ابن بشر واصفاً الإمام محمد بن سعود: يتميز بالثقافة والعلم محمد بن سعود حث على الوحدة والعلم ونظّم القوة العسكرية من الحاضرة والبادية أول خارطة عربية ورد فيها ذكر الدرعية رُسمت عام 1153 ه اهتم الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن عام 1139ه عندما تولى إمارة الدرعية بتوحيد أحياء الدرعية وجعلها تحت حكم واحد بعد أن كان الحكم متفرقاً فيها والاهتمام بأمورها الداخلية والعمل على استقلالها عن الزعامات الإقليمية التي كانت مسيطرة على بعض بلدان نجد والعمل على توسيع رقعة البلاد ونشر الأمن والتعليم بين المجتمع مما جعل الدرعية مستقبلاً جامعة يفد اليها طلبة العلم وينهلون من علومها حيث كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي وصل اليها عام 1158ه بمثابة مديراً ومرشداً للتعليم فيها وأصبحت العاصمة الإدارية للدولة السعودية الأولى وأصبح الإمام محمد بن سعود يرسل الرسل والرسائل إلى أنحاء البلاد لحث الناس على الوحدة والعلم حيث يرسل لكل بلد إماماً وأميراً لها ومن أجل هذا تم تنظيم القوة العسكرية من الحاضرة والبادية مما ساهم في توحيد البلاد وضم الأقاليم المجاورة إليه ولا شك أن هذا التحرك قد أحدث صدى في الأقطار المجاورة والتي كان بعضها تحت النفوذ الأجنبي مما جعل بعض القوى الأوربية ترسل مخبريها للتعرف على هذا الحدث الجديد في وسط الجزيرة العربية تم توالى التوسع في عهد الإمام عبدالعزيز بن سعود والإمام سعود بن عبدالعزيز والإمام عبدالله بن سعود آخر حكامها والتي حدث في عهده حملات محمد علي باشا على الجزيرة العربية مما أدى الى سقوط الدرعية وفي هذه التقرير سوف سنتحدث عن أربعة مواضيع مما ذكرته في بعض المصادر الأجنبية عن الدولة السعودية الأولى مختصراً عن أقدم من أشار اليها وأقدم من أسقط موقع عاصمتها على الخريطة وأقدم من زار عاصمتها وأقدم من كتب اسم هذه العاصمة باللغة العربية على الخارطة. السعودية الأولى في رحلات الأجانب من أقدم من أشار إلى بداية الدولة السعودية الأولى كارستن نيبور حيث كان كارستن نيبور Carsten Niebuhr مكتشف ورياضي وعالم خرائط ألماني عمل في خدمة الدولة الدنماركية، وعاش في الفترة ما بين 1733-1815م حيث ولد كارستن نيبور في قرية بشمال غرب ألمانيا وعمل فلاحاً في مزرعته أول سنين حياته، وكان له ميول لدراسة الرياضيات وتلقى بعض الدروس في علم المساحة والخرائط شارك نيبور في رحلة علمية أمر بها الملك فردريك الخامس ملك الدنمارك سنة 1760م، وكان هدف الرحلة كتابة تقرير علمي واجتماعي شامل عن الجزيرة العربية وسوريا ومصر، وكانت رحلته قد أبحرت لتصل إلى الإسكندرية، ثم القاهرة، ثم جبل سيناء وفي عام 1762م غادر نيبور إلى السويس ووصل منها إلى جدة، ومن جدة إلى مكة ثم المخا في اليمن، الذي سماه العربية السعيدة. لقد كتب نيبور عن كل المناطق التي زارها، ورسم خرائطا لها، وتحدث عن السكان والقبائل والمذاهب والأديان، وقد طالت فترة بقائه في اليمن فزار صنعاء وبيت الفقيه وأبو عريش وغيره، ولم يصل نيبورل إلى نجد إنما استقى المعلومات عنه ممن وفد منها أو كتب عنها والخرائط التي رسمها لا يوجد فيها أي موضع في نجد بل كان عن اليمن وعن عمان والخليج العربي ويلاحظ أن كتاباته عن نجد موطن الإمام محمد بن سعود كانت مقتضبة وكتب بعض أسماء بلدانها باللغة العربية مقابل النص الدنمركي، وقد ترجمت رحلات نيبور في ثلاث مجلدات في مؤسسة الانتشار العربي مع ملاحظة وجود أخطاء في الأسماء فيما يتعلق ببلاد نجد كما أن أحد إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن رحلة نيبور وجدت فيه سقط في بعض الأسطر فيما يتعلق بمنطقة نجد ولعله يعاد ترجمته في طبعة أخرى. كتاب حدود نجد ولما ألف كتابه عام 1772م والذي أشار فيه إلى بداية الدولة السعودية كتب في نهاية مقدمته:لا أجرؤ على أن أجامل نفسي بأن العلاقة الواردة في هذا الكتاب تتوافق مع فكرة أن المرء كان له الحق في تكوينها نظرًا لمساعدة الملوك الذين وضعوني في موقف يسمح لي بتقديمها. ولكن ما أعتقد أنه ما يمكن أن نحققه من تقدم هو أن المعرفة في هذا البلد سوف تكتسب درجة من الكمال لم يكن من الممكن أن تحصل عليها في سلسلة طويلة من السنوات لولا الحب السخي للعلوم الذي أبداه فريدريك الخامس وكريستيان السابع، وبسط كارستن نيبور سيطرته ولغته وفنونه ومهاراته، وقد ذكر نيبور في كتابة حدود نجد وسكانها من البدو أو العرب الرحل وذكر أنها مليئة بالمدن والقرى وأن كل بلدة صغيرة يحكمها شيخ مستقل ومع ذلك كان لأشراف مكة الأكثر قوة يلزمون لهؤلاء الشيوخ بدفع الزكاة ثم ذكر خصوبة أرضها وتوفر ثمارها خاصة التمور وأن فيها عددًا قليلاً من الأنهار ثم ذكر خريطة دانفيل وتحديده للوادي وأنه يسيل بعد هطول الأمطار ثم ذكر أن أهلها يضطرون إلى حفر الآبار العميقة لقلة الأمطار ثم ذكر أن فيها إقليمين رئيسيتين وهما إقليم العارض وإقليم الخرج وذكر من المدن في إقليم العارض الدرعية والتي تسمى قديماً وادي حنيفة وذكر من تبعاتها من البلدان العيينة والتي اشتهرت بفضل ابن عبدالوهاب ثم ذكر أسماء العديد من البلدان منها منفوحة والمجمعة وجلاجل والروضة وثرمداء وشقراء والغاط والزلفي والتويم وبريدة والمذنب وبلدان أخرى يظهر على بعضها التحريف وتطرق إلى صفات عرب نجد وسكان قراها ثم تحدث عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وملاقاة استحسان أمراء العارض له والنصوص في هذا الكتاب تحتاج الى مترجم متخصص بلغة الكتاب ومعرفة أسماء البلدان والاعلام في المنطقة. السعودية الأولى في الخرائط تعتبر الخريطة وسيلة لتمثيل مختلف معالم سطح الأرض كالبحار والأنهار، واليابسة، والسهول، والجبال، والغابات، كما تمثل الظواهر التي تحدث على سطح الأرض كالظواهر الطبيعيّة، مثل الأمطار والرياح، وتبيِّن أيضًا مواقع المدن والقرى وطرق المواصلات وتوزيع السكان.. وغير ذلك من المعالم، ولقد حظيت شبه الجزيرة العربية باهتمام الجغرافيين منذ القدم فرسموها في خرائطهم، وحددوا بعض المواقع فيها، ومع تطور الاكتشافات تم إضافة العديد من المواقع عليها، ولقد كانت بلد الدرعية من البلدان التي تم إسقاط موقعها على الخريطة، ومن خلال بحثي في العديد من الخرائط القديمة وجدت أقدم إسقاط للدرعية على الخريطة حسب اجتهادي كان في خريطة رُسمت عام (1740-1749م) - (1153/1162ه)، كما في موقع مكتبة الكونجرس الرقمية قسم الجغرافيا والخرائط واشنطن رسمها الرسام الفرنسي جيل روبرت دي فوغوندي Gilles Robert de Vaugondy المولود عام 1688م في باريس، المتوفى عام 1766م، وكتب الدرعية هكذا Deraie، وفي خريطة لإفريقيا من منشورات برشلونة، رُسمت عام 1750م - 1163ه، والمحفوظة في مستودع ستانفورد Stanford لرقمي 1750م كان من ضمن حدودها جزيرة العرب التي حدد عليها مدنًا قليلة، منها مدن مكةوالمدينة والدرعية Dreiye وصنعا والمخا ومسقط وهو ما يدل على شهرة الدرعية في ذلك الوقت على مستوى بلدان جزيرة العرب، وفي عام 1751م - 1164ه قام الرسام الفرنسي المشهور جان بابتيست بور غينيون دانفيل المولود عام 1697م، المتوفى عام 1782م، المعروف بالدقة والنباهة، بإسقاط موقع الدرعية على خريطته، وفي عام 1771م رسم الفرنسي ريجوبيرت بون المتوفى عام 1795م خريطة جزيرة العرب، ووضع الدرعية ضمن بلدانها. موقع الدرعية في الخرائط وتوالى تحديد موقع الدرعية في الخرائط التي رسمت بعد ذلك، ولعل من أوسع من كتب أسماء المواضع على الخرائط العربية القديمة الشريف الادريسي (493- 560ه/ 1100- 1166م) ولكن فيما يخص وسط الجزيرة العربية كان قليلا مقارنة بالمواضع الموجودة في زمنه ولذا لا نجد أسماء اغلب الموضع فيها يليه حاجي خليفة الملقب بكاتب جلبي (1609 – 1657م/1017 ه - 1068 ه) حيث لم يذكر بعض المواضع المشهورة في زمنه مع ان هناك كتاب ينسب اليه ذكر فيه العديد من المواضع في وسط الجزيرة العربية، وأثناء البحث عن الخرائط العربية وجدت الرحالة البولندي فاتسواف سيفيرين جفوسكي المولود في 15 ديسمبر 1784 في مدينة لفوف في شرق بولندا وتوفي عام 1831م والذي تعلّم اللّغات الشرقية وثقافتها فأصبح لديه ولع شديد بالشرق وبرَع في لغاته كما كان مولعاً أيضاً بالخيول العربية فدفعه شغفه هذا إلى السّفر إلى شبه الجزيرة العربية في رحلة كان هدفها الأول استيراد الخيول إلى أوروبا، لكنها انتهت بعشقه لصحراء شبه الجزيرة العربية وخيولها وأهلها وتقاليدهم، وكان شاهداً أثناء رحلته على الكثير من أحداث العصر وظروفه في منطقة شبه الجزيرة العربية والذي نشره في كتابه (انطباعات عن الشرق وشبه الجزيرة العربية.. خيّال بولندي عند البدو 1817-1819م) وكان يكتب في بعض نصوصه باللغة العربية والذي قام بترجمته هناء صبحي وطبع عام 2013 م وقد وضع في كتابه عدة خرائط ورسومات وأسماء بعض القبائل وخيولها ومساكنها وأدواتها ومنها خارطة عربية لجزيرة العرب حدد فيها موقع الدرعية واعتقد حسب اطلاعي أنها أول خارطة عربية ورد فيها ذكر الدرعية كما أورد خارطة أخرى باللغة الأجنبية حدد فيها موضع الدرعية وبلدان أخرى تحتاج الى مترجم ملم بهذه اللغة وقد رجعت إلى النسخة المخطوطة الجزء الثالث من الكتاب لوضوح رسوماتها وصورها مرفق في هذا المقال صورة الخارطة التي باللغة العربية والأخرى باللغة الأجنبية. أقدم من زار الدرعية لما بدأت الدولة السعودية الأولى تتوسع في الجزيرة العربية، ذاع صيتها في الداخل والخارج، وكانت القوى الأجنبية المحيطة بالجزيرة العربية لها مصالح تجارية في الخليج، إبان احتلالهم لتلك الأماكن، ومن تلك القوى بريطانيا، والتي كان لها مصنع شركة الهند الشرقية، وكان مقر الشركة في البصرة في العراق، ثم انتقلت إلى الكويت بسبب الأحوال غير المستقرة في العراق، ونقل المصنع من البصرة في سنة 1793م إلى الكويت، وبقي في الكويت حتى شهر أغسطس 1795م، وعندما زحفت القوات السعودية تجاه القرين (الكويت)، ووصلوا إلى مشارف المدينة، أصدر المقيم الإنجليزي في البصرة أوامره بنقل مدافع السفن إلى البر، مما أجبر القوات السعودية على الانسحاب، وبسبب الانعدام المحتمل لأمن وسلامة الإرساليات الشرق هندية فإن جون لويس رينو تحرك كممثل لبلاده في اتجاه العاصمة الدرعية للتفاوض مع حكامها، حيث أرسله رئيس المصنع البريطاني صامويل مانسيتي إلى الدرعية لمفاوضة الإمام عبدالعزيز، وجون لويس رينو ويسمى ريناود والتغير في الاسم حسب نطق اللغات، هو إنجليزي وقيل هولندي يتكلم العربية، ولذا سهل تحدثه مع العرب، وقيل إنه من أصل كاثوليكي فرنسي، ثم تحول إلى الكنيسة الأنجليكانية في لندن، من أجل الزواج من امرأة إنجليزية، والتي رافقته بعد ذلك إلى البصرة، كما أنه سياسي وضابط بحري بريطاني، وقد أرسله صموئيل مانسيتي مندوب الشركة البريطانية للهند الشرقية في البصرة إلى الدرعية، وهو أول أوروبي يصل إلى الدرعية وقد نشرت رحلة في احدى الكتب انظر صورة غلافه المرفق والصحفة الأولى من الرحلة والكتاب فيه معلومات قد لا توجد مترجمة في مصادر عربية أخرى، ولم يحدد تاريخ رحلة رينو بدقة، ويعتقد هوجارت أن تاريخ الزيارة عام 1799، بينما يتوقع وليام فيسي في كتابه عن الدرعية بقوله بأننا لا نعرف جوهر مهمة رينود ولا تاريخها بدقة، وربما تمت إبان وجود الوكالة في الكويت بين عام 1208-1210ه / 1793-1795م نظراً لأن الاضطرابات هي التي دعت للقيام بهذه الزيارات، والذي أراه أن الزيارة تمت في صيف عام 1211ه- 1796م، فقد ذكر ابن بشر في تاريخه أنه في عام 1211ه، أنزل الله سيلاً عظيماً، أشفقت منه كثير من البلدان، وجاء وادي حنيفة سيل عظيم، هدم في الدرعية بيوتاً كثيرة، وارتفع على الدكاكين والبيوت، وسمى أهل الدرعية هذا السيل موصة، وقال ابن لعبون في تاريخه عام 1211ه: جانا سيل عظيم في الوسمي، أشفق منه كثير من أهل البلدان، ثم جاء في الصيف كذلك سيل عظيم، وقال الفاخري في تاريخه عام 1211ه: وفي الصيف جاء سيل خرب في حوطة بني تميم والدرعية والعيينة وجريان وادي حنيفة هو الذي جعل رينو يعتقد أنه نهر عند وصوله الدرعية، كما أن في فصل الصيف ينضج العديد من الفواكه الصيفية مثل التين، والعنب، والتمر، والتي ذكرها رينو في مشاهداته في الدرعية. مسلك الرحلة والمرافق له لا شك أن رينو عندما قرر الذهاب إلى الدرعية، قد رافقه مجموعة من الأشخاص، وذكر أن من مرافقيه عندما سار من القطيف، كان تحت حراسة شقيق الأمير الذي يحميه من كل الأخطار، حيث قطع الرحلة على ظهور الخيل من القطيف، وأعتقد أنه لا بد من وجود الجمال في الحملة لأنها تتحمل المسير في الصحراء، وكان مسيره من البصرة عبر زورق مكشوف، يخص عرب بني عتبة، إلى جزيرة البحرين، ثم وصل إلى القطيف، ومنها إلى الأحساء، والتي تبعد عنها ما يقارب سبعة أيام، ثم رحل إلى الدرعية، ومدة الرحلة ثمانية أيام؛ حيث إن الطريق يشق صحراء قاحلة رملية ووعرة، لا تنبت فيها إلا بعض الأعشاب، وتكتظ أحيانًا بالشجيرات، وعند وصوله للدرعية، مكث فيها مدة أسبوع، ووصف الدرعية بأنها مدينة صغيرة وجميلة ورائعة ومبنية على الطراز العربي وموقعها يجعل من يقيم فيها بصحة جيدة وحولها تلال خضر زمردية من كثرة الزروع وتروى المنطقة كلها بنهر صغير وفيها بعض الفواكه كالعنب، والتين، والتمر، وأكثرها الأعناب والتمر، ويأكل بعض سكانها الفواكه قبل نضجها، ويتميز أهلها بالكرم والبساطة وفي طباعهم شيء من الجفاء ويوجد بها أعداد كثيرة من الأغنام ذات اللون الأسود، ولها صوف وآذان طويلة وكبيرة، ولحمها من أجود أصناف اللحم والخيل فيها كثيرة وأسعارها ليست بالغالية، ويوجد لديهم أحسن سلالات الجياد العربية الأصيلة ولا يوجد فيها يهود واسم أميرها عبد العزيز بن سعود، يقصد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ووالده سعود، يقصد محمد أول من ساند الدعوة يقصد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ويسميها الدين الجديد، ويبلغ من العمر 78 عاماً. وأورد ابن بشر مولده حوالي عام 1109ه ومن صفاته الإمام محمد بن سعود الجسمية نحيل، وهزيل، وطويل ويتميز بالثقافة والعلم وعدد أفراد عائلته 80 نسمة وليس لديه قصر؛ بمعنى القصور الملكية المترفة في الغرب ولديه كاتب واحد وجميع الأعمال تمر عليه ويقوم بأعماله بنفسه وتتألف قواته من مئة ألف رجل، لكنه يستطيع متى أراد أن يسوق إلى ساحة القتال ضعفي هذا العدد. ملامح من الدولة السعودية الأولى في المصادر الأجنبية ملامح من الدولة السعودية الأولى في المصادر الأجنبية ملامح من الدولة السعودية الأولى في المصادر الأجنبية