وافق الوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال اجتماعهم التاسع الذي عقد مساء اليوم في دولة الكويت بمشاركة وزير السياحة احمد الخطيب على إقامة فعالية سياحية خليجيةمشتركة على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي عن خالص الشكر والتقدير للوزراء على الدعم والموافقة على فكرة الأمانة العامة الرامية إلى إقامة فعالية سياحيةخليجية مشتركة سيتم تنظيمها على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في مدينة دافوس خلال العام القادم لتعزيزوإبراز جهود دولنا في مجال السياحة عالميا وما وصلت إليه من مكانة عالمية في هذا المجال. كما بارك لدولةالكويت فوزها باستضافة عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025 مضيفا أنه إنجاز يعكس المكانة الرائدة للكويتودول المجلس في دعم الثقافة والفنون وتعزيز الهوية العربية. وهناً وزير الكويتي الإعلام عبد الرحمن المطيري علىتزكيته رئيسا للجنة الإقليمية للشرق الأوسط لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة ولمدة عامين. وأعرب عن عظيم الفخروالاعتزاز بما تحققه دول الخليج من إنجازات بارزة تعزز مكانتها على الساحة الدولية مهنئا الإمارات باختيار مدينةالعين عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025 وكذلك على تجديد عضوية الإمارات في المجلس التنفيذي لمنظمةالأممالمتحدة للسياحة للفترة من 2025 حتى 2029. كما بارك البديوي للبحرين النجاح الباهر في استضافة عاصمة السياحة الخليجية لعام 2024 إذ أسهمت الفعالياتالمتميزة التي نظمتها العاصمة في زيادة عدد السياح بنسبة 5ر 18 بالمئة مقارنة بعام 2023 ما يعكس التأثيرالإيجابي لهذه المبادرات على قطاع السياحة. كما هنأ السعودية على فوزها الكبير باستضافة كأس العالم 2034 مضيفا أن هذا الإنجاز العالمي يعكس التميزالكبير في مجالي الرياضة والبنية التحتية ويؤكد قدرة المملكة على تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية العالميةباحترافية وتميز. وبارك البديوي لعمان إطلاق الهوية الترويجية الموحدة للسلطنة ما ستسهم في تعزيز مكانتها كوجهة سياحيةواستثمارية على الصعيدين الإقليمي والدولي معربا عن تهنئته لقطر على النجاح الكبير في استضافة الاجتماع ال 51 للجنة الإقليمية لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة للشرق الأوسط ومؤتمر السياحة الرياضية وصناعة السياحة بعدكأس العالم). وأكد البديوي أن القطاع السياحي في دول مجلس التعاون بات يشهد تحولا نوعيا بفضل التوجيهات السامية لقادةدول المجلس ثم بفضل جهود الوزراء الحثيثة لافتا الى أننا اليوم نقطف ثمارها فالإحصائيات السياحية تشير إلىأرقام وحقائق تبعث بنا نحن أبناء مجلس التعاون بالفخر والسعادة. وأشار الى أن إجمالي عدد السياح الدوليين القادمين إلى دول المجلس بلغ 1 ر 68 مليون سائح حتى عام 2023 بمعدل نمو قدره 8ر42 بالمئة مقارنة بعام 2019 محققة بذلك نسبة 9ر52 بالمئة من مستهدفاتنا الخليجية لعام2030. مبيناً أن قيمة العائدات من السياحة بلغت 4ر 110 مليار دولار للعام 2023 بمعدل نمو 2 ر 28 بالمئة مقارنة بعام2019 لتسجل دول المجلس بذلك قفزات نوعية فاقت كل التوقعات من خلال تحقيقها لنسبة 7ر 58 بالمئة من مستهدف 2030 والبالغ 188 مليار دولار. وأضاف أن الحصة السوقية لدول الخليج بلغت 2ر5 بالمئة من السياحة العالمية و 2 ر 7 بالمئة من العائدات السياحية الدولية ما يرسخ مكانتها كمحور رئيسي فيالمشهد السياحي العالمي وعلى مستوى القيمة المضافة للناتج المحلي. وبين أن القطاع السياحي حقق مساهمة اقتصادية بارزة بلغت 4ر 223 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولنامع معدل نمو سنوي لافت قدره 4ر 29 بالمئة بين عامي 2022 و 2023 مشيرا إلى أن القطاع السياحي أضاف 5ر1 مليون وظيفة خلال العام 2023 بمعدل نمو 17 بالمئة مقارنة بعام 2020. وأكد أن هذه الأرقام ليست فقط مجرد إحصائيات بل هي حكاية نجاح حاكتها همة أبناء الخليج وأسست على رؤىحكيمة واستراتيجيات طموحة. ولفت البديوي إلى إن جدول اعمال الاجتماع تضمن العديد من المواضيع التي تخص مشاريع تنفيذ الاستراتيجيةالخليجية للسياحة (2023 - 2030) ومشاريع مستقبلية في الترويج المشترك والسياسات الموحدة في انتظار توجيهات الاجتماع حيالها. من جهته أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبد الرحمن المطيري أن السياحة باتت أداةفعالة لدعم الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل ما يجعل الاستثمار في هذا القطاع ضرورة ملحة. مبيناً إن الاجتماع اليوميعكس الإيمان الراسخ بأهمية تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى لتعزيز قطاع السياحة لاسيما في ظل المتغيراتالعالمية والتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي مضيفا أن السياحة لم تعد مجرد نشاط اقتصادي بل ركيزةأساسية في التنمية المستدامة وجسرا للتواصل بين الثقافات وتعزيز التقارب بين الشعوب. وذكر أنه مع تطور التقنيات الرقمية والتغيرات في تفضيلات المسافرين أصبح من الضروري تطوير تجارب سياحيةمبتكرة تعزز من تنافسية القطاع وتجعله أكثر جذبا للسياح سواء من داخل المنطقة أوخارجها موضحا أن تبنياستراتيجيات التحول الرقمي وتوفير بيئة داعمة للاستثمار في السياحة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاصتعد عوامل مساهمة في ازدهار السياحة الخليجية. وأضاف أن "دولنا الخليجية تمتلك مقومات سياحية غنية ومتنوعة تجمع بين التراث الأصيل والموروث الثقافيالعريق إلى جانب البيئة الطبيعية الفريدة والبنية التحتية المتطورة فمن المعالم التاريخية العريقة إلى الوجهاتالسياحية الفاخرة تملك دول الخليج القدرة على استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم". وأعرب الوزير المطيري عن الفخر والاعتزاز باستضافة وتنظيم دول الخليج للعديد من الفعاليات الاقليمية والقاريةوالعالمية بمستوى إبداعي يليق بسمعة ومكانة الخليج العربي ومحطا لأنظار العالم قائلا "إننا مقبلين علىاستضافات وفعاليات قارية وعالمية ويملؤنا التطلع إلى المزيد من النجاح والتميز خلال الفترة القادمة بإذن اللهوإعطاء صورة مشرفة للسياحة الخليجية والعربية والمستقبل خليجي وذكر "أننا مطالبون اليوم بوضع سياساتواستراتيجيات موحدة تعزز من التعاون السياحي الخليجي وتحقق الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحةفالتخطيط المشترك والترويج المتكامل للوجهات الخليجية كمنظومة سياحية واحدة سيسهم في تعزيز مكانةالخليج على الخريطة السياحية العالمية". وبين أن تطوير برامج سياحية مستدامة تأخذ في الاعتبار الحفاظ على البيئة والهوية الثقافية وتعزز من دورالمجتمعات المحلية في التنمية السياحية أمر ضروري لضمان استدامة هذا القطاع مضيفا أن السياحة ليست مجردصناعة بل هي عامل أساسي في بناء المجتمعات وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بين الشعوب.