الذهب يتعافى.. مع تزايد مخاوف الرسوم الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب، أمس الأربعاء، بعد أن سجلت أدنى مستوى في أسبوع في الجلسة السابقة مع تزايد عدم اليقين الناجم عن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية مما أدى إلى إضعاف شهية المخاطرة وتعزيز الطلب على السبائك الآمنة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 2916.84 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن هبط بأكثر من 2 % يوم الثلاثاء. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.4 % إلى 2930.30 دولارا.
وفتح ترمب جبهة أخرى يوم الثلاثاء في هجومه على معايير التجارة العالمية، حيث أمر بالتحقيق في رسوم جمركية جديدة محتملة على واردات النحاس لإعادة بناء إنتاج الولايات المتحدة من المعدن المهم للسيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية، وشبكة الطاقة والعديد من السلع الاستهلاكية.
وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا، إن مخاوف ترمب من الرسوم الجمركية، والتي تسبب هذه الحالة الباهتة من الثقة في الاقتصاد الأميركي من جانب المستهلك، تدعم الذهب.
قد يجبر التضخم المرتفع بنك الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما يقلل من جاذبية الذهب غير المدر للعائد. وساعدت المخاوف من أن تؤدي مقترحات ترمب للتعريفات الجمركية إلى إشعال حرب تجارية عالمية كبرى الذهب على تسجيل مستويات قياسية مرتفعة عدة مرات وتحقيق مكاسب بنحو 11 % هذا العام.
ينتظر اللاعبون في السوق تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، للحصول على رؤى حول مسار تخفيف أسعار الفائدة والسياسة النقدية للبنك المركزي. ومن المقرر صدور التقرير يوم الجمعة.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى كيه سي إم تريد "إذا أكدت الأرقام المخاوف الكامنة من ارتفاع التضخم مرة أخرى، فقد يتم كبح جماح توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي".
وقال محللو السلع الثمينة لدى انفيستنق دوت كوم، تحركت أسعار الذهب قليلاً في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء بعد التراجع عن مستوياتها القياسية المرتفعة مؤخرًا، على الرغم من أن الطلب على الملاذ الآمن ظل مرتفعًا في مواجهة حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وتباطؤ النمو.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النحاس بشكل حاد مع انقطاع التيار الكهربائي في تشيلي - أكبر منتج للنحاس في العالم - مما هدد بتعطيل الإمدادات. وقد طغى هذا إلى حد كبير على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأنه سيفرض رسومًا جمركية على واردات المعدن الأحمر.
تضرر الذهب ببعض جني الأرباح بعد ارتفاعه إلى مستويات قياسية خلال الشهر الماضي، حيث تعزز الطلب على الملاذ الآمن بسبب تهديدات ترمب بالرسوم الجمركية والمخاوف المتزايدة من تباطؤ الاقتصاد الأميركي. واستفادت أسعار المعادن أيضًا من ضعف الدولار، حيث حفزت البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة الرهانات على المزيد من أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.8 % إلى 9486.05 دولارًا للطن، في حين ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في مارس بنسبة 0.9 % إلى 4.7408 دولارات للرطل.
تعزز المعدن الأحمر بتوقعات انقطاع الإمدادات بعد أن تعرضت تشيلي لانقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي، مما أثر أيضًا على مناجم النحاس الضخمة في البلاد. لكن مساحات شاسعة من شمال تشيلي الغني بالتعدين ظلت بدون كهرباء، مما أدى إلى توقف المناجم الرئيسة، بما في ذلك إسكونديدا، عن العمل. قد يؤثر انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة بشكل كبير على إمدادات النحاس العالمية.
وقال ترمب إن الرسوم الجمركية تهدف إلى دعم إنتاج النحاس المحلي في الولايات المتحدة، كما ستعمل على الحد من هيمنة الصين على سوق المعدن الأحمر. ومن المحتمل أن تضر رسوم ترمب الجمركية، إذا تم فرضها، بالطلب على النحاس، نظرًا لأن الولايات المتحدة مستهلك رئيس للنحاس.
وارتفعت أسعار المعادن على نطاق أوسع يوم الأربعاء، مستفيدة من ضعف الدولار حيث أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة على الدولار. انزلق مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر تقريبًا بعد بيانات ثقة المستهلك الأضعف من المتوقع لشهر فبراير، مما أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن تباطؤ الاستهلاك الخاص - وهو المحرك الرئيس للاقتصاد.
من بين المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية 0.1 % إلى 31.76 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0.2 % إلى 964.80 دولارا للأوقية، وزاد البلاديوم 0.7 % إلى 934.40 دولارا. في بورصات الأسهم، تباينت أسواق الأسهم الرئيسة في الخليج في التعاملات المبكرة يوم الأربعاء، حيث فشلت نتائج أعمال الشركات المتباينة في تشجيع معنويات المستثمرين، حيث من المقرر أن يتراجع المؤشر السعودي للجلسة الثالثة على التوالي. ومن بين الخاسرين الآخرين، هبط سهم شركة ينبع الوطنية للبتروكيميائيات 3.8 %، حيث تم تداول الشركة بدون توزيعات الأرباح، في حين هبط سهم شركة الخزف السعودية 4.3 %، في طريقه لتمديد الخسائر للجلسة الثانية، بعد يوم من إعلان الشركة عن خسارة سنوية.
ومع ذلك، تقدم سهم شركة الاتصالات السعودية بنسبة 2.8 %، حيث أعلنت الشركة عن ربح سنوي بلغ 24.69 مليار ريال (6.58 مليارات دولار) وهو ما يفوق بكثير تقديرات المحللين البالغة 13.70 مليار ريال.
في الجلسة السابقة، قدم بنك الإمارات دبي الوطني عرضًا نقديًا إلزاميًا لشراء بنك الإمارات الإسلامي بسعر 11.95 درهما (3.25 دولارات) للسهم. وفي أبوظبي، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 %، بدعم من ارتفاع بنسبة 1.3 % في مجموعة الاتصالات حيث وافقت المجموعة على بيع حصتها البالغة 40 % في شركة خزنة داتا سنتر القابضة مقابل 2.2 مليار دولار.
وفي مكان آخر، ارتفعت أسهم مجموعة مولتيبلي 1 %، عقب اتفاق الشركة القابضة الاستثمارية على شراء حصة 67.9 % في مجموعة التجزئة الإسبانية للأزياء تندام من الصناديق الدولية سي في سي وبي إيه آي بارتنرز. وانخفض المؤشر القطري 0.6 % تحت ضغط انخفاض بنسبة 0.9 % في أكبر بنك في الخليج وهو بنك قطر الوطني. في حين ارتفعت الأسهم العالمية يوم الأربعاء بعد أن تقدم الجمهوريون في مجلس النواب بخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض الضرائب، وهو ما دعم الدولار وساعد عائدات الخزانة على استعادة بعض الأرض المفقودة. وأقر مجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون في وقت متأخر من يوم الثلاثاء خطة ترمب لخفض الضرائب بقيمة 4.5 تريليونات دولار، وأرسل قرار الميزانية إلى مجلس الشيوخ، حيث من المتوقع أن يناقشه الجمهوريون.
وصعدت الأسهم الأوروبية لليوم الثاني، حيث ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.7 % وارتفعت مؤشرات الأسهم القيادية في فرانكفورت وباريس ولندن بنسبة تتراوح بين 0.7 % و1.1 %. قال توني سيكامور، محلل السوق في آي جي: "لقد تحركت (الخطة) بشكل أسرع قليلاً مما توقعه الناس".