صدر حديثًا كتاب "ركب الليالي.. سيرة وذكريات نستعيد ملامحها" للكاتب محمد بن فهد بن عبد الكريم الفريح، وهو عبارة عن سيرة ذاتية ومذكرات تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن والذاكرة، مستعرضًا جوانب من حياة المؤلف وذكرياته، ومُسلّطًا الضوء على حقبة زمنية مُهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية، وتحديدًا منطقة نجد. يُفتتح الكتاب بمقدمة شعرية تُعبّر عن طبيعة الزمن وسرعة انقضائه، وكيف أن الأيام والليالي تمضي على عجل، وكأن الماضي القريب ما زال حاضرًا. يُشير المؤلف إلى أن العقود تمضي سريعًا وكأنها أيام معدودات، ما يُحفّز على استعادة الذكريات وتدوينها. ويُقدّم الكتاب للقارئ نافذة على الماضي القريب، مُلامسًا الجيل الذي عايش تلك الفترة ومُعيدًا إليه ذكرياته. يُشير المؤلف إلى أنه شحذ قلمه وذاكرته للعودة إلى ذكريات سنوات قريبة، بعضها ما زال حاضرًا ويُرى بالعين، وبعضها كادت أن تطويه لفائف النسيان، وبعضها الآخر انطوى بالفعل إلا في ذاكرة قلة قليلة من الناس الذين تمسكوا بها رغم صعوبة ذلك. بما تكمن هذا الكتاب في جوانب عديدة توثيق التاريخ الاجتماعي، يُساهم الكتاب في توثيق جوانب من التاريخ الاجتماعي للمملكة العربية السعودية، وتحديدًا تاريخ نجد، من خلال استعراض العادات والتقاليد وأسلوب الحياة في فترة زمنية معينة، والحفاظ على التراث غير المادي من خلال تدوين المفردات اللغوية والعادات والتقاليد التي كادت تندثر، وإضافة نوعية إلى الأدب السعودي في مجال السيرة الذاتية والمذكرات. ويستعرض المؤلف من خلال ذكرياته صورة الطفولة وحياة القرية، ثم ينتقل إلى الرياض في بداية نهضتها، مُستعرضًا العادات التي اندثرت أو كادت، والمفردات اللغوية التي طواها الزمن أو قلّ استخدامها اليوم. يُمكّن الكتاب أن يُلهم الكتاب الأجيال الجديدة من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين واستخلاص العبر منها، وفهم كيف تغيّرت الحياة عبر الزمن، وينقل لهم كتاب ملامح الماضي ويُساهم في حفظ التراث ونقله للأجيال القادمة.