على المدخل المخصص لجبل الرحمة بمشعر عرفات تظل الساعات ما بين السادسة والنصف صباحاً إلى الثانية عشرة ظهراً ومن الرابعة عصراً إلى السابعة مساءً، هي فترة معروفة لحراك تجاري كبير زبائنه معتمرين من مختلف دول العالم، نسبة كبيرة منهم دول جنوب وشرق وشمال آسيا، فيما تنشر مئات الحافلات التي تنقل المعتمرين إلى الموقع المكتظ وأخرى تجوب المكان لاكتشاف معالمه التاريخية كمسجد نمرة والحضارية كمحطة قطار المشاعر والخيام المطورة. وثمة عوامل أخرى فضلاً عن المكانة التاريخية والدينية للموقع، في تحويل ساحات جبل الرحمة التي تبلغ أكثر من 200 ألف م2، هذه الأيام لسوق رائجة ووجهة حقيقة أولى للمعتمرين وهي تحسن الأجواء في هذه الفترة، وتنفيذ حزمة مشاريع تطويرية، في ساحات جبل الرحمة، منها تطوير دورات المياه، وخلق مساحات كبيرة بمسطحات خضراء، وأخرى للمشاة، وتخصيص مواقع لتقديم المشروبات والأطعمة، وإنشاء أبراج كمنصات إعلامية وأمنية، وشبكات لأعمدة رذاذ الماء. ورصدت "الرياض" ملامح المعروض في السوق الرائج حيث الحضور الأكبر لبضائع الملابس الرجالية والنسائية، والسبح الرخيصة، وسجاد الصلاة وسجاد الزينة، والفواكه والتمور، وهدايا الحجاج، والعطور والبخور والحناء. "جولة الرياض" كشفت عن حضور ضخم لسيارات تقديم المشروبات والشطائر والآيسكريم، بعدد هائل حول الموقع لملتقى حقيقي لاستثمارات هذا القطاع الذي يشكل فيه المقيمون 99% مقابل غياب واضح للتوطين من الجنسين. وفي ظل حضور متواضع للسعوديين في سوق عرفات قال أحدهم للرياض دخلت تجربة التجارة باستئجار هذا الموقع على مدخل ساحات جبل الرحمة لمدة ثلاثة أشهر من جمادى الثانية إلى نهاية شعبان بمبلغ ثمانية ريال، والموقع مشجع ومحفز لكنه يحتاج إلى مواجهة يومية للباعة الجائلين والمخالفين لنظام الإقامة والعمل، مبيناً أن الجنسيات التي يتعامل معها هي الجنسيات الماليزية والتركية والإندونيسية. "جولة الرياض" كشفت أن ثمة موقعاً أخر في عرفات مهيأ ليكون وجهة عصرية، يوفر استثمارات دائمة وهو موقع مسجد نمرة حيث زحام أرتال الحافلات نقل المعتمرين. وطبقاً لتقديرات غير رسمية فإن عدد الوظائف التي يمكن أن توفرها وجهات مشعر عرفات أكثر من 1000 وظيفة غير مباشرة مسائية وصباحية. ماذا تحتاجون في ساحات عرفات؟ بهذه المفردات سألت الرياض عدداً من المعتمرين من الجنسين، ومن مختلف الدول حيث تركزت معظم ردودهم على استثمار الموقع لتنظيم بازار سعودي يتزامن من ذروة الموسم، لعرض منتجات الأسر السعودية، والتوسع في تخصيص مواقع متنقلة بتصاميم ملائمة لبيع المأكولات والمشروبات التي تلبي رغبات الزائرين، مع تقويض مساحات البيع العشوائي، وتنفيذ فعاليات مناسبة وجاذبة وهادفة خلال ذروة موسم العمرة، وتنظيم معرض تاريخي عن المشاعر المقدسة وخاصة عرفات يبرز الخلفية التاريخية والأهمية الدينية والمعالم التي تحتضنها، وتجسيد تطور الخدمات للحجاج، فيما طرح آخرون فكرة تخصيص خيام للسكن بجوار ساحات جبل الرحمة كخيام فندقية بخيارات متنوعة، بهدف مواكبة المعتمرين لأجواء الحج والحجيج في عرفات وهي المحطة الأهم في رحلة الحج. وكانت "كدانة" وهي المطور المشرف على المشاعر المقدسة والذراع الاستثماري للهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، قد طرحت أكثر من أربعين موقعاً كوحدات تأجيرية بمنطقة جبل الرحمة بهدف رفع كفاءة جودة الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار. ساحات جبل الرحمة وجهة للمعتمرين مخالفون في وجهة يقصدها الزوار والمعتمرون