استقبل سكان غزة العام الجديد على وقع مجازر إسرائيلية جديدة، حيث استشهد 17 فلسطينيًا على الأقل وأصيب آخرون، فجر أمس، إثر استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي مخيم البريج وبلدة جباليا وسط وشمال القطاع. وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 15 فلسطينيًا، معظمهم أطفال، وإصابة عدد آخر جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في جباليا البلد شمال غزة، كما استشهد مواطنان إثر قصف الاحتلال منزلا في مخيم البريج. كما نسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا ومحيطه شمال قطاع غزة. وأطلقت آليات الاحتلال النار في المنطقة الشمالية الغربية لمدينة غزة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال الأحياء الجنوبية الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,541 فلسطينيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 108,338 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. آلة الحرب الإسرائيلية والبرد يقتلان أطفال غزة أكد الدفاع المدني في قطاع غزة تعرض 1542 خيمة تؤوي نازحين في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء بمناطق قطاع غزة إلى الغمر بمياه الأمطار خلال اليومين الماضيين وأصيب كثير من النازحين بحالات ارتعاش بسبب البرد وتلف أمتعتهم وأفرشتهم. وحذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من تصاعد وفيات الأطفال في قطاع غزة جراء البرد القارس ونقص المأوى، في وقت يشهد فيه القطاع أزمة إنسانية خانقة. وقالت "أونروا"، إن ستة أطفال رضع قد توفوا بسبب البرد في الأيام القليلة الماضية، محذرة من أن المزيد من الأرواح قد تُفقد إذا استمر نقص الأغطية والملابس الشتوية والمستلزمات الأساسية لمواجهة فصل الشتاء. وطالبت الوكالة الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار المفروض على غزة للسماح بإدخال هذه المساعدات الحيوية. من جانبه، أشار المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف"، ريكاردو بيريس، إلى أن عدد الرضع الذين توفوا بسبب البرد ونقص المأوى في غزة قد ارتفع إلى سبعة أطفال منذ 23 ديسمبر الماضي. وأعرب عن قلقه البالغ من ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة والمرضى، الذين يتعرضون لمعاملة غير إنسانية في ظل الظروف الصعبة، دون حماية من البرد القارس. وفي هذا السياق، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الوفيات في صفوف النازحين الذين اضطروا للعيش في الخيام بعد تدمير منازلهم، مشيرًا إلى أن سبعة أشخاص توفوا، بينهم ستة أطفال، نتيجة الظروف المناخية القاسية. ويعاني قطاع غزة في الوقت الحالي من تأثيرات منخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة ضربت الأراضي الفلسطينية منذ مساء الأحد الماضي، في وقت يستمر فيه القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع، مما يفاقم الوضع الإنساني ويزيد من عدد الشهداء والجرحى يوميًا. وفي سياق متصل، كشف تقرير للأمم المتحدة أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على المستشفيات ومحيطها في غزة قد دفعت النظام الصحي في القطاع إلى "شفير الانهيار التام". وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان مصاحب للتقرير، إن "نمط الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات جعل النظام الصحي في غزة يواجه أزمة غير مسبوقة، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين في الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية". وأضاف البيان أن المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود مسلحين في المستشفيات "غامضة وفضفاضة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" لم تقدم حتى الآن أي أدلة موثوقة لدعم هذه الادعاءات. من جهته، ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالهجمات الإسرائيلية على المستشفيات، مشيرًا إلى أن تلك المنشآت الطبية قد تحولت إلى "مصيدة للموت" بسبب القصف المستمر. وأضاف تورك: "في وقت الحرب، يجب أن تكون المستشفيات ملاذًا آمنًا للمدنيين، ولكن ما حدث في غزة هو العكس تمامًا". وفي هذا السياق، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب في غزة قد أسفرت عن تدمير العديد من المنشآت الطبية، مشيرة إلى أن مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي في شمال غزة قد خرجا عن الخدمة تمامًا بسبب القصف. القدس في 2024.. انتهاكات في الأقصى وارتفاع وتيرة الهدم والاستيطان طوت مدينة القدسالمحتلة، الليلة الماضية، عاما من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك خلال عام 2024، حيث شكلت هذه الانتهاكات عاما قاسياً آخر شهد ارتقاء 33 شهيداً، وتصاعد حملات الهدم لتطال أكثر من 350 منشأة، واستباحة 59278 مستوطناً للأقصى وممارسة الطقوس التهويدية فيه. الشهداء ارتقى 33 شهيداً منهم مقدسيون أو استشهدوا على ثرى القدس خلال عام 2024، بينهم 15 طفلاً وسيدة. وقد بلغ عدد الشهداء المقدسيين 29 شهيداً بينهم 9 ارتقوا خارج القدس، و3 فلسطينيين من خارج القدس ارتقوا على أرضها، إلى جانب شهيد تركي. وقد سجل شهر مارس أعلى عددٍ من الشهداء، حيث ارتقى خلاله 6 شهداء يليه شهري يناير وفبراير بواقع 5 شهداء لكل شهر. استباحة الأقصى اقتحم الأقصى خلال عام 2024 أكثر من 59278 مستوطناً، أدّوا خلال اقتحاماتهم الطقوس التلمودية، منهم 21,245 اقتحموه خلال 15 مناسبة عبرية. وقد سجّل شهر أكتوبر أعلى حصيلة بواقع 9721 مقتحماً؛ لتزامنه مع الأعياد العبرية كعيد العرش ورأس السنة العبرية والغفران، يليه شهر أغسطس بواقع 7692 مقتحماً؛ لتزامنه مع ذكرى خراب الهيكل. وشهد الأقصى خلال عام 2024 انتهاكات جسيمة واعتداءات متصاعدة من الاحتلال ومستوطنيه خاصة خلال الأعياد العبرية التي بلغت ذروتها خلال شهر أكتوبر، أبرزها، اقتحام جنود الاحتلال للأقصى بزيهم العسكري، قبل أو عقب القتال في غزة، وابعاد المرابطين، وتأبين قتلى الاحتلال في غزة، وعرقلة ترميم الأقصى، وأداء السجود الملحمي بشكل يومي، وارتداء المستوطنين ملابس الكهنة ولفائف "التيفلين" وشال الصلاة "الطاليت" خلال الاقتحامات، ورفع علم الاحتلال، والنفخ بالبوق، وإدخال القرابين النباتية والحيوانية، وترسيخ مبدأ التقسيم المكاني والزماني عبر منع المرابطين من دخول الاقصى خلال وقت الاقتحامات ومنع المصلين من التواجد في مسار المقتحمين. كما شهد عام 2024، اقتحام وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال بن غفير، للمسجد الأقصى المبارك، 4 مرات. التضييق على الأقصى خلال رمضان حارب الاحتلال الاعتكاف الليلي واعتقل عشرات المعتكفين من داخل الأقصى وعلى الأبواب، كما ضيق الاحتلال على دخول المصلين إلى الأقصى خلال رمضان والأعياد وذكرى المولد النبوي والإسراء والمعراج، حيث انخفض عدد المصلّين خلال الأعياد وصلاة الجمعة مقارنة في السنوات السابقة بشكل واضح. عمليات الهدم وهدم الاحتلال أو أجبر أصحابها على هدمها خلال عام 2024 أكثر من 350 منشأة سكنية وتجارية وزراعية، منها 266 منشأة هدمتها جرافات الاحتلال و84 منشأة هدمها أصحابها قسراً، وقد طالت عمليات الهدم هذا العام المساجد، حيث هدم الاحتلال مسجدين وهدد آخر بالهدم، فيما تنتظر عشرات العائلات مصيرها عقب إخطار الاحتلال بهدم منشآتها السكنية أو التجارية. وبلغت عمليات الهدم ذروتها في شهر يوليو حيث دمر الاحتلال 61 منشأة، يليه شهر ديسمبر (42 منشأة) ثمّ نوفمبر (40 منشأة). عمليات ضد الاحتلال شهد عام 2024 عدداً من العمليات المقدسية النوعية ضد قوات الاحتلال منها ما نُفّذ داخل القدس أو بأيدٍ مقدسية خارجها، أسفرت عن 9 قتلى و20 إصابة في صفوف الاحتلال. الاعتقالات واعتقل الاحتلال حسب مصادر مقدسية أكثر من 1,198 مقدسياً خلال عام 2024 بينهم نساء وأطفال، وقد بلغت الاعتقالات ذروتها خلال شهر يناير (163 مقدسياً) يليه شهر مارس (150 مقدسياً). وأصدرت سلطات الاحتلال أكثر من 373 حكماً بالسجن بحق مقدسيين خلال العام 2024، منها 234 حكماً بالسجن الإداري و139 حكماً بالسجن الفعلي. فيما طالت الأحكام خطباء مقدسيين بتهمة التحريض ومساندة غزة خلال خطبهم. الإبعاد والحبس المنزلي وأصدر الاحتلال أكثر من 121 قراراً بالإبعاد عن الأقصى أو القدس، وأكثر من 58 قراراً بالحبس المنزلي خلال عام 2024، وكانت قرارات الإبعاد عن الأقصى للمرابطين تتركز قبيل فترة الأعياد العبرية؛ للاستفراد بالأقصى ومنع أي محاولات تصدٍ للاقتحامات، فيما طالت قرارات الإبعاد عن القدس في غالبها الأسرى المحررين. استيلاء ومشروعات استيطانية وأقرّت أو نفّذت سلطات الاحتلال أكثر من 43 مشروعاً استيطانياً في القدس خلال عام 2024، شملت بؤراً استيطانية ومستوطنات جديدة وأنفاقاً وطرقاً وحدائق توراتية وأبراجاً ومناطق صناعية وتجارية وخدمات لصالح المستوطنين، فيما أخلى المستوطنون بحماية قوات الاحتلال أكثر من 5 مبانٍ مقدسية بالقوة، وجرت 13 عملية مصادرة لأراضٍ مقدسية شملت آلاف الدونمات. 1400 حادثة عنف قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) إن المستعمرين "تورطوا في حوالي 1400 حادثة عنف ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية، خلال عام 2024". وأضاف المكتب في بيان له، أن الاعتداءات التي يقوم بها المستعمرون في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتم توثيقها منذ نحو 20 عاما، مشيرا إلى تورط المستعمرين في حوالي 1400 حادثة خلال 2024. وذكر أن الاعتداءات تضمنت اعتداءات جسدية، وإشعال حرائق، واقتحامات لتجمعات فلسطينية، بالإضافة إلى الإضرار بالأشجار المثمرة وتدمير الممتلكات. ولفت إلى أن المستعمرين متورطون في حوالي 4 حوادث يومية في الضفة بما ذلك القدسالشرقية عام 2024، وأن ذلك تسبب في تهجير العديد من الفلسطينيين. ومنذ السابع من اكتوبر 2023 صعد المستعمرون وجيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية، ما أسفر عن استشهاد 835 مواطنا وإصابة 6700 آخرين، بحسب وزارة الصحة. الاحتلال يهدم منزلا بالولجة ومنشأة زراعية قرب رام الله هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، منزلا في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم ومنشأة زراعية في قرية بدرس برام الله. وأفاد رئيس مجلس قروي الولجة خضر الأعرج، بأن قوات الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت منطقة "عين حويزة"، وشرعت بهدم منزل يعود لاحد المواطنين من عائلة أبو رزق. كما هدمت آليات الاحتلال منشأة زراعية في قرية بدرس غرب رام الله. ومنذ بدء عدوان الاحتلال الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزةوالضفة الغربية في أكتوبر 2023، وبالتوازي مع الدمار غير المسبوق الذي لحق بالمنازل والمباني والمنشآت في القطاع، تصاعدت عمليات هدم منازل الفلسطينيين، خاصة في المنطقة المسماة (ج)، التي تشكل نحو 60 % من مساحة الضفة. وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن سلطات الاحتلال نفذت خلال نوفمبر الماضي 52 عملية هدم طالت 63 منشأة، بينها 27 منزلاً مأهولاً، و2 غير مأهولة، و17 منشأة زراعية وغيرها. وتركزت عمليات الهدم في محافظات: القدس 26 منشأة، الخليل ب10، ونابلس ب7. الأطفال ومعاناة برد الشتاء