"على خطاه" ليس مجرد رحلة ميدانية، بل هو تجربة روحانية وتاريخية تعيد إحياء درب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقدم فرصة لاستلهام القيم والدروس من الهجرة النبوية؛ ليتجدد ارتباط المسلمين بتاريخهم، وتُتاح لهم فرصة معايشة إحدى أعظم القصص الإسلامية بطريقة حديثة وتفاعلية، تجعل الماضي ينبض بالحياة في الحاضر.. بحضور رفيع تقدمه أمير المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ وعدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات، أطلق مشروع «على خطاه» كتجربة تحاكي درب النبي محمد صلى الله عليه وسلم التاريخي. التاريخ الإسلامي يحمل في طياته أحداثًا عظيمة شكلت معالم الحضارة الإسلامية، وكان درب الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة إحدى أبرز المحطات التي غيرت مجرى التاريخ؛ وانطلاقًا من أهمية هذا الحدث، جاء مشروع "على خطاه" كمبادرة رائدة تهدف إلى إعادة إحياء هذا المسار التاريخي عبر تجربة فريدة تتيح للمشاركين السير على خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستلهام الدروس والعبر من هذه الرحلة الاستثنائية العظيمة المبينة. يرتكز مشروع "على خطاه" على إعادة تمثيل درب الهجرة النبوية، الذي قطعه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عند انتقالهما من مكة إلى المدينة، بهدف إحياء تجربة الهجرة النبوية بطريقة تفاعلية تمزج بين التاريخ والثقافة والسياحة، وتعزيز الوعي التاريخي لدى المشاركين من خلال استكشاف المعالم والطرق التي سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم، مع إبراز كبير ومهم للبعد الروحي والإيماني للهجرة، وربطها بالقيم الإسلامية العليا، مع إستراتيجية اتصالية تحفز السياحة الدينية والتاريخية في المملكة من خلال تقديم تجربة ميدانية غنية بالمعلومات والتأملات. تم تصميم المشروع بدرجة احترافية؛ ليكون تجربة ميدانية تحاكي المسار الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة، مع دمج تقنيات حديثة مثل الواقع المعزز والمرشدين التفاعليين لضمان تجربة تعليمية وثقافية متكاملة. كما يمر المسار التاريخي للهجرة بأبرز المحطات التاريخية والمواقع مثل غار ثور، طريق الساحل، منطقة قديد، بئر الروحاء، قباء وهي المحطة الأخيرة قبل دخول المدينة، حيث استقبل أهلها النبي صلى الله عليه وسلم بالبشرى والتهاليل.. كما تبرز القيمة الثقافية والدينية للمشروع حيث يعد "على خطاه" فرصة كبيرة لتعزيز الوعي بتاريخ الإسلام ومكانة الهجرة في بناء الدولة الإسلامية بشكل ميداني مع تجربة فريدة. كما أن أثره المستقبلي يحمل إمكانات كبيرة لتعزيز السياحة الدينية والثقافية في المملكة، ويمكن أن يصبح نموذجًا عالميًا في إحياء التجارب التاريخية عبر أساليب حديثة. كما أنه يسهم في تعزيز الهوية الإسلامية لدى المشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات، من خلال تجربة تعيد إحياء واحدة من أعظم اللحظات في التاريخ الإسلامي. إن "على خطاه" ليس مجرد رحلة ميدانية، بل هو تجربة روحانية وتاريخية تعيد إحياء درب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقدم فرصة لاستلهام القيم والدروس من الهجرة النبوية. من خلال هذه المبادرة، يتجدد ارتباط المسلمين بتاريخهم، وتُتاح لهم فرصة معايشة إحدى أعظم القصص الإسلامية بطريقة حديثة وتفاعلية، تجعل الماضي ينبض بالحياة في الحاضر. مشروع "على خطاه" يملك تأثيرًا إيجابيًا ملحوظًا في رفع الوعي بالقيم الأخلاقية والتاريخية، لكنه يواجه قد يواجه تحديات يمكن حلولها بشكل مهني لن يغيب على القائمين عليه لا شك، مثل كيفية الوصول إلى الجمهور الشبابي بأسلوب جذاب يتماشى مع العصر الرقمي، وكذلك ضمان استمرارية التأثير من خلال مبادرات تفاعلية ومستدامة، مع مواكبة التغيرات الإعلامية والتقنية في عرض المحتوى بطريقة مؤثرة. ختامًا، يمثل مشروع "على خطاه" نموذجًا رائدًا في تعزيز الهوية الثقافية وترسيخ القيم الإيجابية من خلال استلهام سير العظماء. إن نجاحه يعتمد على استمرارية الجهود ودعم المؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمعية له، مما يجعله مشروعًا ذا أثر طويل الأمد في بناء جيل واعٍ وقادر على السير "على خطى" القادة الملهمين.