كما جرت الحيرة الأسبوعية، وأنا أستعد لكتابة مقالي الأسبوعي، خطر على بالي عنوان لمقالي هذا اليوم وعلى الفور وكما هي العادة أن أبدأ بكتابة عنوان المقال ومن ثم أبدأ بالسرد، فلم أجد عنوانا مناسبا لمقالي غير المقال الذي اخترته على خلفية ردة الفعل الاتحادية بعد إسناد مهمة تحكيم مباراة الاتحاد وضمك التي أقيمت مساء البارحة في أبها إلى الحكم فيصل البلوي، ولا أعلم حقيقة كيف كان أداؤه في المباراة. بصريح العبارة حتى وإن قسوت يوما على الحكم السعودي نتيجة أخطاء فادحة وزادت حدة النقد بعد دخول تقنية الفار والتي بدلا من أن تستغل الاستغلال الأمثل دخلنا معها مرحلة من الجدل والخلاف والشكوك حولها، والسبب أن من يقف خلفها هو في النهاية بشر معرض للصواب والخطأ، ورغم كل ذلك إلا أنني أتعاطف مع الحكم السعودي. جمعتني في فترات سابقة جلسات مع عدد من الإخوة الحكام الذين نالوا شرف تحكيم مباريات دوري روشن السعودي، وتحدثنا بوضوح وصراحة عن الكثير من العقبات التي كانت توثر على أداء الحكام، ولن أقول انعدام الثقة في الحكم السعودي، بل المخاوف من غلطة تحكيمية تهدر جهدا ومالا وتعبا بسبب ضغوطات قد يتعرض لها وتحديدا من الأندية الجماهيرية والإعلامية. ولعل أكثر ما لفت نظري الأيام الماضية وجعلني أزداد تعاطفا هو قرار لجنة الحكام بإيقاف حكم الساحة سامي الجريسي والذي لي حديث حول قرار سحب الشارة الدولية وإيقاف حكم الفار عبدالرحمن السلطان على خلفية الأخطاء التي ارتكبوها في مباراة الاتحاد والرائد الدورية التي أقيمت مؤخرا في جدة. لن أقول إن الثنائي لم يرتكبا أخطاء تحكيمية، ولكن السؤال أيضا.. لماذا يأتي حكام أجانب إلى ملاعبنا ويرتكبون نفس الأخطاء إن لم تكن أشد منها، ومن ثم لا نسمع بعقوبات صارمة تجاههم، بل في أحيان كثيرة نرى أخطاء تحكيمية فادحة من حكام أجانب وباعتراف من لجنة الحكام بتلك الأخطاء، ومن ثم نتفاجأ بعودتهم مرة أخرى للتحكيم حتى على الأقل بمنعهم من هذا الشرف. هل عرفتم الآن لماذا الحكم السعودي غلبان؟، لأنه وبكل أسف لن يجد من يحميه ويسنده عند الأزمات، ويدافع عنه ببسالة ويأخذ بيده إن أخطأ، فمثلا نادي الاتحاد كان له موقف واضح بعد مباراة الرائد وقرر الاتجاه لإسناد بقية مبارياته لحكام أجانب باستثناء ضمك البارحة لأسباب تتعلق بالإجراءات المتبعة، ولم نر أي ردة فعل من لجنة الحكام بدعم حكامها والجلوس على طاولة النقاش مع الأندية لدعم ملف الحكم السعودي. كما أن اللوائح والأنظمة المتبعة فتحت الباب للأندية لرصد ميزانية خاصة باستقطاب الحكام الأجانب مع أنه من المفترض أن يتم إيقافها ودعم الحكم السعودي، وقبل كل ذلك حمايته من موجة الغضب للأندية عند أي خطأ وإخفاق وإن تكرر الخطأ تسحب الشارة الدولية كما حدث مع سامي الجريسي. بصراحة أزعجني خبر سحب شارة الجريسي، ولا أعلم ما الخطأ الكبير الذي اقترفه، وإن كان من الناحية الفنية، فأعطوني اسم المسؤول عنه، ففشل الجريسي بدا من فشل المسؤول عنه في تأهيله وتدريبه وتطويره، لذا كان من الواجب محاسبة من ساهم في فشل الجريسي إلا إذا كان خلف القرار أمر آخر لا نعرفه.