في وقتٍ تشهد الرياض حدثًا نوعيًّا وفريدًا يثري ثقافة القراء ومتابعي الكتب والقراءة، لم تغفل هيئة الأدب والنشر والترجمة عن إثراء المكتبة العربية بمختلف العلوم والمجالات العلمية والأدبية من مختلف بقاع العالم. فكان لمحبي الكتب المترجمة من مختلف الفئات العمرية نصيب الأسد في هذا الفلكلور الثقافي العالمي "الرياض تقرأ" الذي جاء توقيته متزامنًا مع اليوم العالمي للترجمة الذي يوافق 30 سبتمبر من كل عام. ولأن العقل البشري فضولي وباحث عن المعرفة كان لابد لدور النشر في معرض الكتاب بالرياض أن تبحث عن كل ما هو جديد يثري عقل القراء ويشبع حاجتهم للمعرفة عبر إيجاد المعلومة الجديدة ونقلها إلى القارئ العربي وترجمتها، حتى لا نبقى أسرى حدودنا العربية وننال المعرفة العالمية. وتتطلّب عملية ترجمة الكتب سواء الورقية منها أم الإلكترونية، الكثير من الدقة والوقت لذا أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بها فأنشئت لها الجمعيات والمبادرات والمسابقات الداعمة لروادها، ومنها جمعية الترجمة المشاركة في المعرض والتي تُسهم في ازدهار قطاع الترجمة بالمملكة من خلال إقامة المسابقات، وتقديم الاستشارات، كما تمكن متخصصي اللغات من العمل في المجال وتشجيعهم ودعم الموهوبين منهم، إضافة إلى تعزيز دوره الترجمة باعتبارها أداة الوصل بين الثقافات. وكان لهيئة الأدب والنشر والترجمة أثر كبير في دعم قطاع الترجمة ومحبي اللغات إذ أطلقت مبادرة "ترجم" لدعم الحركة السعودية للترجمة وإثراء المحتوى العربي بالمواد المترجمة ذات المحتوى القيّم من اللغات المتنوعة، ودعم الحركة الأكاديمية للترجمة في الجامعات السعودية، وأفردت لها جناحاً خاصاً بالمعرض يُسهم على إثر ذلك في تقديم كل ما يحتاجه موهوبو وخبراء المجال. كما أنشأت الهيئة مبادرة "المرصد العربي للترجمة" الذي يقدم معلومات لحركة الترجمة بجوانبها عبر معايير توثيق معتمدة، ويكوّن قاعدة بيانات رقمية تمكُّن جهات الترجمة من معرفة واقعهم في إنتاجها، مساهمًا في وضع الخطط الإستراتيجية لنشاطهم في الترجمة، مما يمكن من تأسيس خطة وطنية موحّدة لحركة الترجمة في السعودية تُسهم في نقل وتوطين المعرفة. ولم تغفل دور النشر بالمعرض أيضًا عن ترجمة كتب الأطفال التي تشبع حاجتهم نحو فضول المعرفة بطريقة تفاعلية وجذابة معتمدة على الجانب البصري، إضافةً إلى ترجمة الكتب التعليمية في جميع المراحل الدراسية وكذلك كتب الأسرة والطهي، والكتب الطبية والعلمية، والعديد من المؤلفات الأجنبية من مختلف لغات العالم. وأطلقت وزارة الثقافة بدورها جائزة الترجمة التي تهدف إلى تحقيق مكانة عربية ودولية من خلال مساراتها واستدامتها، وتحفيز التنافسية في سوق الترجمة، وتشجيع الأفراد والمؤسسات العربية والعالمية على المشاركة، إضافة إلى تكريم المساهمين في الترجمة والتعريب ونشر المعرفة، وكذلك النهوض بمستوى الترجمة وإثراء المكتبة العربية بأعمال ثقافية عالمية. يُذكر أن ترجمة الكتب هي عملية نقل كتاب من لغته الأصلية إلى لغة أخرى، وتتطلب أن يجمع المترجم بين استيعاب مضمون الكتاب وبين البراعة اللغوية للتعبير عن هذا المضمون ببلاغة ودقة، خاصة أن المهمة الرئيسة للمترجم هي العمل بمثابة "جسر بين الحضارات"، وأن الترجمة تعتمد على قدرات المترجم في نقل المعارف والآداب، وتمرّ عبر تفكيره ولغته، وأن مهارات المترجم الفردية تؤثر بشكل مباشر في براعة النص.