حينما وقف المخرج الكوري جي كي يون في حفل الجوي أووردز وقال: " أشكر السعودية لأن آباءنا وأمهاتنا استفادوا من العمل فيها في 1970" في أثناء تكريمه بجائزة الإنجاز مدى الحياة، وتفاعل المجتمع بمختلف فئاته مع هذه العبارة الدافئة من عقلية عالمية عبقرية لها بصمتها الخالدة في عالم الفن. وتداول الناس الكلمة الوفية، ولا عجب أن يحب أهل الوفاء.. الوفاء، فإن ثقافة الاعتراف بالجميل من صميم ثقافتنا، وقد جاء الحديث عن صناعة المعروف بسياقات تاريخية عديدة، ويكفينا كسعوديين حالة الوفاء الخاصة جداً بيننا وبين قادتنا -حفظهم الله-، الذين بفضل الله ثم بفضلهم نعيش اليوم في جو مفعم بالريادة والتفوق والانفتاح الفكري والفني بنكهة مختلفة. كوريا الجنوبية تلك الجمهورية الحالمة التي قررت أن تنتصر على الحروب وتضع نفسها في قائمة أقوى اقتصادات العالم حيث تحتل المرتبة الرابعة عشرة، من الزراعة إلى شاشات العالم بالفن والإبداع وبصناعات تقنية متقدمة، ويكفيك أن تقرأ صناعة كورية على المنتج لينال ثقتك للصورة التي أرى أنها مستحقة لتفوقهم وانضباطهم ومهنيتهم العالية، التقارب السعودي من دول الشرق واقع حيوي وقد كسرت هيئة الترفيه بجدارة القوالب المعهودة حولنا من الأصوات الناقمة والسرديات المغرضة لتثبت للعالم عاماً بعد عام أننا مجتمع ذو وعي وذائقة فنية مرهفة. ما بين صناعة الترفيه وصناعة المعروف نقاط كثيرة مشتركة، سيدركها الجيل القادم الذي سيشكر العقول التي تقف خلف المسرح اليوم. نعم، تفوقنا ولله الحمد في صناعة المعروف وتقديم الخير بأكمل صوره، وكما أن للمعروف أثره على الفرد والمجتمع والأجيال القادمة، فإن منظومة الترفيه حول العالم تعتبر من أكثر الصناعات ديناميكية حيث تصل قيمتها إلى أكثر من ترليونين، ومع التقنية والتحولات من الواقع المادي للواقع الافتراضي والمعزز وتنامي التطبيقات ومنصات البث الرقمي فإن الترفيه بالفعل نمط حياة، وهي ليست كما يتصور البعض أنها مجرد تأسيس لعوائد اقتصادية غير نفطية بل هي أبعد من ذلك بتوفير وظائف ومفاهيم ومواسم من السعادة ولا شيء غيرها يليق بنا.. دمتم بخير.