يقدم كتاب "تغلب على الاكتئاب بسرعة" للمؤلفة البريطانية أليكساندرا ماسي، نهجاً عملياً ومباشراً لمساعدة الأفراد في التغلب على هذا الاضطراب، ويتيح من خلال استراتيجيات مدروسة وتجارب واقعية فهم الاكتئاب بشكل أفضل، ويزود بالأدوات اللازمة لاستعادة صحتك النفسية بسرعة وفعالية. ويعتبر الكتاب الذي نشر عن مكتبة جرير أكثر من مجرد مجموعة من النصائح بل هو خارطة طريق للتعافي من الاكتئاب، من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات العملية، ويمكن لأي شخص البدء في تحسين حالته النفسية والشعور بالتحسن تدريجياً. ويشرح الفصل الأول من الكتاب "فهم الاكتئاب" حيث إنه كاضطراب نفسي يتجاوز مجرد الشعور بالحزن، وتُفصّل العوامل التي تساهم في حدوثه مثل الأسباب البيولوجية كاضطرابات النواقل العصبية، والعوامل النفسية مثل الأفكار السلبية المستمرة وأيضاً العوامل الاجتماعية كالضغط الاجتماعي أو العزلة، كما يمهد هذا الفصل لفهم أعمق للاضطراب، مما يساعد القارئ على التعرف على حالته أو حالة من حوله. ويركز الفصل الثاني على "تغيير الأفكار السلبية" وكيفية التعرف عليها وهي التي تغذي الاكتئاب وتعلم كيفية تعديلها، كما يوضح أن هذه الأفكار غالباً ما تكون مشوهة وغير واقعية، مثل التفكير الدائم بأن الأمور لن تتحسن أبداً، وتقدم الكاتبة تقنية بسيطة تسمى "التوقف والتفكير"، حيث يُطلب من القارئ عندما تأتيه فكرة سلبية مثل "أنا فاشل"، أن يتوقف ويحلل مدى صحة هذه الفكرة، ثم يحاول استبدالها بفكرة أكثر إيجابية مثل "لقد واجهت صعوبات من قبل وتغلبت عليها". أما الفصل الثالث يناقش دور التغذية السليمة والنشاط البدني في تحسين الحالة النفسية، ويشرح كيف أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي اليومي، يمكن أن تفرز هرمونات السعادة مثل الإندورفين التي تخفف من أعراض الاكتئاب. ويعتبر الفصل الرابع الفصل الجوهري حيث تقدم الكاتبة مقدمة عن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وكيفية استخدامه للتغلب على الاكتئاب، ويركز على تغيير الأفكار والمعتقدات التي تؤدي إلى الاكتئاب. ويقدم الفصل الخامس استراتيجيات فعالة لإدارة الضغوط اليومية التي قد تفاقم من الاكتئاب، وتم التشديد على أهمية التنظيم وتحديد الأولويات لتجنب الشعور بالإرهاق، إضافة إلى تقديم تقنيات التنفس العميق والتأمل كطرق بسيطة للتخفيف من التوتر اليومي، مما يسهم في تحسين المزاج بشكل عام. ويؤكد الفصل السادس والأخير على أهمية العلاقات الاجتماعية والدعم النفسي في التعافي من الاكتئاب، ويشير إلى أن العزلة تزيد من أعراض الاكتئاب، بينما يمكن للشبكات الاجتماعية القوية أن توفر الدعم اللازم.