الغذائية والمياه ومواجهة الزيادة المتوقعة في كمية النفايات في مناطق إقامة الزوار، وتشديد الرقابة على الأسواق، والتصدي للانتشار العشوائي للباعة الجائلين، وكافة خدمات الإصحاح البيئي إلى جانب الرقابة من قبل المرافق البلدية الأخرى. مضاعفة الجهود في النظافة العامة خدمات إسعافية