جدد محققون في كوريا الجنوبية طلبهم من تشوي سانج-موك القائم بأعمال رئيس البلاد أمس السبت إصدار أمر لجهاز الأمن الرئاسي بالامتثال لأمر اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول. ومنع الحرس الرئاسي وقوات عسكرية الجمعة السلطات من اعتقال يون في مواجهة استمرت ست ساعات داخل المجمع الذي يقيم فيه يون، وكان قد صدر بحقه أمر الاعتقال بعد محاولته فرض الأحكام العرفية الشهر الماضي. وقال مكتب التحقيقات في فساد كبار المسؤولين، الذي يحقق في هذه القضية، أمس السبت إنه طلب مرة أخرى من وزير المالية القائم بأعمال رئيس البلاد إصدار أمر لجهاز الأمن الرئاسي بالتعاون فيما يتعلق بأمر الاعتقال. وأحجم متحدث باسم وزارة المالية عن التعليق. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن الشرطة طلبت من رئيس جهاز الأمن الرئاسي بارك تشونج جون المثول لاستجواب يوم الثلاثاء. وأحدث إعلان يون الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر صدمة في البلاد وأدى إلى صدور أول مذكرة اعتقال لرئيس كوري جنوبي في المنصب. رفض الاستدعاءات بعد يوم من فشل محاولة توقيف الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، رفض الفريق الأمني الخاص بالرئيس، تلبية استدعاءات من الشرطة أمس السبت. وبحسب ما أوردته وكالة أنباء يونهاب، أوضح الفريق الأمني الخاص بالرئيس أن بارك تشونج جون ونائبه كيم سيونج هون لم يتمكنا من ترك وظيفتيهما، حيث إن يون يحتاج إلى حماية متواصلة بسبب الوضع المتوتر. وأضافت الوكالة أن الفريق الأمني على تواصل مع الشرطة لتحديد موعد آخر للاستجواب. وحاول عشرات المحققين على مدار أكثر من خمس ساعات ونصف الجمعة، احتجاز يون لاستجوابه على خلفية فرضه الأحكام العرفية أوائل ديسمبر الماضي. غير أن "جدارا" من نحو مئتي فرد من الجيش وأجهزة الأمن، وقف في طريق السلطات في مقر إقامة الرئيس، بحسب يونهاب. ووافق البرلمان الكوري الجنوبي على مقترح بعزل يون من منصبه، منتصف الشهر الماضي، على خلفية اتهامات بسوء استغلال السلطة والتحريض، وتراجع المحكمة الدستورية القرار حاليا. وقبل محاولة الاعتقال، تجاهل يون ثلاث مذكرات استدعاء من مكتب التحقيق في الفساد. وفي النهاية نجح المكتب في استصدار أمر توقيف بحقه من المحكمة. ويسري أمر التوقيف حتى يوم غد الاثنين، وتطالب المعارضة بتنفيذه في أسرع وقت ممكن. زيارة بلينكن يستهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين جولة دبلوماسية قد تكون الأخيرة له، تبدأ من كوريا الجنوبية حليفة واشنطن في آسيا، والتي تواجه أزمة سياسية منذ محاولة الرئيس المعزول يون سوك يول فرض الأحكام العرفية. وستشمل الجولة فرنساواليابان، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، وهي تأتي قبل أسبوعين من انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وتنصيب دونالد ترمب في 20 يناير. وأوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن بلينكن سيلتقي نظيره تشو تاي يول الاثنين لبحث "التحالف بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، والتعاون بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدةواليابان، ومسائل كوريا الشمالية والتحديات الإقليمية والعالمية". وأشارت الخارجية الأميركية من جانبها الجمعة إلى أن زيارة بلينكن تهدف إلى "إعادة تأكيد التحالف الثابت" بين واشنطنوسيول، ومناقشة سبل "تعزيز الجهود الرئيسة لتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والمزدهرة". وتعد كوريا الجنوبية حليفا رئيسيا لواشنطن في المنطقة في المجال الأمني والعسكري، لكن البلاد تشهد اضطرابات سياسية منذ محاولة الرئيس يون سوك يول الفاشلة فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر. وصوّت البرلمان لصالح عزل الرئيس، وكُفّت يده في انتظار أن تبت المحكمة الدستورية بهذا القرار. كما اتخذ البرلمان إجراء مماثلا بحق رئيس الوزراء هان داك-سو الذي حلّ مكان يون، وباتت المهام الرئاسية الآن على عاتق وزير المالية تشوي سانغ-موك. ويلاحق يون بشبهة "التمرّد" التي قد تصل عقوبتها الى الإعدام، على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية مطلع الشهر الماضي، والتي تراجع عنها بعد ساعات، لكنها أدخلت البلاد في أزمة سياسية لم تشهد مثيلا لها منذ عقود. وتأتي زيارة بلينكن الإثنين في يوم تنتهي صلاحية مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحق الرئيس المعزول، بعدما رفض الامتثال لثلاث مذكرات لاستجوابه. ووحاول المحققون تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحقه الجمعة، لكن عناصر الأمن الرئاسي منعوهم من ذلك. وفاجأ قرار يون فرض الأحكام العرفية الولاياتالمتحدة. وأكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان إن إدارته علمت به عبر وسائل الإعلام. وقال إن هذا الحدث غير المتوقع أثار "قلقا بالغا" في واشنطن التي أعربت عن أملها في التوصل إلى مخرج يحترم "سيادة القانون". ما بعد "نيبون ستيل" وبعد كوريا الجنوبية، يتوجه بلينكن إلى الحليف الآسيوي الآخر اليابان حيث "سيتطرق إلى التقدم الرائع" الذي تم إحرازه في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بحسب الخارجية الأميركية. وأتى الإعلان عن هذه الزيارة في يوم كشفت البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر منع شركة "نيبون ستيل" اليابانية العملاقة من الاستحواذ على شركة الصلب الأميركية العملاقة "يو إس ستيل". وتثير هذه القضية جدلا اقتصاديا وسياسيا في كلا البلدين. والولايات المتّحدة هي أكبر مستورد للصلب في العالم، وهو قطاع تسيطر عليه الصين إلى حدّ بعيد. ويختتم بلينكن جولته الأربعاء في فرنسا حيث من المفترض أن يناقش الحرب في أوكرانيا والأزمات في الشرق الأوسط، بحسب بيان الوزارة الأميركية. وسعى بايدن خلال ولايته إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية لبلاده لكنه سيسلّم السلطة في 20 يناير الى خلفه الجمهوري ترامب الذي تثير عودته إلى السلطة مخاوف الحلفاء التقليديين لواشنطن.