في قطاع الأعمال يُشير مصطلح «الوكيل الذكي» (Intelligent Agent) إلى برنامج حاسوبي أو نظام ذكاء اصطناعي قادر على جمع واستخدام البيانات لأداء مهام محددة نيابة عن المستخدم أو نظام آخر، يتميز بقدرته على التعلم والتكيف مع البيئة المحيطة به، مما يجعله قادراً على التنبؤ واتخاذ قرارات مستقلة وتنفيذ مهام معقدة بكفاءة عالية دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر. تتجلى أهمية الوكلاء الأذكياء في دخولهم إلى العديد من المجالات، منها قطاع النقل في القيادة الذاتية للمترو والسيارات والطائرات، وكذلك في قطاع الصناعة في التحكم بالروبوتات وغيرها من الأنظمة الآلية، كما تتمتع بأهمية كبيرة في قطاع الأعمال في أتمتة العديد من المهام الروتينية والمتكررة وأدائها بدقة وكمية أكبر من البشر، مما يوفر وقت الموظفين ويسمح لهم بالتركيز على مهام أكثر إبداعاً واستراتيجية، بالإضافة إلى قدرتهم على التعلم والتكيف لتحسين كفاءة العمليات وتقليل المخاطر والأخطاء البشرية، أيضا يمكن للوكلاء الأذكياء تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة فائقة، مما يساعد المنظمات على استخلاص رؤى قيمة واتخاذ قرارات مستنيرة، إضافة إلى إمكانية استخدام الوكلاء الأذكياء في تقديم خدمات العملاء على مدار الساعة والإجابة على استفساراتهم وحل مشاكلهم بكفاءة عالية، أيضا قدراتهم في عمليات التسويق الرقمي من خلال تحليل بيانات العملاء وتقديم عروض تسويقية مُخصصة لكل عميل بناءً على تفضيلاتهم مما يزيد من معدلات التحويل وفرص البيع وتحسين تجربة العميل، إلى جانب ذلك، يتم توظيف الوكلاء الأذكياء في مجالات أخرى مختلفة مثل تقييم المخاطر المالية والتنبؤ بالاحتيال المالي باستخدام الخوارزميات الذكية، بالإضافة إلى إدارة المخزون من خلال تتبع المنتجات وإعادة الطلب تلقائيًا عند الحاجة. يَعتمد عمل الوكلاء الأذكياء على ثلاثة عناصر رئيسية، وهي الإدراك والتفكير والتفاعل، وعندما يتم الجمع بينها فإنها تخلق نظامًا مستقلًا يمكنه الإدراك والتفكير والعمل من تلقاء نفسه من خلال تبسيط المهام المعقدة وأتمتتها، وبمرور الوقت يمكن للوكلاء الأذكياء التعلم من بيئتهم وتكييف سلوكهم، مما يجعلهم أكثر فعالية في تحقيق الأهداف المطلوبة. على الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها الوكلاء الأذكياء، إلا أن استخدامها يواجه تحديات في تكلفة تطويرها وتنفيذها، ايضا مستوى التعقيد في بعض الوكلاء الأذكياء يستلزم وجود خبرات فنية عالية لتشغيلهم، كذلك المخاوف حول الضوابط الأخلاقية في استخدام الوكلاء الأذكياء والتأكد من أنهم لا يتسببون في أي أضرار اجتماعية أو اقتصادية، بالإضافة إلى القلق المتزايد بشأن الأمان والخصوصية واحتمالية فقدان الوظائف. يمثل الوكلاء الأذكياء أداة فعالة يمكن للمنظمات الاستفادة منها لتعزيز كفاءتها وتحسين أداء أعمالها وزيادة أرباحها، وذلك بفضل قدرتهم على تنفيذ المهام المعقدة والمكررة والتكيف مع البيئات المتغيرة، بالإضافة إلى أن استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي سوف يزيد من تأثير هؤلاء الوكلاء في تشكيل مستقبل الأعمال، مما يستدعي الاستعداد لمواكبة هذا التطور واعتماد استراتيجيات مناسبة لتعظيم الاستفادة من إمكانياتهم الواسعة.