تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء مجددا عن خطته لسيطرة الولاياتالمتحدة على قطاع غزة ونقل سكانه لأماكن أخرى بشكل دائم في أثناء لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله وسط معارضة واسعة النطاق لخطته بين حلفاء واشنطن العرب بما في ذلك الأردن. وبعد وقت قصير من وصول الملك وابنه إلى البيت الأبيض، سُمح للصحفيين بالدخول إلى المكتب البيضاوي حيث أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه لن يتزحزح عن خطته لسيطرة واشنطن على قطاع غزة ونقل سكان القطاع الذين أصابهم الذهول وتغيير شكل المنطقة التي مزقتها الحرب. وقال ترامب عن قطاع غزة "سنأخذه. سنحتفظ به وسنعتز به. سنجعله في نهاية الأمر مكانا يوفر الكثير من الوظائف للناس في الشرق الأوسط"، مضيفا أن خطته "ستجلب السلام" إلى المنطقة. وأضاف ترامب "الفلسطينيون سيختارون أين يذهبون وستكون لهم أماكن في الأردن ومصر... ولن نشتري غزة لأنها منطقة مزقتها الحرب وسوف نأخذها وسنعتز بها ولا بديل لأهاليها غير مغادرتها وستكون تحت إدارة "السلطة الأميركية"، وبنسبة 99% سنتوصل إلى اتفاق ما مع مصر. وقال ترامب إنه سيفكر في حجب المساعدات عن الأردن إذا رفض إعادة توطين الفلسطينيين. وكان الملك عبد الله قال في وقت سابق إنه يرفض أي خطوات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين. وعندما سئل اليوم الثلاثاء عن استقبال الفلسطينيين، قال إنه يتعين عليه أن يفعل أفضل شيء لمصلحة بلاده، مشيرا إلى أن الدول العربية ستأتي إلى واشنطن برد على خطة ترامب. وقال دون أن يؤيد أو يعارض صراحة خطة ترامب "الهدف هو كيفية جعل هذا الجهد ناجحا بطريقة تصب في مصلحة الجميع". وكان من المتوقع أن يبلغ ترامب اليوم بأن مثل هذه الخطوة قد تثير موجة من التطرف والفوضى في المنطقة وتعرض السلام مع إسرائيل للخطر وتهدد ببقاء الدولة ذاتها. وفي استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع مؤسسة إبسوس في الفترة من السابع إلى التاسع من فبراير شباط، قال ثلاثة من كل أربعة أمريكيين، أو 74 بالمئة من الأمريكيين، إنهم يعارضون فكرة سيطرة الولاياتالمتحدة على غزة وتهجير الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. وأظهر الاستطلاع أن المنتمين للحزب الجمهوري منقسمون بشأن هذه القضية، إذ عارضها 55 بالمئة منهم وأيدها 43 بالمئة. وزاد مقترح ترامب الوضع الحساس في المنطقة تعقيدا، بما في ذلك وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأعلنت حماس أمس الاثنين أنها ستوقف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة حتى إشعار آخر، وقالت إن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. ولوح ترامب لاحقا بإلغاء الاتفاق إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بحلول يوم السبت المقبل. وقال ترامب اليوم الثلاثاء "سيصعب التكهن بالنتائج" إذا لم تلتزم حماس بالموعد النهائي، مضيفا أنه لا يعتقد بأن الحركة الفلسطينية المسلحة ستلتزم بذلك.