لاعب لديه الإمكانيات الجيدة بالنسبة لمتطلبات مركزه من ناحية الانطلاقات والسرعة وفتح المساحة في الملعب، ولكن حينما تأتيه الكرة لا يعرف كيف يتصرف بها، ويصبح جهده الوافر مهدورا من غير أي فائدة! هنا إذا كانت الإمكانيات موجودة ومتوفرة يعني أنها تحتاج فقط إلى الاهتمام والصقل والتطوير في التمارين الإضافية، والمدرب ليس له علاقة بهذا الأمر، ولا الإداري له شأن في ذلك، بل اللاعب نفسه هو من يقود ذاته إذا ما أراد لنفسه النجاح مع فريقه، مثل الرابط بين المدرس والطالب هي شرح الدروس، والباقي الأكبر على جهود الطالب هي منّ تؤكد تفوقه ونجاحه، والأمر نفسه ينطبق بين المدرب واللاعب هي طلب المهام التكتيكية المعينة، ولكن جهد اللاعب هو من يؤكد تألقه. يقول صانع المصابيح ماتياس: «الموهبة تأتيك 1٪، و99٪ هي جهود شخصية منك، وهذا يؤكد على أهمية التمارين الإضافية التي بدونها لا تصقل الموهبة ولا تتطور». كل المقدمة هي تمهيد لذكر اسم الظهير الاتحادي فواز الصقور الذي نوجّه إليه رسالة في هذا المقال نابع من اهتمام صادق، وصادرة من قلب محب، مع النقد الهادف البناء والبعيد تماماً عن الإسفاف والتجريح. أنت يا فواز لديك مقومات الظهير العصري الناجح، ولكن تحتاج إلى أن تتعب على نفسك في التمارين الإضافية، خاصةً على الكرات العرضية عندما تتقدم بالمساندة الهجومية لفريقك لكي تكون أكثر فائدة وتأثير لصالح ناديك وحينها تجد من كان ينتقدك يمدحك ويتغنى فيك عندما يجدونك متطوراً ومتغيراً للأفضل. تأكد أن كل ما تفعله لنفسك يا فواز تجده ينعكس عليك إما بالإيجاب أو بالسلب؛فأحسن ما تفعله في التمارين الإضافية لتجدها خير معين للاستفادة منك مستقبلاً، والظهير الذي لا يحسن الكرات العكسية العرضية، ولا يعرف كيف يرسل الكرة للهجوم في التوقيت المناسب، هذا قطعة ناقصة في منظومة فريقه! سمعت من لاعبين كُثر سواء عالميين، وعرب، وسعوديين في مقابلاتهم الشخصية التلفزيونية في أوقات سابقة مختلفة، وقرأت بعضها في الصحف، طبعاً لا تتسع المساحة لذكر أسمائهم جميعاً عن تأثير التمارين الإضافية، وجعلتهم أساطير مخلدة في أذهان الجماهير بسبب تلك التمارين التي تزيد من قدراتهم البدنية والفنية، ورأوا انعكاسها وتأثيرها إيجاباً على مستوياتهم. ختاماً: الانضباط حمل ثقيل ومتعب مثل الهم على القلب ولكن عواقبه بعد الصبر له نتائج مذهلة! حسين البراهيم