حظي أدب الترجمة في المملكة العربية السعودية باهتمام كبير في الآونة الأخيرة لكونه أحد المكونات التي تعنى بها الهيئة في إطار استراتيجيتها التي شملت وضع اللوائح والمعايير التنظيمية، وبناء البيئة المحفزة للإنتاج، وتوفير قنوات التمويل، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في التنمية الثقافية، وتمكين القطاع غير الربحي من ممارسة أدوار رئيسة، بالإضافة إلى تقديم البرامج المهنية لتطوير المواهب وتوظيف التقنيات الحديثة، وتفعيل دور الوسط الثقافي في تنفيذ مبادرات الهيئة وبرامجها التنفيذية. ويعزز أدب الترجمة فهم ثقافة الشعوب الأخرى ونقل الأدب من النطاق المحلي إلى العالمي وتعتبر الترجمة الأدبية من أهم مجالات الترجمة وأصعبها، التي تتطلب كثيراً من الدقة والمصداقية والإبداع لتقيد منتج يتمتع بالفائدة والمتعة بجمالية وخصوصية منفردة، استخدام أساليب خاصة تعتمد على الاقتراض والإبدال والترادف والتصريف والشرح والتفسير وإعادة الصياغة. وفي هذا الصدد أطلقت وزارة الثقافة مشروع الإرشاد الترجمي بهدف دعم المسار المهني للمترجمين السعوديين وتطوير المترجمين السعوديين في السوق المحلي والإرشاد لاستخدام التكنولوجيا ذات الصلة في مجال الترجمة، وذلك من خلال برنامج إرشادي مكثف يهدف إلى رفع التنافسية المحلية على المدى الطويل وتعزيز مهارات وقدرات المترجمين السعوديين للإبداعية في رحلة ثرية بالإرشاد والتوجيه المستمر تحت إشراف خبراء في مجال الترجمة حيث يرافق كل مترجم مرشد متخصص لتأهيله وبناء مساره الإبداعي عبر جلستين افتراضيتين أسبوعياً فردية وجماعية لمدة ساعة على الأقل على مدار 6 أشهر. وتتطلّب عملية ترجمة الكتب سواء الورقية منها أم الإلكترونية الكثير من الدقة والوقت لذا أولت وزارة الثقافة اهتمامًا كبيرًا بها، فأنشأت لها الجمعيات والمبادرات والمسابقات الداعمة لروادها، ومنها جمعية الترجمة التي تُسهم في ازدهار قطاع الترجمة بالمملكة من خلال إقامة المسابقات، وتقديم الاستشارات، كما تمكن متخصصي اللغات من العمل في المجال وتشجيعهم ودعم الموهوبين منهم، إضافة إلى تعزيز دوره الترجمة باعتبارها أداة الوصل بين الثقافات. وأطلقت الوزارة بدورها جائزة الترجمة التي تهدف إلى تحقيق مكانة عربية ودولية من خلال مساراتها واستدامتها، وتحفيز التنافسية في سوق الترجمة، وتشجيع الأفراد والمؤسسات العربية والعالمية على المشاركة، إضافة إلى تكريم المساهمين في الترجمة والتعريب ونشر المعرفة، وكذلك النهوض بمستوى الترجمة وإثراء المكتبة العربية بأعمال ثقافية عالمية. وتعمل هيئة الأدب والنشر والترجمة وفق إستراتيجية واضحة النطاق لتعزيز مختلف أجناس الأدب من خلال عمليات البيع والتوزيع والترجمة، لتطوير الإمكانات الواقعة ضمن نطاقها، وتحفيز الممارسين ودعمهم من أدباء ومؤلفين وناشرين ومترجمين، بما ينسجم مع رؤية 2030 والإستراتيجية الوطنية للثقافة وارتبطت أهدافها الرئيسة بمدخلات أساسية من كليهما، بحيث تصب جميع النتائج المأمولة في الإطار العام للرؤية والإستراتيجية الوطنية للثقافة. وكان للهيئة أثر كبير في دعم قطاع الترجمة ومحبي اللغات إذ أطلقت مبادرة «ترجم» لدعم الحركة السعودية للترجمة وإثراء المحتوى العربي بالمواد المترجمة ذات المحتوى القيّم من اللغات المتنوعة، ودعم الحركة الأكاديمية للترجمة في الجامعات السعودية، وأفردت لها جناحاً خاصاً بالمعرض يُسهم على إثر ذلك في تقديم كل ما يحتاجه موهوبو وخبراء المجال. يُذكر أن ترجمة الكتب هي عملية نقل كتاب من لغته الأصلية إلى لغة أخرى، وتتطلب أن يجمع المترجم بين استيعاب مضمون الكتاب وبين البراعة اللغوية للتعبير عن هذا المضمون ببلاغة ودقة، خاصة أن المهمة الرئيسة للمترجم هي العمل بمثابة «جسر بين الحضارات»، وأن الترجمة تعتمد على قدرات المترجم في نقل المعارف والآداب، وتمرّ عبر تفكيره ولغته، وأن مهارات المترجم الفردية تؤثر بشكل مباشر في براعة النص.