المنطقة الشرقية القلب النابض لاقتصاد مزدهر

احتفت المملكة العربية السعودية أول مرة بذكرى يوم التأسيس في 2/22/ 2022م، حينما أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مرسوماً يقر بأن يوم التأسيس سيكون في 22 فبراير من كل عام، والذي يتزامن مع إعلان الإمام محمد بن سعود -يرحمه الله- عن قيام الدولة السعودية الأولى في 30 جمادى الآخرة 1139ه والموافق 22 فبراير 1727م.
فيوم التأسيس هو تاريخ بناء للدولة السعودية الممتد منذ 300 عام، وتراكمات من التاريخ، وخبرة القيادة الرشيدة، والحضور في أوساط التحولات الإقليمية والدولية، ما مكن لبلدنا المملكة أن تبقى صامدة وعزيزة وقوية بخططها السياسية ومشاريعها الاقتصادية والتنموية العملاقة في ظل الرؤية السعودية 2030م.
وتأتي المنطقة الشرقية من أول المناطق التي تشهد تطورا وازدهاراً بما تملكه من مُمكنات كثيرة منذ الأزل، فالمنطقة الشرقية هي واحدة من أكبر وأهم المناطق في المملكة ومركز اقتصادي رئيس في البلاد.
وتعد المنطقة الشرقية من أبرز مناطق المملكة من حيث الاقتصاد، نظراً لموقعها الاستراتيجي على الخليج العربي واحتوائها على أكبر حقول النفط في العالم، وبالإضافة إلى النفط، تتمتع المنطقة الشرقية بموارد اقتصادية متنوعة تشمل الصناعات البتروكيميائية، التعدين، السياحة، وغيرها.
وتعتبر المنطقة الشرقية قلبًا اقتصاديًا حيويًا للمملكة، حيث تجمع بين قطاع النفط والغاز الصناعي والتجارة، إلى جانب الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها المشاريع السياحية والعمرانية، فالتوجه نحو التنوع الاقتصادي، وخصوصًا من خلال رؤية المملكة 2030، سيسهم في تعزيز مكانة المنطقة الشرقية كمركز اقتصادي رائد على مستوى المملكة والمنطقة.
وتعمل المنطقة على تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للاستثمار من خلال المبادرات والبرامج التنفيذية المنبثقة، والتي تهدف إلى تعزيز تنافسية البيئة الاستثمارية في المنطقة الشرقية لا سيما البيئة التنظيمية والتشريعية من خلال منظومة حصرية شاملة تنظم الأنشطة الاستثمارية، من خلال تبني نظام موضوعي شامل يخاطب المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، بموجب أحكام نظامية واضحة ومرنة، تحفظ للمستثمرين حقوقهم في استثماراتهم وممتلكاتهم وتستجيب لشكاويهم وفق إجراءات واضحة وشفافة، بهدف تسريع إجراءات الاستثمار للمستثمرين المحليين والأجانب وإزالة العقبات التي قد تواجههم بشكل عام، وكذلك تقديم المحفزات الاستثمارية للمستثمرين من أجل رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية بالمنطقة وفق تطلعات رؤية المملكة 2030.
القطاعات الاقتصادية الرئيسة
في المنطقة الشرقية قطاع النفط والغاز:
* حقول النفط: تضم المنطقة الشرقية أكبر وأهم حقول النفط في العالم، مثل حقل الغوار الذي يعتبر أكبر حقل نفط في العالم. ويعتبر هذا القطاع من العوامل الأساسية التي أسهمت في نمو الاقتصاد السعودي، حيث يعتمد جزء كبير من الناتج المحلي للمملكة على النفط.
* شركة أرامكو السعودية: وجود عملاق النفط في المنطقة الشرقية ومقرها الرئيس في الظهران، من أكبر شركات النفط في العالم وتسهم بشكل كبير في الاقتصاد السعودي من خلال إنتاج النفط والغاز، وكذلك الأنشطة المرتبطة بالبتروكيماويات.
الصناعة والبتروكيماويات:
* المدن الصناعية: تحتوي المنطقة على العديد من المدن الصناعية مثل مدينة الجبيل الصناعية ومدينة رأس الخير، التي تعد من أكبر المجمعات الصناعية في العالم. هذه المدن تعد مراكز صناعية متطورة في مجالات النفط، الغاز، البتروكيماويات، والصناعات الثقيلة.
* البتروكيماويات: تشتهر المنطقة الشرقية بمصانع البتروكيماويات، حيث تنتج مواد كيميائية عالية الجودة تصدر إلى مختلف دول العالم. تعد شركات مثل شركة الصناعات الأساسية السعودية «سابك» من أبرز الشركات في هذا المجال.
التجارة والنقل:
* ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام: يعد ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام من أهم الموانئ البحرية في المملكة، وهو نقطة رئيسة في نقل البضائع والمنتجات من وإلى المملكة عبر الخليج العربي، بالإضافة الى ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل و ميناء الجبيل التجاري وميناء رأس الخير، حيث استحوذت موانئ المنطقة الشرقية على 32.3 % من إجمالي البضائع التي تم تفريغها في موانئ المملكة 2022م.
* شبكة النقل: تمتاز المنطقة الشرقية بشبكة مواصلات متطورة تشمل الطرق السريعة والسكك الحديدية، مما يسهل حركة البضائع والمواد الخام بين المدن والموانئ، وتتميز المنطقة بمنظومة نقل بري حديثة ومتطورة، حيث تشمل شبكة من الطرق السريعة والجسور والانفاق المصممة وفقا لأحدث المواصفات العالمية، وتضمنت أيضا شبكة سكة حديد تربط المنطقة الشرقية بمنطقة الرياض مروراً بمدن مثل بقيق والأحساء، كما يوجد خط آخر لنقل البضائع ينطلق من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ويصل للرياض عبر مسار بقيق الاحساء حرض والخرج.
القطاع السياحي:
* السياحة البحرية: تتمتع المنطقة الشرقية بشواطئ جميلة على الخليج العربي، مما يعزز السياحة البحرية والمنتجعات الساحلية، وتضم المنطقة الشرقية.
* السياحة الثقافية: تحتوي المنطقة على العديد من المعالم التاريخية والثقافية مثل جزيرة تاروت، التي تعد واحدة من أقدم المناطق في المملكة.
* الفعاليات والمهرجانات: تشهد المنطقة العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية، الفنية، والرياضية التي تجذب السياح.
الزراعة والتعدين:
* الزراعة: المنطقة الشرقية تسهم بشكل غير مباشر في قطاع الزراعة، من خلال مشاريع زراعية في بعض المناطق الداخلية، مثل محافظة الأحساء، التي تعد من أكبر المناطق الزراعية في المملكة.
* التعدين: تحتوي المنطقة على العديد من الموارد المعدنية، مثل الفوسفات والجبس، ويتم استخراج هذه الموارد بشكل كبير من مناطق مثل رأس الخير.
البنية التحتية:
* التطور العمراني: تشهد المنطقة الشرقية تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية، بما في ذلك المشاريع السكنية والتجارية الكبرى. تعد مدن مثل الدمام، الخبر، والظهران من أبرز المدن التي تتمتع بتطور عمراني حديث ومتقدم.
* المطارات: تضم المنطقة الشرقية مطار الملك فهد الدولي في الدمام، وهو أحد أكبر المطارات في المملكة ويخدم حركة الركاب والبضائع في المنطقة، الى جانب مطار الاحساء الدولي، حيث بلغ عدد الركاب عبر مطار الملك فهد الدولي نحو 9.6 ملايين راكب خلال عام 2022م.
الرؤية المستقبلية والتنمية المستدامة:
* رؤية المملكة 2030: تهدف رؤية المملكة 2030 إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز التنوع الاقتصادي، حيث تسعى المملكة إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات في القطاعات غير النفطية مثل السياحة والتقنية.
* مشاريع التنمية الكبرى: من المتوقع أن تشهد المنطقة الشرقية العديد من المشاريع التنموية الكبرى مثل تطوير البنية التحتية، مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز السياحة والترفيه، وهو ما سيعزز من الاقتصاد المحلي ويخلق المزيد من الفرص الوظيفية.
أبرز المشاريع بالمنطقة الشرقية
مصنع الشركة الوطنية السعودية
لصناعة السيارات
يعد مصنع الشركة الوطنية السعودية لصناعة السيارات شركة تصنيع السيارات الأولى في المملكة. ولأكثر من عقد من الزمان، أجرى مصنع الشركة الوطنية السعودية الصناعة السيارات الأبحاث اللازمة ودراسات الجدوى والدراسات التفصيلية لجميع الصناعات والمصانع والشركات والمؤسسات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بصناعة السيارات، إذ تعاون مصنع الشركة الوطنية السعودية الصناعة السيارات مع كبرى شركات تصنيع السيارات في العالم لإنشاء منظومة لتصنيع السيارات في المملكة.
مدينة الجبيل الصناعية
تأسست مدينة الجبيل الصناعية عام 1975م، وتعرف بأنها أحد أكبر المدن الصناعية في العالم التي تدعم تطوير الصناعات كثيفة الطاقة، إذ تضم المدينة بعضًا من أكبر الشركات العاملة في مجال البتروكيماويات في المنطقة مثل شركات سابك الكبرى ومجمع صدارة.
وتخطط الهيئة الملكية للجبيل وينبع لتوسيع المناطق السكنية في المدينة الصناعية من خلال إنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية جديدة وافتتاح جامعة في عام 2026م بالإضافة إلى استثمار 18 مليار دولار أمريكي لمضاعفة حجم المدينة الصناعية بحلول عام .2030م
الجسر البري السعودي
تتكون شبكة الجسور البرية السعودية من ستة مسارات للسكك الحديدية يبلغ طولها الإجمالي 1,980 كيلومترا ليكون الرابط المستقبلي بين موانئ ساحل الخليج العربي وساحل البحر الأحمر ويتضمن المشروع تطوير وتحسين السكك الحديدية القائمة بين الرياض والدمام مروراً بسبعة مراكز أنشطة لوجستية واقتصادية حديثة ومدن صناعية وأنشطة تعدين.
ويهدف المشروع إلى دعم طموح المملكة لتصبح مركزا حيويا للنقل يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. ويتواءم المشروع مع الأهداف الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية والتي تهدف إلى الارتقاء بتقييم الدولة في مؤشر الأداء اللوجستي للوصول إلى المركز العاشر على مستوى العالم والوصول إلى المركز 35 في العالم في مؤشر التجارة الحدودية. كما يستلزم المشروع أيضًا التكامل مع العديد من وسائل النقل، وزيادة الكفاءة، وتحسين الاتصال والاستدامة.
مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي - إثراء
تم افتتاح مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمي (إثراء) في عام 2018م، وقد تم بناؤه من قبل شركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران.
المركز هو الوجهة الثقافية والإبداعية الرائدة في المملكة العربية السعودية لتنمية المواهب والتجارب عبر الثقافات. إذ يحتفل المركز منذ إنشائه بالإمكانيات البشرية ويمكن الإبداع. ويشمل ذلك توفير مساحات مبتكرة مثل: معمل الأفكار والمكتبة والمسرح والسينما والمتحف ومتحف الأطفال والقاعة الكبرى وبرج إثراء ومعرض الطاقة.
مجمع واحة الأعمال آماد
يركز مجمع الأعمال على تعزيز الابتكار، وهو عبارة عن تعاون بين أرامكو السعودية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووادي الظهران للتقنية.
ومن المقرر أن يصبح مجمع آماد للأعمال منطقة طاقة وهندسة ذات مستوى عالمي واستثنائي، تسهم في التنمية الاقتصادية الشاملة عبر إنشاء مركز يحفز الابتكار. ومن خلال موقعه الإستراتيجي وتوفيره لمجموعة متنوعة من وسائل الراحة التي لا مثيل لها، يسعى المجمع إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
وسيتم بناء المجمع بهدف تحقيق الريادة في الطاقة والتصميم البيئي والشهادة الفضية التي توفر مباني خضراء صحية وعالية الكفاءة. وهو مشروع متعدد الاستخدامات يتألف من مكاتب ومبانٍ سكنية ومبانٍ تجارية وفنادق في جميع أنحاء المجمع.