عندما يتحدث العالم عن المملكة العربية السعودية، تتبادر إلى الأذهان صورة وطن يرتكز على قيمٍ نبيلة تمزج بين عراقة التاريخ وطموحات المستقبل، يقترن ذلك بشهامة قيادة رشيدة وشعب وفيّ متكاتف. هذه الدولة المباركة، التي تتمتع بمكانة مرموقة في العالمين الإسلامي والدولي، لا يمكن حصر دورها الفاعل والإيجابي في حدودها الجغرافية فقط، بل تمتد أياديها البيضاء ومواقفها الإنسانية إلى مختلف أرجاء الأرض، حاملة رسائل الأمل، والبناء، والسلام. مع كل أزمة أو كارثة تمر بها المنطقة أو العالم، تكون المملكة من أولى الدول المبادرة إلى تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين والمنكوبين، ولا يقتصر الدعم السعودي على المساعدات الرمزية، بل يشمل أهم القطاعات الحيوية مثل: الغذاء، والصحة، والمستلزمات الأساسية كالكهرباء، والمياه، والاتصالات، والبنى التحتية والتعليم. هذه الجهود الخيرة من هذا الوطن الكريم ليست وليدة اللحظة، بل نابعة من رؤية ثابتة تتبناها القيادة السعودية نحو بناء الإنسان وعمران الأرض، مستندةً إلى مبادئ سامية تعزز قيم التعاون والتكافل. في الآونة الأخيرة، تجلت شهامة المملكة مرة أخرى في وقوفها إلى جانب الأشقاء السوريين، الذين عانوا منذ سنوات طويلة من الظلم والقهر والتشريد من قبل النظام السوري البائد، شاهد الجميع من خلال شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي الدعم السعودي الضخم الذي تمثل في جسر جوي وبري يقدم كل ما يحتاجه الأشقاء السوريون في هذه الفترة الحرجة والمهمة من تاريخهم. ولم تكتفِ المملكة بإرسال المساعدات المادية فقط، بل فتحت أبواب التطوع للسعوديين العاملين في القطاع الصحي، من أطباء وأخصائيين وممرضين، ليشاركوا مباشرة في جهود الإغاثة، ويقدموا الرعاية الطبية اللازمة لإخوانهم السوريين. مثل هذه المواقف النبيلة والمشرفة هي امتداد لمسيرة الخير والعطاء من هذه البلد المبارك منذ تأسيسه وحتى هذا اليوم، والتي طالت العديد من دول العالم في مشارق الأرض ومغاربها. في عالمٍ تتسابق فيه بعض الدول والجماعات على التدمير وزرع الفتن، تظل المملكة العربية السعودية قوة إيجابية تسعى إلى تحقيق السلام والتنمية، وهي ليست مجرد دولة عابرة في المشهد الدولي، بل نموذج يُحتذى به في العطاء والبناء، ودولة عريقة تسعى جاهدةً لجعل العالم مكانًا أفضل للبشرية. رسالة المملكة للعالم أجمع دائماً واضحة، وهي أن السلام والتعاون هما الطريق الوحيد لتحقيق ازدهار الشعوب، وستبقى المملكة -بإذن الله- دائماً وأبداً رمزًا للبناء والإنسانية، تنير الطريق لشعوب العالم، مهما حاول الحاقدون تشويه صورتها أو النيل منها، ودام عزك يا وطن. د. أيمن التميمي