يحصل أنك تهتم بشخص اهتماماً شديداً ولكنك تنصدم بردة فعله الباردة جداً تجاهك، وحينما تلح عليه بالاهتمام يبرر لك بتبرير واهٍ لا لتعذره لكثرة مشاغله بل أنت لم تعد من أولياته مثل غيره الذي بينه وبينهم مصالح ومحسوبيات! تفهمها وقتما يقول لك: مقصر في حقك، هذا دليل قاطع أنك لست مهماً عنده ولا يقدرك بذلك التقدير الذي تقدره؛ "فبلاش تلاحق وراه وتلهث وكأنه آخر حبة!". أفضل وأجمل شيء أنك تهتم بنفسك بدلاً من أن تهتم بمن لا يهتم بك ولا يلقي لك بالاً، حينما تبين مشاعرك الطيبة تجاهه، وهو كأنه لا يراك فعلاً أنك تستحق التقدير! ولا خير في العلاقات إذا لم تكن فيها تبادل في المواقف والتقدير والمحبة والاهتمام والاحترام بنفس القدر والأمر. وإذا اختل ميزان واحد من هذه الموازين تفقد العلاقة ثقتها ومصداقيتها وتفقد طعمها وحلاوتها! الظروف! كلنا جميعاً نواجه ظروفاً قد تكون أحياناً قاهرة وصعبة، ولكنها ليست العائق ولا السبب الرئيس في عدم لقائنا مع أحبائنا الذين نأنس بقربهم ومجاورتهم، وليته يفهمها من يقولون له "مقصرين في حقك"، يعني معناها وبطريقة غير مباشرة نحن غير مهتمين فيك! وتأكدوا أن هذه الكلمة تقال للشخص الطيب والنظيف من الداخل؛ ومشكلة هذا الطيب تحديداً هو عدم الزهد فيه من الناس أحياناً، إلا في وقت الحاجات والمصالح يتم الاستعانة به ومن ثم يعود كما كان! حقيقة ينبغي على الشخص أنه يكون متوازناً في تعامله مع الناس بحيث إنهم لا يقللون منه ولا يستغلونه في أوقات معينة، ويكون فطيناً وذكياً ونبيهاً في اختيار الأشخاص الذين يستحقون منه التقدير والاحترام والتضحية. في حديث عن الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: "زهدك بمن ترغب فيه ولا يرغب فيك نقصان حظ، ورغبتك فيمن لا يرغب فيك إهانة لك!". الحديث هذا واضح أن الإنسان يصل لمرحلة الإهانة إذا زاد في اهتمامه لشخص هو أصلاً لا يهتم به! ختاماً، جملة "نحن مقصرين في حقك" هذا اعتراف ضمني على تقصيره معك، يعني كفاية، وعز نفسك واحترم ذاتك ولا تصل معه إلى مرحلة الإهانة والصراحة الوقحة والكلام الجارح الذي يؤذي النفس! وردة واحدة تأتيك وأنت حي خير من باقة ورد وأنت في قبرك! حسين البراهيم