بعد أكثر من 67 سنة من أول كأس ملك في الرياضة السعودية اكتشف المشجع الوحداوي أنَّ فريقه لم يحقق كأس الملك بل حقق الدوري الذي لم يذكره له الآباء والأجداد ولم يفرحوا به ولم تزهُ به الأجيال الوحداوية المتعاقبة؛ كذلك حدث للمشجع الأهلاوي الذي نام ولديه (3 دوري) واستيقظ فجرًا ليجد أنَّها أصبحت 9 بطولات دوري؛ أمَّا المشجع الاتحادي ففرح بين ليلة وضحاها ب5 بطولات دوري أضيفت لفريقه ليصبح مجموع بطولات الدوري التي حققها الاتحاد 13 دوريا بدلًا من 8، واكتشف المشجع الهلالي أنَّ فريقه هو (قلعة الكؤوس) وفريقه ليس فقط هو الأكثر تحقيقًا للبطولات بالمجمل كما كان ولا يزال، وليس فقط هو الأكثر تحقيقًا لبطولات الدوري كما كان ولا يزال؛ بل هو كذلك الأكثر تحقيقًا لبطولات كأس الملك!. تخيل أنَّ هناك فرقًا أصبح لديها (بطولة دوري) مكون من فريقين ومن مباراة واحدة، وليس فيه صعود ولا هبوط، وستحسب رقمًا في قائمة بطولات الدوري السعودي جنبًا إلى جنب مع بطولات الدوري الممتاز الذي انطلق رسميًا كما يعرف كل العقلاء والأمناء على التاريخ عام 1976م، وحقق الهلال نسخته الأولى!. هكذا رفع فريق توثيق البطولات توصياته؛ وقرر بعد 7 عقود أن يخترع التاريخ لا أن يوثقه كما هو وكما أرَّخه كبار مؤرخي الحركة الرياضية السعودية، وأن يغير مسمى بطولات كأس الملك التي أقيمت قبل انطلاق الدوري السعودي رسميًا عام 1976م إلى بطولات دوري، ليتحول هذا الفريق الذي ضمَّ 11 عضوًا منهم 6 مشجعين اتحاديين لفريق اختراعات وابتكارات بدلًا من مهمته الحقيقية وهي توثيق البطولات كما هي وكما جاءت بها الوثائق الرسمية والقرارات التي صدرت من الجهات الرياضية التي تعاقبت على الإشراف على بطولات كرة القدم السعودية بدءًا من وزارة الداخلية في الخمسينات الميلادية من القرن الماضي، وانتهاء بوزارة الرياضة في عهدنا الحالي!. هذا الفريق المخترع كان مصيبًا حين تجاهل مطالبات بعض الخرّاصين باحتساب تصفيات المناطق كبطولات دوري؛ لكنَّه فاجأ الجميع بهذا الاختراع الجديد الذي جعله لا يقل عن أولئك تعصبًا وتشويهًا وعبثًا بالتاريخ الرياضي!. ما رفعه الفريق من توصيات باركها لهم (البصمجية) الأجانب هو عبث بمعنى الكلمة في تاريخ بطولاتنا الرياضية، والموافقة عليه من اتحاد القدم الحالي سيكون خطأ لا يغتفر، والصمت عنه إما ضعف، أو جهل، أو تعصب، أو لا مبالاة؛ وعلى كل صامت أن يختار لنفسه من هذه أو تلك ما يشاء!. بطولة كأس الملك انطلقت عام 1957م واستمرت حتى عام 1990م، ثم عادت 2008م، وتلك البطولات كانت ولا تزال وستظل بطولات (كأس ملك) سواء كانت تلعب بنظام الدوري في بدايتها أو بخروج المغلوب في غالبها، أمَّا بطولة الدوري السعودي الممتاز فقد انطلقت منذ عام 1976م، وستظل بطولة دوري سواء التي لعبت بنظام الدوري وحسمت بالنقاط، أو حتى حين تلك التي كانت تحسم في فترة (المربع الذهبي) بنصف نهائي ونهائي وبطريقة خروج المغلوب، هذه مسلِّمات لا يجب العبث بها ولا المساس بها، ولا تقبل الاجتهاد ولا الاختراع، خصوصًا حين يأتي ذلك من فريق توثيق تم تشكيله بالترشيح والتصويت وليس بالكفاءة والقدرة والسيرة الذاتية!.