تعد الكليجا أكلة شعبية اشتهرت بها منطقة القصيم خلال العقود الماضية واقتصر إعدادها على النساء في السنين الخوالي حيث ذاع صيت بعض أسماء نساء بريدة محلياً وخليجياً وربما دولياً فقد تميزن في مهارة إعدادها وصناعتها وارتبطت هذه الأكلة كثيراً في المناسبات الاجتماعية السعيدة فكثيرا كانت هدايا للعرسان وهدايا للأصدقاء والأقارب من محبيهم وخاصة لمن هم خارج منطقة القصيم، وقد تجاوزت الكليجا الحدود العربية فكانت هدايا من الدارسين والمبتعثين السعوديين في دول العالم لمعلميهم وأصدقائهم هناك، ورغم تعدد المنافسة في السنوات الأخيرة ودخول بعض المنتجين من مصانع ومخابز لهذه الأكلة إلا أن الكليجا التي تنتجها النساء الكبيرات والخبيرات أو ممن ورثن المهنة عن الأمهات والجدات مطلباً مفضلاً للكثير من محبي هذه الأكلة الشهية خاصة أن تلك النسوة يحققن طلبات عملائهن من نواحي متعددة كتقليل البهارات أو السكريات أو كبر وصغر أقراص الكليجا وكمياته وطرق التغليف وغيرها وتعد أيام الشتاء أياماً ترفع الإقبال والطلب على هذه الأكلة حيث يردد البعض أنها من الأكلات الشعبية التي تقلل من تأثير الأجواء الباردة على الأشخاص بسبب عناصر تكوينها. نساء القصيم واكبن التقدم الصناعي والتقني في أدوات إعداد وتسويق وتوصيل إنتاجهن من الكليجا للمستفيدين من إنتاجهن فتحول التعامل مع طلبات المستهلكين والعملاء بالتواصل عبر الواتس اب وعرض الإنتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالصور والدفع عبر التحويل ونقاط البيع. صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم أدرك بنظره الثاقب قبل عقد ونصف من الزمن أهمية هذا المنتج وتميز منطقة القصيم فيه فكانت فكرة إحداث تجمع تسويقي تعريفي ليكون (مهرجان الكليجا) سنوياً يحظى بحضور أصحاب وصاحبات المهنة وبمشاركة خليجية وعربية ودولية لخدمته وتسويقه والإبداع في إنتاجه وهو أمر أحدث انتقال ل"الكليجا" من منتج محلي إلى علامة عالمية شجع منظمة اليونسكو إلى إدراج مدينة بريدة ضمن المدن المبدعة عالميًا في عام 2021م وجعل من هيئة فنون الطهي، وخلال احتفائها بالمدن السعودية المبدعة في اليونسكو، اعتماد "الكليجا" طبقًا رئيسًا شعبيًا لمنطقة القصيم، ومخبوزًا محليًا لمدينة بريدة، ومثلت "الكليجا" القصيم في مناسبات عالمية كفرنسا والصين وإيطاليا والبرازيل والبرتغال والعراق ومصر، وخلال الأيام القادمة سيسعد محبو ومنتجو هذه الأكلة بلقائهم السنوي في مدينة بريدة. الأمهات والجدات أبدعن في صناعة الكليجا