يشكّل المسرح السعودي في شقراء ملمحاً ثقافياً وفنياً بارزاً، سواء من حيث تفرّده في الفكرة أو والشكل الهندسي على مستوى الوطن بأكمله؛ بل لا أبالغ إن قلت: في العالم من حيث موقعه الاستراتيجي داخل الظهرة الجنوبية، فهو مفردة معمارية أخّاذة، أبدعها محمد بن سعد البواردي -رحمه الله- بروح وطنية خالصة، وكان من أهداف إنشائه خدمة المناسبات الوطنية والاحتفالات الموسمية التي أصبحت جزءا من حياتنا الاجتماعية وتكويننا الثقافي، وكان من دفع الفكرة والمال والهمة -رحمه الله- لبناء هذا المسرح الذي أراد منه حاضنا لكل افراح منطقة الوشم والمملكة وعلى رأسها اليوم الوطني ويوم التأسيس واحتفالات العيدين. ما زلت أتذكر أنه في عام 2019 وحين حضر الاحتفال باليوم الوطني ال(89) في ملعب نادي الوشم المفتوح للفضاء نبعت في عقله وبإخلاص إنشاء مسرح مغلق ومكشوف بصالاته الداخلية ومسرحه الروماني للاحتفالات يستطيع أن يظهر الفرح بسلاسة ووضوح وبكثافة تحقق أهدافه الضيافية. فأنشأ من ماله الخاص تحت مظلة بلدية شقراء مسرح المهندس محمد بن سعد البواردي؛ بعد أن أيده في هذا المشروع الاجتماعي الثقافي المسؤولون في المحافظة والأمانة، والمثقفون وأعيان المجتمع، وأيدته تطلعات هذه المدينة التي تنظر للمستقبل بعينين من أمل وتفاؤل، وكان -رحمه الله- قد خطط لفتح كل أبواب مسرحه لكل مناسبات الفرح بدءا من اليوم الوطني ومروراً بيوم التأسيس وانتهاء بمناسبات الدوائر الحكومية وأفراح الزواجات ومناسبات التخرج والمهرجانات المختلفة؛(جا ذلك في لقاء تلفزيوني معه رحمه الله)، أراد أن يؤصل دور شقراء في تأصيل الهوية الوطنية، وصناعة السعادة، ومن ثم دمج المدينة في منظومة الفرحة والسرور وجودة الحياة التي نعيشها مواطنينَ ودولةً. وأستعيد هنا تشجيع ودعم معالي رئيس هيئة الترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ؛ وهو يتصل أثناء حفل خالد عبدالرحمن ويترحم على المهندس البواردي باني المسرح وصاحب فكرته، تأييدا لفكرته النيرة، ويوجه بإقامة الحفلات فيه وهاهو معالي أمين منطقة الرياض الدكتور فيصل بن عبدالعزيز آل عياف يقف عليه أثناء تشييده ويوجه بالإسراع في تجهيز مواقف المركبات الصغيرة والباصات وبالانتهاء من جميع أعمال منتزه الملك سلمان القريب من المسرح، ومحافظ شقراء الأستاذ عادل البواردي كرم دراجي المملكة الأوائل. اليوم نحن على أعتاب مناسبات وطنية عظيمة كيوم التأسيس، ونعلم جميعاً أن شقراء، كغيرها من محافظات وطننا العظيم تستعيد الدور التاريخي لها في فترة التأسيس قبل أكثر من ثلاثة قرون ودورها في اليوم الوطني المجيد؛ من هنا نتطلّع أهالي شقراء أن يحتضن هذا المسرح العالمي إقامة حفل الأهالي فيه وجميع المناسبات الوطنية، لا لفرادته الإنشائية فقط، وإنما لما يملكه المسرح من مؤثرات صوتية ونظام إضاءة عصري وتجهيزات إنشائية عالية الجودة وفق أعلى المقاييس التقنية كان -رحمه الله- يتابع أدق تفاصيلها. أدام الله رجالاتنا المخلصين وأدام عز وطننا الأعظم وأدام أفراحه تحت ظل قيادتنا الحكيمة.