أحياناً نواجه الكثير من المواقف الصعبة، وربما الثقيلة جداً، والتي من الممكن أن نتعثر بسببها، أو نسقط، أو حتى نتألم، ليأتي دور من يرافقنا في دروب الحياة، فإن كان بطولياً تجاوزنا النتائج السلبية، وقد نعود أقوى، بل وأكثر صلابة، وإن كان ضعيفاً فقد لا نستطيع النهوض مرةً أخرى! إن تأثير الأشخاص القريبين منا له مفعول السحر على قدراتنا، وأفكارنا، وعلى تعاملنا مع الظروف المتغيرة، فإذا وجدت من يساندك، يقف بجوارك، يدعمك، فحافظ عليه، ولا تتركه، فهذا ذو معدن أصيل، ونادر الوجود، هو كنز لا يُقدّر بثمن، في زمن أصبحت (بعض) العلاقات تُبنى على أساس هزيل جداً، وعلى "عطني وأعطيك"، أو "المصلحة فوق، فوق كل شيء". جميل جداً أن تواجه شخصاً تسرّب في داخله اليأس، وعاش ظروفاً غير طبيعية، وانزوى بعيداً عن الآخرين، في انتظار من يساعده، ويتفاعل مع مشكلته، لتصل أنت بعد أن تمكّن التعب من جسمه، فتكون سبباً في عودة الابتسامة له، وكذلك الضحكة والأمل، فيقول لك: "ليت كل الناس مثلك". ليت، كل، الناس، مثلك، أربع كلمات، لكنها تعني أنك وصلت إلى أعلى مراتب الحُب والاحترام والتقدير في قلب الطرف الآخر، وهنا يحق لك أن تفتخر بنفسك، وبقدراتك، وبإنسانيتك العظيمة، فليس سهلاً أن تمتلك أفئدة الآخرين إلاّ بالتعامل الطيب، والموقف الشجاع، والمؤازرة في كل الظروف، مما يجعلك لا تفارق أدعيتهم في السر أو العلن، وهذا أكبر مكسب في الحياة. وحتماً هناك شخص يستحق أن يكون صاحب المركز الأول في قلبك بمواقفه معك، وتشجيعه لك باستمرار، والتفرغ لسماع مشاكلك، ومحاولة حلها، بل إنه قد يعيش الحدث وكأنه هو المُتضرر، فلا تبخل عليه بالكلمات الجميلة، ومساعدته في أي طارئ؛ لأن مثل هذه العينات من فئة "غالي جداً"، ولن تجود عليك الأيام بمثله، فاحرص على إرضائه بما يُحب، وبما يتمنى. دعونا نطبّق خلطة "ليت كل الناس مثلك"، بنشر الحُب والتسامح ومساعدة الآخرين، لنفوز بتقديرهم، ونكسب ودّهم، فإدخال السرور على (القلوب المُتعبة) تكسب به الأجر من الله، إلى جانب أن رؤيتهم سعداء، يجعلك أكثر سعادة، وهو ما ينعكس إيجاباً على نفسيتك، ويقودك إلى فعل الخير أكثر.