«الطاقة المتجددة».. قصة نجاح وإستراتيجية شاملة

يمثل التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية قصة نجاح بدأت بطموحات وضعتها رؤية السعودية 2030 لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام يزدهر فيه الجميع، عبر عملية إصلاح للسياسات الاقتصادية، واستثمارات استراتيجية واسعة النطاق.
وفي هذا الشأن تعمل المملكة على تعزيز دور مصادر الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة الوطني، حيث تمثل هذه الجهود جزءًا محوريًا من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد. وتأتي هذه الخطوات ضمن استراتيجية شاملة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة، مع التركيز على الاستفادة من الإمكانات الطبيعية للمملكة في إنتاج الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
تعزيز حصة الطاقة المتجددة في المملكة
وتمضي المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م. وتستهدف المملكة الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء بما يقارب 50٪ للغاز الطبيعي و50٪ للطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، الأمر الذي سيسهم في استبدال ما يصل إلى مليون برميل مكافئ من الوقود السائل المستخدم حالياً. وضمن هذا السياق، تنفذ المملكة العديد من المشاريع الضخمة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتحقيق التوازن في استخدام الموارد الطبيعية.
مشاريع الطاقة الشمسية
وفي إطار الجهود المستمرة لتحويل مزيج الطاقة الوطني، أطلقت المملكة عدداً من المشاريع الهادفة إلى تقليل الاعتماد على الوقود السائل واستبداله بالغاز لتوليد الكهرباء، وتشغيل 4 محطات عالية الكفاءة تعمل بالغاز لتوليد الكهرباء بسعة إجمالية تقارب 5.600 ميجاوات عام 2023، كما تعمل المملكة حالياً على بناء محطات عالية الكفاءة مزوّدة بتقنيات احتجاز وتخزين الكربون، وتبلغ سعتها الإجمالية 8.4 جيجاوات تقريباً.
تعتبر المملكة واحدة من أكثر الدول تعرضًا لأشعة الشمس، مما يجعلها بيئة مثالية لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية. ومن بين المشاريع الرائدة في هذا المجال، يأتي مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية، الذي يعد أول مشروع للطاقة الشمسية يتم تشغيله بالكامل في المملكة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ميجاواط. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ في مختلف أنحاء المملكة، مثل مشاريع الطاقة الشمسية في جدة ورفحاء، التي تهدف إلى توفير الطاقة النظيفة لعدد أكبر من المدن والمناطق.
مشاريع طاقة الرياح
بالإضافة إلى الطاقة الشمسية، تعمل المملكة على الاستفادة من إمكانات طاقة الرياح، خاصة في المناطق الشمالية والغربية. ويبرز مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح كأول مشروع من نوعه في السعودية، بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ميجاواط، ما يجعله واحدًا من أكبر مشاريع طاقة الرياح في المنطقة. ويهدف هذا المشروع إلى توليد طاقة مستدامة تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الكربونية.
الحد من الانبعاثات الكربونية
تلعب مشاريع الطاقة المتجددة دورًا محوريًا في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إذ تسعى المملكة إلى تحقيق أهدافها المناخية ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء». من خلال تقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تسهم هذه الجهود في تحسين جودة الهواء والحفاظ على البيئة.
الاستثمار في التقنيات الحديثة
لا تقتصر جهود المملكة على إنتاج الطاقة المتجددة، بل تشمل أيضًا تطوير تقنيات تخزين الطاقة واستغلالها بطرق مبتكرة. ومن بين التقنيات الواعدة التي تعمل المملكة على تطويرها، يأتي إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يُتوقع أن يصبح هذا الهيدروجين مصدرًا مستدامًا للطاقة ومصدر دخل جديد يمكن تصديره عالميًا.
الشراكات الدولية والمحلية
تحرص المملكة على تعزيز التعاون مع الشركات المحلية والدولية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة. وتقود وزارة الطاقة هذه الجهود من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية والمشاركة في مشاريع كبرى تعزز من قدرات المملكة في هذا المجال.
الأثر المستقبلي
إن التحوّل نحو مصادر الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية يحقق عدة فوائد استراتيجية. فهو يعزز أمن الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، ويوفّر فرص عمل جديدة في قطاعات مختلفة، ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني بعيدًا عن النفط. بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد الطاقة المتجددة يعزز من مكانة المملكة على المستوى العالمي كدولة رائدة في استخدام مصادر الطاقة المستدامة. بذلك، تظهر المملكة كقوة طموحة تقود التحوّل في مجال الطاقة في المنطقة، معززة إلتزامها بتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة للأجيال القادمة. وبحلول نهاية عام 2023م، ستبلغ السعة الإنتاجية لمشروعات الطاقة المتجددة قيد الإنشاء أكثر من 8 جيجاوات. وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من المشاريع الإضافية بسعة 13 جيجاوات تقريباً في مراحل مختلفة من التطوير.
تحقيق الهدف الوطني
وفي إطار الجهود المستمرة لتحويل مزيج الطاقة الوطني، أطلقت المملكة عدداً من المشاريع الهادفة إلى تقليل الاعتماد على الوقود السائل واستبداله بالغاز لتوليد الكهرباء، وحتى شهر ديسمبر 2023م، تم تشغيل 4 محطات عالية الكفاءة تعمل بالغاز لتوليد الكهرباء بسعة إجمالية تقارب 5.600 ميجاوات. كما تعمل المملكة حالياً على بناء محطات عالية الكفاءة مزوّدة بتقنيات احتجاز وتخزين الكربون، وتبلغ سعتها الإجمالية 8.4 جيجاوات تقريباً، يضاف الى ذلك التقدم المستمر الذي تحرزه المملكة نحو تحقيق الهدف الوطني الطموح المتمثل في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م، إلى جانب تسليط الضوء على إسهام المملكة في تحقيق الأهداف المناخية العالمية من خلال تنفيذ أكثر من 80 مبادرة في القطاعين العام والخاص باستثمارات تزيد قيمتها عن 705 مليارات ريال (188 مليار دولار أمريكي)، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
إنتاج الهيدروجين النظيف
الى ذلك تواصل المملكة كجزء من الاستثمار المستمر في تطوير أنواع الوقود المستقبلية، بإحراز تقدم ملموس في مشروع إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليارات دولار، كما وقّعت المملكة عدداً من الاتفاقيات الثنائية مع مجموعة من الشركات العالمية في عام 2023م؛ بهدف التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف والأخضر في المملكة وتصديره.
ونجحت مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاقها في زراعة 43.9 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة في أنحاء المملكة، أي ما يزيد عن مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم. ويسهم هذا التقدم المحرز في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود القادمة، ويجري العمل حالياً على تنفيذ أكثر من 40 مبادرة تدعم الهدف المرحلي المتمثل في زراعة أكثر من 600 مليون شجرة واستصلاح 8 ملايين هكتار من الأراضي بحلول عام 2030م.
وتمضي المملكة في التقدم المستمر الذي تحرزه نحو تحقيق الهدف الوطني الطموح المتمثل في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م، وإسهام المملكة في تحقيق الأهداف المناخية العالمية من خلال تنفيذ أكثر من 80 مبادرة في القطاعين العام والخاص باستثمارات تزيد قيمتها عن 705 مليارات ريال (188 مليار دولار أمريكي)، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
استراتيجية شاملة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة
الدخول في مجال الطاقة المتجددة المتمثلة بطاقة الرياح والطاقة الشمسية
تعزيز الاقتصاد المحلي عبر مشروعات الطاقة المتجددة